المنوعات

فيلم الأكشن «ورق النعناع» تأكيد على فرض المرأة صوتها وبصمتها على هوليوود

08 سبتمبر 2018
08 سبتمبر 2018

لوس أنجلوس «د.ب.أ»:- يبدو أن 2018 هو عام فرض المرأة بصمتها وصوتها على هوليوود، العالم الذي لطالما سيطر عليه الرجال، وهو ما يتضح من خلال عناوين الأفلام من مختلف الأنماط: الكوميدي، الدراما، العاطفي، وحتى الرعب والأكشن التي لعبت بطولتها وأخرجتها نساء، في إشارة قوية إلى الثقة التي تزايدت لدى كبرى أستوديوهات هوليوود في قدرة المرأة على تحمل مسؤولية مشروعات سينمائية ضخمة. ينطبق هذا التوجه على «ورق النعناع»، بطولة النجمة جنيفر جارنر، وينتمي لنوعية الأكشن ويدور حول قصة انتقام تتحول فيها النجمة الرومانسية إلى آلة قتل.

وكنوع من قبول التحدي، وافقت النجمة ذات الـ46 عاما على قبول دور يحتاج مواصفات بدنية خاصة ولياقة عالية، فضلا عن الأبعاد النفسية والدرامية للشخصية. تجسد الممثلة التكسيكية المولد، دور ريلي نورث، أم وزوجة، تعاني من مأساة فقد زوجها وابنتها الصغيرة، اللذان لقيا مصرعهما رميا بالرصاص على يد واحدة من أشرس عصابات تهريب المخدرات، فتقرر نورث الرحيل هربا من الذكريات المؤلمة، خاصة بعد فشل المنظومة القضائية الفاسدة في تحقيق العدالة لأسرتها.

الخطوة التالية، كما هو معروف في هذه النوعية من سيناريوهات الدراما المأسوية، تضطر البطلة للاختفاء لفترة، تكون هدنة لها للاستعداد للعودة وتنفيذ مخطط الانتقام، حيث تتحول الضحية الوادعة إلى آلة قتل في منتهى القسوة. من أجل تقديم الدور بصورة مقنعة، خضعت النجمة إلى برنامج تدريبات عنيفة مكثفة لاستعادة لياقتها، والهيئة الجذابة التي كانت عليها حينما انطلقت على مشوار الشهرة عام 2001، وفقا لما أعلنته في ‏أبريل الماضي في مقابلة على موقع « CinemaCon».

كما تحدثت جارنر عن تجربتها، مؤكدة أن عملها مع مخرج مثل بيير موريل ساعدها كثيرا على تقديم الدور، خاصة وأنه كان المخرج الذي ساعد النجم ليام نيسن، على استعادة نجوميته في عالم الأكشن بعد سن الستين، من خلال سلسلة «المخطوفة». وأضافت أيضا أن انخراطها في هذا المشروع الفني، جعلها تغير روتينها الرياضي، لدرجة مضاعفة التدريبات، تحت إشراف أكثر من مدرب متخصص، وذلك في إطار سعيها لتكون في كامل لياقتها أثناء تصوير العمل.

ولهذا، قامت بمشاركة شريط مصور على مواقع التواصل الاجتماعي يستعرض تدريباتها في صالة ألعاب رياضية ملحقة بمنزلها، وهي تمارس رياضة الملاكمة والفنون القتالية، والتي كانت ضرورية وهامة لكي تتمكن من تأدية شخصية نورث. كما تؤكد أنها تحمست كثيرا للسيناريو وتعاطفت مع البطلة لمأساة فقد ابنتها وزوجها، ونضالها من أجل تحقيق العدالة. وتؤكد أن «الأبناء هم أفضل ثروة. قمت بالدور لتعاطفي مع الأم التي تسعى للانتقام من قتلة ابنتها، وهذا دفعني لكي استعد بالشكل الملائم من أجل تحقيق العدالة».

وأضافت «كنت مستعدة للعودة من أجل تقديم أفلام أكشن»، خاصة بعد المشاركة في أعمال مثل (ألياس) المسلسل التليفزيوني الذي كانت تجسد فيه شخصية سيدني بريستو، محققة في المخابرات المركزية الأمريكية (السي آي إيه)، موضحة أن «التحدي الذي يفرضه هذا الفيلم هو مواجهة الموقف من منظور دراماتيكي، وليس مجرد الاستعداد البدني واللياقة. وقد افادتني خبرة العمل مع مخرج مثل بيير موريل، لاستيعابه أن يكون البعد الدرامي على نفس الدرجة من الأهمية بالنسبة للاستعداد البدني. وعلى الرغم من أنني قدمت أفلام حركة في الماضي، إلا أنني اعتقد أن هذا أكثر عمل تمكنت فيه من المزج بين الدراما والأكشن في نفس الوقت».

لا شك أن جارنر تمر بمرحلة مهمة من مسيرتها الفنية تشهد تألقا ملحوظا ونضوجا إيجابيا. ويعتبر هذا العمل أول بطولة لها منذ فترة، بعد المشاكل الشخصية التي مرت بها والتي أدت لانفصالها عن النجم الشهير بن إفليك، ومؤشرا قويا على تعافيها من هذه الأزمة، خاصة وأنها تحت ضغط الإعلام، كانت قد اضطرت للابتعاد عن الأضواء لحين استعادة حياتها الطبيعية.

ولكنها تعود الآن أكثر قوة، حيث تلعب بطولة مسلسل تليفزيوني ناجح لأول مرة منذ سنوات، بالتعاون من شبكة هامة مثل (HBO)، تجسد فيه دور زوجة عصبية متسلطة، تعد حفل عيد ميلاد خاص جدا لزوجها. وتؤكد أن التعاون مع (HBO) يعد فرصة جيدة بالنسبة لها، وعلى الرغم من أنها تعطي أولوية الآن لقضاء المزيد من الوقت مع أسرتها، لم تتردد في قبول الفكرة، نظرا لضخامة وأهمية المشروع. يتبقى الانتظار، إذا كان رد فعل الجمهور إيجابيا على هذا التحدي وهل سيجعل هذا من جنيفر جارنر، بطلة أكشن جديدة على الشاشة الكبيرة، بالرغم من أنها على مشارف الخمسين.