977631
977631
العرب والعالم

واشنطن تتهم بيونج يانج بهجمات إلكترونية «غير مسبوقة»

07 سبتمبر 2018
07 سبتمبر 2018

كوريا الشمالية تستعد للاحتفال بالذكرى السبعين لتأسيسها -

عواصم-(وكالات) : أعلنت الولايات المتحدة أنها اتهمت كوريا شماليا بأنه شن لحساب بيونج يانج أكبر هجمات الكترونية في السنوات الأخيرة وقع ضحيتها مئات الآلاف من الأشخاص في العالم وأدت إلى اختفاء ملايين الدولارات.

وعلى الرغم من تحسن العلاقات بين المسؤولين الأمريكيين والكوريين الشماليين، واصلت الولايات المتحدة تحقيقاتها في قرصنة ستوديو سوني في 2014 والبرنامج الخبيث «واناكراي» والهجوم على المصرف المركزي لبنجلاديش. ونسبت كل هذه الهجمات إلى مجموعة من القراصنة المرتبطين ببيونج يانج.

وفي إطار هذه القضايا، أعلنت الولايات المتحدة الليلة قبل الماضية اتهام بارك جين هيوك وهو مبرمج معلوماتي عمل لشركة مرتبطة بأجهزة الاستخبارات العسكرية الكورية الشمالية.

وهو ملاحق بتهمة المشاركة في عصابة أشرار للقيام بعمليات احتيال الكترونية وهي تهمة يعاقب عليها القانون بالسجن لمدة قد تصل إلى عشرين عاما، كما ورد في وثائق قضائية.

ويفيد محضر الاتهام الذي أودع في يونيو الماضي في لوس انجلوس أن الرجل الذي لم يحدد مكان وجوده عمل مع شركاء «لحساب الحكومة الكورية الشمالية». ويشير إلى أن هجماتهم سببت أضرارا «غير مسبوقة».

وتقول وزارة العدل الأمريكية إن عملياتهم التي جرت انطلاقا من كوريا الشمالية أو الصين أدت إلى خسائر بمئات الملايين إن لم يكن مليارات الدولارات في جميع أنحاء العالم.

وإضافة إلى الملاحقات القضائية، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أنها فرضت عقوبات على الكوري الشمالي والشركة التي توظفه «شوزون اكسبو جوينت فينتشر»، من بينها تجميد الموجودات في الولايات المتحدة.

ويأتي هذا الإعلان بينما أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأول أنه متفاهم مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. وكتب في تغريدة على تويتر «سنحقق الهدف معا!» مشيرا بذلك إلى جهود إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية.

وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشين في بيان «لن نسمح لكوريا الشمالية بالتأثير على الأمن الالكتروني العالمي للترويج لمصالحها أو تأمين موارد في انتهاك لعقوباتنا».

ويتوجّه الرئيس الصيني شي جينبينغ الأسبوع الحالي إلى روسيا لحضور قمّة دوليّة دُعي إليها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

وقال نائب وزير الخارجية الصيني تشانغ هانهوي لصحفيين إنّ شي سيُشارك في المنتدى الاقتصادي الشرقي الرابع الذي تنظّمه روسيا سنويًا منذ العام 2015 في فلاديفوستوك. ولم يكُن الرئيس الصيني قد حضر في السابق هذا المنتدى.

كما دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليابان والكوريّتين لحضور القمّة التي ستُعقد بين 11 و13 سبتمبر الحالي وقد أكّد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي مشاركته فيها.

لكنّ كيم جونغ أون لم يؤكّد حضوره للقمّة، وهو لم يذهب بعد إلى روسيا منذ تولّيه منصبه في نهاية العام 2011 .

وإذا ذهب الزعيم الكوري الشمالي إلى فلاديفوستوك، فستكون أوّل مشاركة له في قمة متعدّدة الأطراف، بعد قمته الثنائيّة في يونيو الماضي في سنغافورة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

من جهته، قال جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) جيمس كومي «سنواصل تحديد وكشف المسؤولين عن الهجمات الالكترونية الشريرة والتطفل، أيا كانوا وفي أي مكان وجدوا». وبارك جين هيوك متهم بأنه شارك في عدد من أهم أعمال القرصنة.

من جهة أخرى تستعد كوريا الشمالية للاحتفال بالذكرى السبعين لتأسيسها غدا بسلسلة احتفالات، من المتوقع أن تتضمن عرضا عسكريا وعودة «الألعاب الجماعية» بعد خمس سنوات من التوقف.

وأعلنت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، الاسم الرسمي لكوريا الشمالية ذات النظام الشيوعي، في 9 سبتمبر 1948، بعد ثلاث سنوات من تقاسم واشنطن وموسكو شبه الجزيرة الكورية بينهما أواخر الحرب العالمية الثانية. ويعد هذا التاريخ موعدا أساسيا في التقويم السياسي في كوريا الشمالية.

وتعد العروض العسكرية التي يحضرها الزعيم كيم جونغ اون، ثالث أفراد الأسرة التي تحكم كوريا الشمالية، حدثا مهما لمراقبي كوريا الشمالية، الذين يتابعونها من كثب لمعرفة آخر مستجدات التطورات العسكرية.

وتتضمن هذه العروض تقليديا تقديم بيونج يانج لاحدث آلياتها العسكرية، وقد بلغت ذروتها في وقت سابق من هذا العام لدى استعراض الصواريخ الباليستية العابرة للقارات في ميدان كيم ايل سونغ.

لكن محللين يقولون إن الشمال ربما لن يستعرض أحدث ما توصلت اليها ترسانته العسكرية هذه المرة خصوصا في ظل سياسة التقارب الدبلوماسي، ما قد يدفع بيونج يانج إلى خطاب أكثر اعتدالا يركز على الاقتصاد والتطورات التكنولوجية.

وذكرت تقارير أن التمرينات على عرض عسكري تجرى في ساحة تدريب في ضواحي العاصمة وفي وسط المدينة مساء.

وفي ساحة العرض، تم تغطية صور مؤسس كوريا الشمالية وابنه وخليفته كيم جونغ ايل، وذلك لحمايتها اثناء الاستعدادات على الارجح.

وقبل اشهر، انطلقت تدريبات على الألعاب الجماعية التي يشارك فيها 100 ألف شخص أو أكثر في استاد «ماي داي» في بيونغ يانغ.

وفي كل مساء، يمكن مشاهدة مئات من حاملي الطبول وهم يخرجون في صفوف طويلة من الاستاد، فيما تدوي أصداء التمارين في ارجاء المدينة. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن العرض سيطلق عليه «البلد المجيد».

وأرسلت بيونج يانج دعوات دبلوماسية لحضور الاحتفال، لكن عددا قليلا من قادة الدول سيحضرون على الارجح.

ورغم الحديث عن إمكانية حضور الرئيس الصيني شي جينبينغ الاحتفال، تم التأكيد أن وفد بكين الحليف الرئيسي لكوريا الشمالية وحاميها الدبلوماسي سيقوده لي زهانشو أحد الأعضاء السبعة في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الحاكم في الصين.