الاقتصادية

الخطوط البريطانية ستدفع تعويضات لزبائنها بسبب قرصنة «معقدة» لبياناتهم المصرفية

07 سبتمبر 2018
07 سبتمبر 2018

لندن (أ ف ب): أعلنت الخطوط الجوية البريطانية «بريتيش ايرويز» أمس أنها ستدفع تعويضات لزبائن تمت سرقة بيانات بطاقاتهم المصرفية في عملية قرصنة إلكترونية «معقدة» و«خبيثة» تعرضت لها الشركة. وقدم الرئيس التنفيذي لشركة اليكس كروز اعتذاره للزبائن.

وكشفت الشركة العملاقة ليل الخميس الجمعة عن سرقة التفاصيل المالية والشخصية للزبائن الذين قاموا بحجوزات على موقعها الإلكتروني وتطبيق الهواتف الجوّالة بين 21 أغسطس و5 سبتمبر.

ويأتي الإعلان بعد أشهر قليلة من تشديد الاتحاد الأوروبي قوانين حماية البيانات.

وصرّح كروز لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) امس «نحن آسفون للغاية لما حدث». وأضاف «وقع هجوم معقد وخبيث وإجرامي جدا على موقعنا الإلكتروني».

ونشرت «بريتيش ايرويز» صفحة إعلانية كاملة في الصحف البريطانية الصادرة امس للاعتذار. لكن ذلك لم يمنع تراجع قيمة أسهم الشركة الأم «اي ايه جي» بواقع 3.5 بالمائة في مداولات صباح امس .

وأكد «نحن ملتزمون 100 بالمائة بالتعويض لهم». وأضاف «سنعوضهم عن أي مصاعب مالية قد يكونوا تعرضوا لها».

وأطلقت الشركة تحقيقا عاجلا في الاختراق المعلوماتي الذي تعرضت له وشمل 380 ألف بطاقة مصرفية. وتتضمن البيانات المسروقة أسماء الزبائن وعناوينهم البريدية وبريدهم الإلكتروني وبيانات بطاقات الائتمان.

لكنها أكدت أن الاختراق، الذي استمر 15 يوما قبل أن تتم السيطرة عليه، لم يشمل تفاصيل رحلات السفر أو جوازات السفر.

جهات المراقبة تحقق

وقال كروز: «في اللحظة التي اكتشفنا فيها (الأربعاء) الماضي تعرض البيانات الحقيقية للزبائن للخطر، بدأنا اتصالات فورية كاملة مع زبائننا. كانت هذه أولويتنا». إلا أن محللة الأمن والخصوصية لينزا ايانوبوللو قالت إن بريتيش ايرويز كان يمكن أن تؤدي بشكل أفضل فيما يتعلق بإبلاغ زبائنها المتأثرين بالاختراق. وقالت في بيان «إذا تم التأكيد على الإطار الزمني وإن بريتيش ايرويز كانت على علم بالاختراق في مساء 5 سبتمبر، إذا فلقد قاموا بالإخطار عن الاختراق في وقت سليم، وهو ما يعد بالتأكيد أمراً جيدا».

لكنها تابعت «إلا أن الواضح أن الزبائن ليسوا سعداء من إدارة بريتيش ايرويز للاختراق في الوقت الراهن. البعض اكتشف الأمر على مواقع التواصل الاجتماعي، آخرون ذكروا أنهم أمضوا ساعات على الهاتف مع مصارفهم. الجميع توقع المزيد من أية شركة تعتني حقيقة بزبائنها».

وكتب زبون للشركة يدعى مات توماس على تويتر «إدارة مروعة للوضع». وقالت ايانوبوللو لوكالة فرانس برس إنه من المبكر جدا معرفة إذا ما كان ممكنا تغريم بريتيش ايرويز بخصوص الأزمة. وتابعت «هيئات الرقابة ستقيم أوضاع هذا الاختراق بما يتطابق مع متطلبات» اللائحة العامة لحماية البيانات التي دخلت حيز التنفيذ قي مايو الفائت. وأعلنت وكالة الجريمة الوطنية أنها تقيّم الأمر، فيما أفاد مكتب مفوض المعلومات أنه سيفتح تحقيقا. وقالت ايانوبوللو: إن «مكتب مفوض المعلومات سيقوم بتقييماته وتحقيقاته لتحديد إذا كان سيفرض غرامة أو يتخذ أي إجراء تنفيذي آخر، لكن هذا سيأخذ بعض الوقت، وقد تقرر هيئة المراقبة أن القواعد لم يتم انتهاكها».

وتمتلك الشركة الأم «اي ايه جي» أيضا شركتا طيران ايبيريا وفولنج الإسبانيتين بالإضافة لشركة إير لينجوس الإيرلندية. وبحلول الساعة 11.00 من صباح الجمعة كانت أسهم الشركة الأم تراجعت 3.5 بالمائة لتصل إلى 657،60 بنسا في مؤشر «اف تي اس اي 100» في بورصة لندن.

وعلّق رس مولد مدير الاستثمار في «ايه جيه بيل» على هذا التراجع بقوله «أخبار اليوم تذكرة لوضع الأمن الإلكتروني كقضية ساخنة وأهمية ان يتواجد لدى الشركات الحماية الصحيحة لتخفيف المخاطر التي تشكلها الاعتداءات» الإلكترونية.