800
800
العرب والعالم

ترحيب عربي وإسلامي بقرار باراجواي نقل سفارتها من القدس

06 سبتمبر 2018
06 سبتمبر 2018

صحيفة إسرائيلية: اسونسيون وجهت ضربة قاسية لنتانياهو -

عواصم - الأناضول: رحبت دول وهيئات عربية وإسلامية أمس بقرار دولة باراغواي سحب سفارتها من مدينة القدس المحتلة وإعادتها إلى تل أبيب.

ووصف بيان للمجلس الوطني الفلسطيني أمس قرار باراغواي بـ«الشجاع والجريء»، واعتبر سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني أن القرار الذي اتخذته باراغواي يعيدها إلى حضن الشرعية، ويحررها من الابتزاز الإسرائيلي الأمريكي؛ انطلاقا من احترامها للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

وأشار الزعنون إلى أن القرار يعد انتصارا لعدالة القضية الفلسطينية، وللموقف الثابت والرافض للقرار الأمريكي، وللجهود السياسية والدبلوماسية التي تبذلها القيادة وأبناء شعبنا الفلسطيني، حسب البيان ذاته.

كما رحبت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية، في بيان أمس، بقرار باراغواي بنقل سفارتها إلى تل أبيب، داعية جميع الدول التي اتخذت قرارا مماثلا إلى إعادة النظر في قرارها، احتراما للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة.

وبدورها أعلنت منظمة التعاون الإسلامي أن هذه الخطوة تعد تأكيدا على احترام باراغواي التزاماتها القانونية والسياسية بموجب القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وأكد الأمين العام للمنظمة يوسف العثيمين في بيان أمس عدم شرعية أي إجراءات من شأنها المساس بالوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس.

كما دعا العثيمين جميع الدول إلى تبني مواقف وإجراءات تدعم فرص تحقيق السلام القائم على رؤية حل الدولتين وتعزز والاستقرار في المنطقة، حسب البيان ذاته.

ووفق بيان لجامعة الدول العربية أمس فإن قرار باراغواي يأتي انسجاما مع قرارات الشرعية الدولية، وأوضح الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية سعيد أبو علي أن قرار باراغواي خطوة على الطريق الصحيح، استجابة للحق الفلسطيني وانسجاما مع الإرادة الدولية.

واعتبر أن القرار نموذجا يحتذى لكل الدول في مواجهة المخططات الإسرائيلية والضغوطات الأمريكية التي تحاول أن تفرضها على العالم بشأن القدس، حسب البيان ذاته.

وأمس الأول، أعلنت وزارة خارجية باراغواي، «إعادة سفارتها من القدس إلى تل أبيب»، عقب 3 أشهر من نقلها إلى القدس في أعقاب اعتراف الولايات المتحدة بها عاصمة موحدة لإسرائيل.

وردا على القرار، أعلنت الحكومة الإسرائيلية إغلاق سفارتها لدى باراغواي، فيما قررت السلطة الوطنية الفلسطينية فتح سفارة لها لدى باراغواي.

من جهته، أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أمس الأول أن الفلسطينيين سيفتتحون «فورا» سفارة في الباراغواي، كما نقلت عنه وكالة «وفا» الرسمية للأنباء؛ وذلك ردا على قرار إسرائيل إغلاق سفارتها في هذا البلد.

وصرح المالكي «بناء على تعليمات الرئيس محمود عباس دولة فلسطين قررت فتح سفارة لها فورا في عاصمة باراغواي اسونسيون، تقديرا لموقف حكومة باراغواي»، وأكد المالكي أنه سيكون على اتصال مع نظيره الباراغوياني «لوضع الآليات المناسبة لتفعيل» القرار، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية.

ووصفت صحيفة «يسرائيل هيوم» قرار باراغواي بإعادة سفارتها من القدس المحتلة إلى تل أبيب بـ«ضربة قاسية للغاية ومباشرة» لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وذكرت الصحيفة العبرية المقربة من حزب الليكود الحاكم في إسرائيل، في عددها أمس، أنه بينما يعمل نتنياهو للحصول على اعترافات دول أخرى بالقدس عاصمة لإسرائيل، يحدث العكس، وأضافت أن كولومبيا اعترفت بدولة فلسطين، وباراغواي سحبت اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، «وهذا يجب أن يشعل الضوء الأحمر في إسرائيل».

من ناحيتها قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن الفلسطينيين كشفوا عن طبيعة جهودهم التي أدت إلى قرار باراغواي.

ونوهت الصحيفة بزيارة وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي باراغواي قبل أسبوعين لإقناع الحكومة الجديدة بالتراجع عن القرار.

وحسب «يديعوت أحرونوت» فقد أبلغ رئيس باراغواي الجديد ماريو عبده بينيتز (من أصل لبناني) ووزير الخارجية ليويس ألبيرتو كاستيليوني المالكي أن قرار إعادة السفارة إلى تل أبيب سينفذ بهدوء في بداية الشهر الحالي، ولكنه طلب الحفاظ على سرية القرار حتى موعد الإعلان عنه.

وقال مايكل أورن عضو الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) عن حزب الليكود الذي يعمل أيضا في مكتب نتنياهو بمنصب نائب وزير: إن الإدارة الأمريكية ستعاقب باراغواي على خطوتها.

ونقلت صحيفة «معاريف» العبرية عن أورن الذي عمل أيضا سفيرا لإسرائيل في واشنطن: إن علاقات الولايات المتحدة وباراغواي ستتضرر بسبب قرار الأخيرة، كما أنها ستمس العلاقات الثنائية مع إسرائيل. في المقابل هاجمت عضو الكنيست «أييلت نحمياس فربين» من «المعسكر الصهيوني» المعارض لنتنياهو، وقالت فربين، حسب «معاريف»: إن رد فعله على قرار باراغواي نابع من دوافع شخصية، رغم أن القرار نفسه مرفوض.

وأضافت أن نتنياهو شعر بالإهانة الشخصية لتضرر العلاقات الدولية لإسرائيل، ولكن العلاقات الدبلوماسية ليست شأنا يتم التعامل معه بنوبات الغضب، ورأت أنه بالرغم من أن قرار نقل السفارة من القدس إلى تل أبيب مؤسف، «لكنه لا يستحق قطع العلاقات مع هذه الدولة».

ونقلت «معاريف» عن العضو العربي في الكنيست أحمد الطيبي من «القائمة المشتركة» قوله: إن قرار باراغواي «شجاع وسليم»، وهو أيضا رد على جنون إدارة دونالد ترامب.