المبعوث الأممي يدعو إلى فتح صفحة جديدة في اليمن

شكوك حيال انعقاد محادثات جنيف بين الأطراف -

صنعاء-«عمان»- جمال مجاهد - (ا ف ب):-

قال المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث «إن الوقت قد حان لبدء عملية جديدة وإعادة إطلاق عملية تؤدّي إلى حل للصراع في اليمن والذي ألقى بظلال سالبة على حياة الكثير من اليمنيين»، مشيراً إلى أن شعب اليمن بحاجة ماسة إلى إشارة أمل.

وخلال مؤتمر صحفي عقده في جنيف أمس الأوّل، قال المبعوث الأممي إنه قدّم دعوة للطرفين الرئيسيين في اليمن، الحكومة وجماعة «أنصار الله»، بغرض إجراء مشاورات في جنيف.

وأشار إلى أن تشكيل وفود من الجانبين تزامن مع وضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات الخاصة بجميع الوفود بهدف البدء في إجراء المشاورات.

وقال مارتن غريفيث إن مشاورات جنيف تهدف لإتاحة الفرصة للقادة من الطرفين للتفكير حول الطريقة التي يرغبون فيها بالانخراط والتفاعل مع بعضهم البعض بشأن القضايا التي يودّون مناقشتها، بأي تسلسل وفي أي مكان.

وأضاف أن المشاورات ستركّز على جانبين رئيسيين، هما إعادة تنشيط عملية السلام والتمهيد لمفاوضات رسمية مقبلة، وبناء الثقة بين الطرفين.

وأشار المبعوث الأممي إلى مرور عامين منذ آخر لقاء جمع الطرفين في الكويت، معرباً عن أمله في أن تمثّل مشاورات جنيف فرصة «لفتح صفحة جديدة».

وردّاً على سؤال حول التدخّل المحتمل في عملية التشاور من قبل القوى الإقليمية الأخرى، شدّد غريفيث على أن القضية اليمنية تخصّ اليمنيين وحدهم وليس غيرهم، وأضاف «هذه مناقشات بين اليمنيين. اليمنيون هم من يحتاجون إلى حل خلافاتهم من أجل بناء أمتهم، وليست البلدان الأخرى هي من تحدّد لهم مستقبلهم».

وتحوم الشكوك حيال انعقاد محادثات السلام بين الاطراف اليمنيين في جنيف اثر تهديد انصار الله بعدم المشاركة اذا لم تتم تلبية شروطهم ورد الحكومة بإمهالهم 24 ساعة للحضور في وقت يبذل موفد الأمم المتحدة مارتن غريفيث جهودا للتوسط بينهم.

واتّهم انصار الله الأمم المتحدة بالتنصل من الاتفاق المتعلّق بظروف مشاركتهم في مشاورات السلام.

وكان من المفترض ان تبدأ هذه المحادثات امس، لكن وفد انصار الله لم يتمكن من مغادرة صنعاء، ما دفع بالموفد الأممي مارتن غريفيث الى تأجيل المشاورات التي من المحتمل أن تبدأ اليوم.

في غضون ذلك، أمهل وفد الحكومة اليمنية لمحادثات السلام انصار الله مدة 24 ساعة للحضور الى سويسرا والا فإن الوفد «سيغادر».

وبعد طرح انصار الله مجموعة من الشروط للمشاركة في محادثات جنيف، ومنح وفد الحكومة الجماعة مهلة 24 ساعة للحضور، قال غريفيث في بيان أنه «يأمل في أن يرى وفد صنعاء حاضرا (في جنيف) لتسريع العملية السياسية».

وشدد الموفد الخاص مجددا على «أهمية التوصل لحل سياسي شامل للنزاع في اليمن»، قائلا إن «الشعب اليمني، الذي يعيش في ظروف أمنية واقتصادية وإنسانية صعبة للغاية، يأمل في إيجاد تسوية سريعة للنزاع».

وكان مجلس الأمن الدولي حض امس الاول الأطراف اليمنيين على «القيام بخطوة أولى نحو نهاية النزاع». لكن آمال الأطراف اليمنيين متواضعة للغاية حتى أن غريفيث أكد أن الأمر لا يعدو كونه «مشاورات» بهدف «وضع أسس المفاوضات الرسمية التي ستبدأ لاحقا».

ومنذ 2014، يشهد اليمن حربًا بين انصار الله والقوات الموالية للحكومة، تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس التحالف العسكري في مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دولياً بعد سيطرة انصار الله على مناطق واسعة بينها صنعاء.

ومنذ تدخل التحالف العربي، قتل في اليمن نحو 10 آلاف شخص غالبيتهم من المدنيين، بينهم أكثر من ألفي طفل لقي 66 منهم مصرعهم في ضربات جوية في أغسطس الماضي وحده. وأغرق النزاع أكثر من ثمانية ملايين شخص في شبه مجاعة.