العرب والعالم

ألمانيا: انهيار الهدنة حول مسألة الهجرة داخل ائتلاف ميركل

06 سبتمبر 2018
06 سبتمبر 2018

برلين- (أ ف ب) : انهارت الهدنة الهشة داخل ائتلاف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للمحافظين أمس بعد أن دافع وزير داخليتها المتشدد هورست سيهوفر عن الاحتجاجات الأخيرة التي تخللتها أعمال عنف قام بها أشخاص من النازيين الجدد، ووصف الهجرة بأنها «أم جميع المشاكل السياسية».

ويأتي ذلك بعد شهرين من تهديد سيهوفر بنسف ائتلاف ميركل الحاكم بسبب قضية الحدود الحساسة.

وانتهى الهدوء الذي ساد خلال أيام الإجازة في أواخر أغسطس الماضي بعد مقتل شاب ألماني (35 عاما) طعنا في مدينة كيمنتس الشرقية. ويشتبه بأن عراقيين وسوريا من طالبي اللجوء ارتكبا الجريمة.

وكانت مجموعات من اليمين المتطرف والسكان المحليين خرجت إلى الشوارع في الأيام التي تلت حادث الطعن، ورفع المحتجون أيديهم بالتحية النازية المحظورة، وهاجموا العديد من الأشخاص الذين تدلّ ملامحهم على أنهم أجانب.

وواجه سيهوفر، بوصفه المسؤول الأعلى عن تطبيق القانون في ألمانيا، دعوات لإدانة المشاهد البشعة للغوغاء الذين هاجموا كذلك صحفيين ورجال شرطة.

ولم يدل الوزير بأي تصريح حتى أمس، وأدلى بتصريحات قوية في مقابلة دافع خلالها عن التظاهرات، ولكنه انتقد الإخلال بالسلم. وقال لصحيفة «راينيشه بوست» اليومية «هناك استياء وغضب بين الناس بسبب حادث القتل وهو أمر اتفهمه».

وأضاف «لو لم أكن وزيرا لكنت خرجت إلى الشوارع بصفتي مواطنا، ولكن بالطبع ليس مع المتطرفين».

وأكد سيهوفر أن «لا تسامح مع القوى التي تستغل هذه التطورات للدعوة إلى العنف أو ترتكبه بالفعل، بما في ذلك ضد الشرطة».

وأضاف «هذا أمر غير مقبول بالمرة، لا توجد منطقة رمادية». إلا أن سيهوفر، أكبر منتقد في الائتلاف الحكومي لسياسة ميركل الليبرالية بشأن اللاجئين، أعرب عن تعاطفه مع الغضب الذي أشعل التظاهرات.

وقال «مسألة الهجرة هي أم جميع المشاكل السياسية في ألمانيا. لقد واصلت قول ذلك على مدى ثلاث سنوات»، أي منذ أن فتحت ميركل حدود بلادها لأكثر من مليون طالب لجوء بينما أغلقت دول الاتحاد الأوروبي الأخرى أبوابها أمامهم.

وتلتقي تصريحات سيهوفر مع تصريحات وزير داخلية إيطاليا ماتيو سالفيني الذي قال إن ميركل «أساءت التقدير» للمشاكل التي تسببها الهجرة الجماعية.

ويواجه حزب «الاتحاد المسيحي الاجتماعي» الذي ينتمي إليه سيهوفر انتخابات حاسمة في مقاطعة بافاريا الشهر المقبل، حيث يواجه منافسة قوية من حزب البديل الألماني للاحتفاظ بأغلبيته.

ومن الواضح أن سيهوفر عبّر عن رأيه المناقض لرأي ميركل في أحداث مدينة كيمنيتس وعينه على هذه الانتخابات.

ونقل عنه الإعلام الألماني قوله إن حكومة ميركل سارعت إلى انتقاد الاحتجاجات وأنه انتظر حتى يحصل على «معلومات موثوقة» للتعليق.

وفي اليوم نفسه، نفى رئيس وزراء مقاطعة ساكسونيا مايكل كريتشيمر في كلمة أمام مجلس المقاطعة الأربعاء أن يكون المتطرفون أشاعوا الفوضى في مدينة كيمنتس. وقال «لم تكن هناك غوغاء، ولم تحدث مطاردة للأجانب ولم تحدث أعمال وحشية بحق مجموعة معينة».

وأثارت تصريحاته انتقادات بأنه يقلل من مشكلة اليمين المتطرف في منطقته.

وتسببت قضية الهجرة في خلاف عميق في ألمانيا وأضعفت ميركل التي تقود ألمانيا منذ 13 عاماً. ويقول معظم المراقبين أن ولايتها الحالية الرابعة ستكون الأخيرة على الأرجح.