4
4
العرب والعالم

تجدد الاحتجاجات في البصرة غداة مقتل 6 متظاهرين

05 سبتمبر 2018
05 سبتمبر 2018

الأمم المتحدة تدعو للتهدئة -

البصرة – العراق – وكالات - تجددت في محافظة البصرة، جنوب العراق أمس، الاحتجاجات الشعبية المطالبة بـ»تحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد».

وتأتي الاحتجاجات، غداة مقتل 6 متظاهرين برصاص قوات الأمن، أثناء محاولتهم اقتحام مبنى المحافظة وسط المدينة أمس الاول ، وفق مصدر طبي، وتصريحات صحفية أدلى بها مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في محافظة البصرة، مهدي التميمي.

بينما أفادت وزارة الصحة العراقية بمقتل 5 متظاهرين وإصابة 68، منهم 41 مدنيا و27 من منتسبي القوات الأمنية.

واحتشد المئات من أبناء ناحية الهارثة شمال شرق محافظة البصرة، صباح أمس، أمام مشروع ماء البصرة الكبير على الضفة الشرقية لنهر الفرات.

ورفع المحتجون يافطات تطالب بتوفير مياه الشرب، وغيره من الخدمات العامة وفرص عمل للباحثين، فضلا عن إقالة مسؤولي الأمن في المحافظة بعد سقوط قتلى. وهدد المحتجون بتنظيم اعتصام مفتوح حال لم تستجب الحكومة لمطالبهم. وخرج تجمع مماثل في مركز قضاء الزبير جنوب المحافظة.  وقال هاني عبد الحسين، وهو أحد المتظاهرين ، إن «مئات المتظاهرين تجمعوا وسط مدينة الزبير للتنديد بسياسات الحكومة الاقتصادية».

وأضاف ان «المتظاهرين يطالبون بوقف استخدام الرصاص ضد الاحتجاجات المطالبة بتوفير الخدمات وفرص العمل»، محذرا من أن «الناس قد يلجأون في النهاية للدفاع عن أنفسهم».

وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، صرح، بأن قوات الأمن لديها أوامر بعدم اطلاق النار على المتظاهرين، وأن السلطات تحقق في مقتل متظاهر.‎ وصدر التصريح عند سقوط قتيل واحد، ولم تكن الاحتجاجات قد تطورت بعد.

وتقول الحكومة العراقية إن مندسين بين المحتجين يعملون على تخريب الممتلكات العامة، وأنها لن تسمح بذلك.

وكان محتجون في البصرة أقدموا أمس، على إشعال النيران بمبنى المحافظة (مقر الحكم المحلي)، قبل أن تقوم فرق الدفاع المدني بإطفائها.‎‏

من جانبه، أعرب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالعراق، يان كوبيتش أمس، عن «قلقه الشديد» إزاء وقوع ضحايا أثناء احتجاجات البصرة.

ودعا كوبيتش، في بيان ، إلى التهدئة، حاثا السلطات على «تجنب استخدام القوة غير المتناسبة والقاتلة ضد المتظاهرين، وتوفير الحماية اللازمة لأهل البصرة، مطالبا بالتحقيق مع المسؤولين عن اندلاع العنف.

ودعا، أيضا، إلى بذل قصارى جهدها للاستجابة لمطالب المتظاهرين المشروعة، بتوفير المياه النظيفة وامدادات الكهرباء.

وقال رئيس المجلس الحكومي لحقوق الانسان في البصرة مهدي التميمي إن تلك الاحتجاجات خلّفت «ستة قتلى وأكثر من عشرين جريحا من المتظاهرين» متهما قوات الأمن «بفتح النار مباشرة على المتظاهرين».

وأعلن قائد عمليات محافظة البصرة  الفريق الركن جميل الشمري خلال مؤتمر صحفي امس «إصابة ثلاثين من عناصر الامن بجروح جراء قنابل يدوية ألقاها متظاهرون على مبنى المحافظة».

بدوره، شجب مقتدى الصدر الفائز في الانتخابات التشريعية والذي يسعى مع العبادي لتشكيل الحكومة المقبلة في تغريدة على موقع تويتر أعمال العنف متهما «بعض المدسوسين في القوات الأمنية» بالتعدي على المتظاهرين.

وعقد العبادي لقاء مع عدد من اعضاء مجلس محافظة البصرة في بغداد، مؤكدا اتخاذ التدابير لمعالجة تلوث المياه في البصرة، دون الكشف عن تفاصيل أكثر.

وأعلنت الحكومة في يوليو، عن خطة طوارىء وتخصيص مليارات الدولارات لتحسين أوضاع مناطق جنوب العراق، التي تعاني نقص حادا في الخدمات والبنى التحتية رغم عدم وقوع معارك ضد تنظيم داعش فيها.

لكن المتظاهرين يشعرون بقلق من عدم وفاء الحكومة بالوعود التي قطعتها، ما يدفع الى تواصل الاحتجاجات خصوصا مع تواصل الأزمة التي تعيشها البصرة.

تأتي هذه التطورات، وسط أزمة سياسية في العراق، حيث تسود خلافات واسعة بين الكتل الفائزة في الانتخابات البرلمانية التي جرت في مايو الماضي، بشأن الكتلة البرلمانية التي ستكلف بتشكيل الحكومة الجديدة.

وتسببت الخلافات في إرجاء الجلسة الأولى للبرلمان، إلى منتصف الشهر الجاري، والمخصصة لانتخاب رئيس للبرلمان ونائبيه، وهو أولى خطوات متعاقبة تنتهي في المحصلة بتشكيل الحكومة.