صحافة

أزمــة السامية مستمرة في حــزب العـــمال المعارض

05 سبتمبر 2018
05 سبتمبر 2018

لا يزال النزاع قائما على أشده بين الصهاينة البريطانيين وحزب العمال المعارض بسبب معاداة الحزب وزعيمه جيرمي كوربين للسامية، ما جعل البعض من اليهود البريطانيين ينصرفون عن الحزب بإلغاء عضويتهم وترك الحزب.

لكن البعض يرى غير ذلك، اذ طالب الحاخام اليهودي البريطاني جوناثان روماين في مقال كتبه لصحيفة “الاندبندانت”، اليهود البريطانيين بعدم الانصراف عن حزب العمال، بل الاشتراك في الحزب بأكثر كثافة عن ذي قبل، حيث قال: “يقع على عاتق اليهود البريطانيين إنقاذ حزب العمال من قياداته المعادية للسامية”، مشيرا الى أن كوربين ومجموعة من قيادات الحزب يتسمون بمعاداة السامية، وأن الأمر أصبح أكثر وضوحا بعد تصريحات كوربين الأخيرة.

وطالب روماين التعامل مع الحزب بشكل أكثر وعيا، لدفع الحزب للتعامل مع أزمة معاداة السامية بين صفوفه، مؤكدا أن هذه المشكلة لا يمكن حلها إلا إذا تم الاعتراف بوجودها أولا، فقد اعتذر كوربين مرات عديدة عن تصرفات معادية للسامية، لكنه لم يقم باتخاذ الإجراءات الحازمة لمنع تكرارها، مما يزداد معه غضب اليهود البريطانيين.

ويتسائل روماين قائلا “بعد 3 سنوات من الشعور المتزايد بعدم حل أزمة معاداة السامية، هل ينبغي على اليهود ترك الحزب؟”، موضحا ان العديد من الأعضاء تركوا الحزب بالفعل وأنهم لم يتغيروا بل الحزب هو الذي تغير، ما جعلهم غير قادرين على مواصلة العمل في جو مسموم.

وكتب جاك مايدمنت تقريرا لصحيفة “ديلي تلغراف”، تحت عنوان “تعليقات كوربين تشبه انهار من الدم”، قال فيه: كان انتقاد كوربين للصهاينة البريطانيين هو أكثر التصريحات “هجومية” التي أدلى بها سياسي بارز منذ خطاب “انهار من الدماء” الذي ألقاه السياسي البريطاني المحافظ اينوك باول في عام 1968. لكن حزب العمال قام من جانبه بالرد على هذه التصريحات ووصفها بأنها “سخيفة وهجومية”، مع إنكار ان كوربين كان معاديا للسامية. واضاف إن كوربين يخوض صراعا مع النواب اليهود من حزب العمال.  وعلى نفس المنوال ذكرت صحيفة “الغارديان” في تقرير كتبه بيتر ووكر، ان اللورد ساكس، الحاخام الاكبر السابق في المملكة المتحدة (من 1991 الى 2013) قال في مقابلة اجرتها معه مجلة “نيو ستيتسمان” البريطانية، إن كوربين “قدم الدعم للعنصريين والإرهابيين وتجار الكراهية الذين يريدون قتل اليهود وإخراج إسرائيل من الخريطة”. كما خصصت “ديلي ميل” صفحتها الاولى بالكامل لنشر تعليقات لورد ساكس، والتي وصفتها بأنها “تصعيد كبير” لخلاف حزب العمال المستمر ضد السامية.