PHOTO-2018-09-04-11-51-02.jpg111
PHOTO-2018-09-04-11-51-02.jpg111
عمان اليوم

نجاح تمرين سرعة الإخلاء الذاتي من تسونامي بـ «السوادي»

04 سبتمبر 2018
04 سبتمبر 2018

يعد الأكبر والأوسع على مستوى السلطنة للتوعية بالمخاطر -

كتب - نوح بن ياسر المعمري -

حقق التمرين الإقليمي لسرعة الإخلاء الذاتي من أمواج تسونامي على ساحل السوادي بولاية بركاء نجاحا بعد تجاوب المواطنين والمقيمين في المنطقة للتعليمات الصادرة من السلطات وسرعة الاستجابة للإنذارات ومكبرات الصوت بإخلاء المنازل والتوجه إلى نقاط التجمعات والتي أعدت مسبقا وعددها 7 نقاط ، ويعد التمرين الذي نفذ أمس على منطقة ساحل السوادي الأكبر والأوسع على مستوى السلطنة للتوعية بمخاطر أمواج تسونامي والذي ينفذه المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة بالهيئة العامة للطيران المدني بمشاركة 23 دولة على مستوى المحيط الهندي. ويستهدف التمرين ما يقارب 5000 آلاف شخص بالمنطقة مع تواجد مختلف القطاعات العسكرية والمدنية.

وقال سعادة الدكتور محمد بن ناصر الزعابي الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للطيران المدني: يأتي هذا التمرين ضمن الجهود المبذولة للاستعداد لا قدر الله في حالة حدوث كوارث طبيعية بصفة عامة أو أمواج المد الناجمة عن تسونامي ، وهذا التمرين يعتبر التمرين الثالث حيث كان التمرين الأول في سنة 2014 وهو عبارة عن تمرين طاولة ومن ثم 2016 كان في تمرين لإخلاء بعض المدارس من ضمنها بعض المدارس في هذه المنطقة، وهذا التمرين الثالث هو يأتي للاستفادة من التجارب السابقة، مضيفا سعادته بأن السلطنة أثبتت في الأزمات السابقة سواء من أعاصير مدارية وغيرها القدرة العالية لجميع الجهات الحكومية وتناغمها مع إدارة الأزمات، وفيما يتعلق بهذا التمرين فإن سرعة الاستجابة والوصول لنقاط التجمع وصلت في حدود 10 دقائق وهو مؤشر إيجابي لنجاح هذا التمرين ولا شك أنه بذلت جهود كبيرة للاستعداد لهذا التمرين من الجميع سواء من الجهات الحكومية أو حتى من المجتمع المدني وبالأخص المواطنين والوافدين في هذه المنطقة منطقة السوادي الساحل.

الدكتور جمعة بن سعيد المسكري مدير عام الأرصاد الجوية بالهيئة العامة للطيران المدني أشار إلى أن نسبة النجاح في التمرين كانت جيدة جدا وتم تحقيق الأهداف الاستراتيجية من التمرين بنجاح، وسيتم مناقشة الدروس المكتشفة من كل المنظمين ووضع تقييم أولي. كما أوضح المسكري أن هنالك تجاوبا جيدا من أهالي السوادي الساحل من كل الفئات، ويشكرون على جهودهم.

كما أن الفرق التنظيمية أدت الدور المطلوب منها، حيث تم وضع 7 نقاط تجمع مع وجود 7 فرق والفريق يتكون من 10 – 15 شخصا لمعرفة المشاركين ومدى تجاوبهم، كما توجد توعية من وسائل الإعلام لبث الرسالة التوعوية الى نطاق أوسع، وسيتم توثيق هذا التمرين لتوعية الأهالي والطلبة في مختلف وسائل الاعلام.

وقال المسكري: في حالة حدوث أمواج تسونامي فإن في منطقة السوادي الساحل تشير بعض الدراسات إلى أن المد البحري لا يتجاوز 300 متر بينما منطقة الأمان تم وضعها على بعد 650 مترا عن الساحل.

موضحا بأن معرفة المنطقة التي تغمرها المياه هي الأهم لأن الأمواج تصل الساحل بسرعة كبيرة تقدر سرعتها في عرض البحر أكثر من 800 كم في الساعة وتخف سرعتها عند الوصول إلى الساحل ولكن تبقى ذات قوة كبيرة.

من جانبه قال المقدم فيصل بن سالم الحجري مدير المكتب التنفيذي للجنة الوطنية للدفاع المدني: إن التمرين تم التجهيز له ما يقارب شهرا وذلك بتوعية المواطنين والمقيمين في المنطقة عن أهمية التمرين وسرعة الإخلاء الذاتي، وكان التجاوب من الأهالي قد فاق التوقعات من حيث النجاح ومدى استجابة الأهالي للتمرين وهذا يدل على وعيهم بأهمية التمرين وسرعة الاستجابة.

مشيرا الحجري إلى أهمية الإخلاء الذاتي لأن الوقت منذ صدور الإنذار حتى وصول الأمواج قصير يقدر بـ 25 دقيقة، فمن غير المنطقي انتظار السلطات للقيام بالإخلاء، وفي مثل هذه الحالات يتوجب الإخلاء الذاتي السريع.

موضحا المقدم فيصل بأن المدة التي استغرقها الأهالي للوصول إلى نقاط التجمع تعد جيدة.

فالرسالة التي نريد أن نوصلها بأن على المواطنين والمقيمين بأن يقوموا بالإخلاء الذاتي وأن يبادروا بأنفسهم ولا يتنظرون إخلاء السلطات متى ما تم الإنذار العام في صافرات الإنذار ومكبرات الصوت وفي الإذاعة والتلفزيون.

وقال المقدم: إن هذا التمرين يعد باكورة للتمارين القادمة لأمواج المد البحري وهو خطر فوري لا يمكن الاستعداد والتحضير له مثل الأعاصير، فالعلم الحديث لم يتوصل حتى الآن إلى التنبؤ بحدوث المد البحري فمتى ما حدث فإن 25 دقيقة تفرق بين النجاة والموت فالوعي هو الذي يقود إلى الأمان.

ونتيجة أخرى للتمرين هي إعداد مادة تثقيفية توثيقية وتوعوية للجميع باللغتين العربية والانجليزية، وسيتم توزيعها على كافة المؤسسات التعليمية والمجتمعات المحلية كما ستكون هناك زيارات ميدانية وتمارين سنوية. كما قال الحجري إنه يتم الآن عمل مشترك مع وزارة التربية والتعليم على إيجاد تضمين لمخاطر الأمواج في المناهج المدرسية وحققنا تقدما كبيرا ونتمنى أن نراه في السنوات القادمة. كما سيتم عمل الزيارات لجميع المحافظات الساحلية لعمل تمارين ورفع جاهزية الاستعداد.

وقال جيفر بن حمد البوسعيدي أخصائي أرصاد جوية ومشغل في نظام الإنذار المبكر:

إن المركز الوطني للإنذار المبكر مرتبط بمحطات رصد يستطيع من خلالها رصد الزلازل وتحليلها وعمل محاكاة للأمواج المتوقع تكونها جراء الزلازل البحرية ومدى ارتفاع هذه الأمواج وتأثيراتها على سواحل السلطنة والدول المجاورة بحيث يستطيع المناوبون بالمركز إرسال أول رسائل التحذير خلال 7 دقائق من حدوث الزلزال لمركز عمليات الشرطة والمركز الوطني للتعامل مع الحالات الطارئة والهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف وقيادات مراكز الشرطة والدفاع المدني بالمحافظات والولايات وأيضا للمواطنين والمقيمين بالسلطنة مع توفر ايضا أنظمة اتصال مباشرة مع المراكز الاقليمية بالمحيط الهندي حيث يستقبل إشعارات الانذار من هذه المراكز و مقارنتها وتحليلها للخروج بأفضل توقع ممكن لهذه الأمواج ومخاطرها على سواحل السلطنة.

وهذه المعلومات يتم تحديثها كلما تم تسجيل أو رصد معلومات جديدة حتى إرسال رسالة بإنهاء حالة التحذير من مخاطر تسونامي على سواحل السلطنة وهذه العملية دقيقة وسريعة تحتاج تعاملا سريعا للتنبيه ومتابعة مستمرة قد تمتد ل24 ساعة في بعض الحالات، التمرين يغطي الجوانب الفنية والتشغيلية والتوعوية المجتمعية بخصوص هذه المخاطر.

النقيب هلال بن سليم الغافري ضابط مركز الدفاع المدني والإسعاف بولاية بركاء تحدث عن دور رجال الدفاع المدني خلال التمرين قائلا: إنه يتمثل في عمليات الإخلاء السريع من أمواج تسونامي ترجمة بعض العمليات للإنقاذ المائي، فالدفاع المدني منذ تلقي الإنذار الأول بحدوث المد البحري يباشر عمله بسرعة من أجل الإخلاء وتوجيه المواطنين والمقيمين إلى نقاط التجمع، كما يتم تقسيم العمل إلى فرق ويقوم كل فريق بالعمل الموكل به. ولكن يبقى الإاخلاء الذاتي هو العامل الرئيسي في مثل هذه الحالات.

كما أشار الغافري إلى أن الفرق التابعة للهيئة العامة للدفاع المدني والاسعاف تقوم بمتابعة حالة الناس ومعرفة المفقودين لا قدر الله، من أجل تدخل فريق البحث والإنقاذ، وإذا ما حدث تسرب لمادة سامة في المكان المتضرر كمصانع وغيرها يتدخل فريق المواد الخطرة، وهنالك فريق الإنقاذ المائي الذي يقوم بعملية إنقاذ المحتجزين.

وقال الغافري إن عدد المعدّات المشاركة في التمرين وصل إلى ما يقاربـ 23 معدة تمثل كافة قطاعات الدفاع المدني من بحث وإنقاذ واطفاء والمواد الخطرة. مشيرا إلى أن مراكز الإسناد بالدفاع المدني مرتبطة مع بعضها في كافة الولايات.

وقال المقدم خميس بن سالم الحراصي مدير الدفاع المدني والإسعاف بمحافظة جنوب الباطنة: إن التمرين يترجم جاهزية الهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف للعمليات المنوطة بهم، ومن أجل تحسين منظومة الإنذار المبكر وتفعيل مختلف القطاعات بالهيئة العامة للدفاع المدني والإسعاف.

مشيرا الحراصي إلى أن هنالك طاقما من مختلف الوحدات بالهيئة يشارك في التمرين من أجل التعامل مع كل الحالات، كما ان هنالك مشاركة لأكثر من 10 غواصين مجهزين بمعاداتهم وبالقوارب المطاطية وسكوتر وغيرها.