-----------------
-----------------
الاقتصادية

مؤتمر النفط الثقيل يناقش قضايا الاستدامة وتحديات وفرص الاستكشاف والإنتاج

03 سبتمبر 2018
03 سبتمبر 2018

الخبراء: الطلب على الطاقة مستمر ويزداد مستقبلا.. والنفط سيبقى مصدرا أساسيا -

تغطية - أمل رجب -

توقع معالي الدكتور محمد بن حمد الرمحي وزير النفط والغاز أن تحافظ اسعار النفط العالمية على استقرارها في نطاق يتراوح بين 70 دولارا الى 80 دولارا, وهو ما يعد مستوى سعريا عادلا لكل من السوق والمنتجين, مشيرا الى ان التنسيق والتشاور بين منتجي النفط من داخل وخارج منظمة اوبك وصل الى مرحلة متقدمة جدا من التعاون واعتماد آليات للتنسيق وترتيب الاجتماعات, وهو ما يعد انجازا كبيرا في اطار جهود الحفاظ على توازن سوق النفط, واضاف معاليه في تصريحات على هامش مؤتمر ومعرض النفط الثقيل العالمي ان هناك ورقة عمل يتم دراستها حاليا وتقترح تحويل اتفاق خفض الانتاج بين المنتجين من داخل وخارج المنظمة الى اتفاق مستدام للحفاظ على توازن السوق, وسيتم التوصل لاتفاق بهذا الشأن خلال الفترة المقبلة, كما أوضح معاليه ان مشروع الغاز بين السلطنة وإيران “ لا يزال مستمرا”.

وردا على سؤال لجريدة عمان حول مستويات مصروفات النفط والغاز خلال العام المقبل وهل سيتم زيادتها ام الحفاظ على مستوياتها الحالية, أشار معاليه إلى أن السلطنة اتخذت قرارا صائبا وحافظت على حجم استثمارات مستقر خلال السنوات الماضية رغم الانخفاض الحاد في اسعار النفط العالمية والذي دفع بعض الدول والشركات العالمية لتقليص الاستثمار في قطاع النفط, وفيما يتعلق بالفترة المقبلة فإن حجم الاستثمارات ومصروفات انتاج النفط في السلطنة يتقرر وفق تطورات الاسعار في أسواق النفط العالمية.

وقال راؤول ريستوشي مدير عام شركة تنمية نفط عمان ان السلطنة من الدول الرائدة في انتاج النفط الثقيل وهي تستخدم افضل التقنيات العالمية, ومن المتوقع أنه بحلول عام 2025، ستكون نسبة 25% من إنتاج شركة تنمية نفط عُمان تأتي من مشاريع الاستخلاص المعزز للنفط والتي تعتمد على أحدث التقنيات العالمية.

كما توقع الدكتور صالح بن علي العنبوري المدير العام لإدارة الاستثمارات البترولية بوزارة النفط والغاز أن إنتاج النفط الثقيل سيرتفع من 15 بالمائة حاليا إلى 23 بالمائة بحلول عام 2023, مشيرا الى ان هناك اتجاها للتنقيب عن النفط في البحر حيث توجد حاليا ثلاث شركات نفطية تنقب عن النفط في البحر في ثلاثة مواقع مختلفة.

وتم افتتاح المؤتمر وتدشين المعرض المصاحب تحت رعاية معالي الدكتور محمد بن حمد الرمحي, وقدم الدكتور علي الغيثي، مدير مديرية هندسة النفط بشركة تنمية نفط عُمان الكلمة الافتتاحية والتي سلطت الضوء على الدور المتنامي الذي تلعبه السلطنة عالمياً في تشجيع الابتكار بما يعزز إنتاج النفط الثقيل حول العالم. وقال الدكتور علي الغيثي: يطفو العالم فوق ما يزيد عن تريليون برميل من النفط الثقيل والثقيل جداً. ويبلغ إنتاجه الحالي ما بين 12 و15% من إجمالي الإنتاج النفطي العالمي. فهذا القطاع يزخر بالفرص الوفيرة التي من الممكن الاستفادة منها ولا سبيل لتحقيق ذلك سوى من خلال التقنية والتعاون المشترك بين رواد القطاع”. وأضاف: يُشكل النفط الثقيل والاستخلاص المعزز للنفط جزءاً أساسياً من العمليات النفطية بالسلطنة. ونحن نتعاون مع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية العُمانية من أجل تطوير وتعزيز برامجنا البحثية من أجل مواكبة أحدث الابتكارات التقنية العالمية واحتلال الصدارة من حيث تطبيقها على أرض الواقع.”وانطلقت أمس الفعاليات بست جلسات نقاشية شارك فيها نخبة من المسؤولين والخبراء وكبار التنفيذيين في شركات النفط والغاز من السلطنة ودول العالم, وركزت الجلسات على مستقبل الطاقة والاستخلاص المعزز للنفط، وإدارة البيانات، وإنترنت الأشياء، والتحديات والفرص في جانبي الاستكشاف ومكامن النفط الثقيل.

وتم تدشين المعرض المصاحب بحضور وزراء النفط والغاز ومنظمي المؤتمر, وتستمر فعالياته حتى يوم الأربعاء المقبل, ويهدف إلى إتاحة الفرصة أمام شركات النفط المحلية والدولية وموفري الخدمات التقنيات والخدماتٍ الجديدة في قطاع النفط الثقيل. وتتضمن قائمة الجهات العارضة شركة تنمية نفط عُمان، وشركة إيني إس بي إيه الإيطالية للنفط والغاز، والمؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري، وشركة نفط البحرين (بابكو)، وشركة كيتسنت، وشركة بدر للاستخلاص المعزز للنفط، وشركة ألببترول (Albpetrol)، وشركة أر جي إل لإدارة مكامن النفط المحدودة، وشركة سولوفورس، وشركة إتش بي ويل سكرين، وشركة سلمندر إينرجي وغيرها الكثير.

وكانت أولى الجلسات هي الجلسة الوزارية حول “الأمم المتحدة: تسريع التقدم من خلال تنويع الموارد”, وشارك فيها معالي الدكتور محمد بن حمد الرمحي وزير النفط والغاز، ومعالي الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة وزير النفط لدى مملكة البحرين, وخلال الجلسة قال معالي محمد الرمحي: نحن كمنتجين للنفط علينا التزام بتوفير الطاقة اللازمة لاستدامة التنمية وعلينا الاستمرار في الاستثمار, وفي حال تراجع أو انهيار الأسعار هناك الكثير من الضغوط التي يواجهها المنتجون,ولذلك فالسعر العادل للنفط مطلوب للتوازن حتى يمكن أن يستمر الإنتاج والاستثمار. ومن جانبها فإن السلطنة لم تبطئ وتيرة الاستثمارات بسبب تراجع اسعار النفط خلال السنوات الماضية وتجاوزنا التحديات بفضل الخطط الاستباقية التي قمنا بوضعها والدعم المثمر من قبل الحكومة والشركاء وشركات النفط والغاز التي تعمل بالسلطنة وحافظنا على مستويات الإنتاج والاستثمار.

وفي محور مشاركة القطاع الخاص في الاستثمارات علق معاليه بان التوجه الحكومي هو مزيد من المشاركة مع القطاع الخاص لدفع عجلة نمو وتطور قطاع النفط والغاز مما ينعكس إيجابا على المناخ الاقتصادي, ودعا معاليه القطاع الخاص الى زيادة الاستثمارات في مختلف قطاعات صناعة النفط حيث تتركز الاستثمارات حاليا على الخدمات, وحول مستقبل التوظيف وتأثره بالتقدم التقني, قال معاليه ان صناعة النفط والغاز تساهم في إيجاد الوظائف ونمو القطاعات الأخرى. والتوظيف يعد تحديا كبيرا وهناك توجه متزايد لاستخدام التكنولوجيا في صناعتنا وغيرها من القطاعات, وعمان وغيرها من الدول تواجه هذا التحدي في مجال التوظيف وعلى الجميع إجراء نقاشات حوله.

وفيما يخص الطلب العالمي على النفط اوضح معاليه انه خلال الاجتماعات الأخيرة للمنتجين من اوبك وخارجها رأينا انه لأسباب متعددة هناك عديد من الدول المنتجة تكافح للوصول إلى حصص إنتاجهم منها المكسيك على سبيل المثال.. وحتى نيجيريا وهي أكبر منتج إفريقي للنفط فقد شهدت تراجع الإنتاج بسبب انخفاض الاستثمارات. ودول قليلة لديها سعة لإنتاج نفط أكثر, وإذا استمر ذلك يمكن أن يواجه السوق العالمي شحا في المعروض خاصة في ظل متغيرات اخرى تؤثر على الطلب منها اي تبعات محتملة بسبب العقوبات على إيران. وردا على سؤال حول التنافس بين منتجي النفط على الحصص السوقية, اعتبر معاليه ان مثل هذا التنافس قد يتواجد في أسواق السلع الأخرى لكنه ليس له علاقة بسوق النفط, فمنتجو النفط جميعا ينتجون نفس السلعة ويختلف ذلك عن منتج تكنولوجي متفوق مثل الهاتف المحمول يمكن لشركة أن تسيطر على حصة سوقيه أكبر على حساب منافسيها لأن منتجها أفضل أو أرخص على سبيل المثال.

كما أكد وزير النفط البحريني ان السلطنة تعد أول دولة في المنطقة تستثمر في قطاع النفط الثقيل مما جعلها مثالاً يحتذى به في هذا الشأن. وقد يرتفع الطلب على النفط الثقيل على المدى القصير، خاصة مع تركيز دول أمريكا الشمالية على إنتاج النفط الخفيف والصخري. واضاف انه من ناحية اخرى فعند الحديث عن الاستدامة هناك اتفاق على ان الاستثمار من قبل المنتجين والشركات لابد أن يستمر من أجل تلبية الطلب العالمي, وقطاع النفط له اهمية كبيرة في دعم مختلف القطاعات وفي التوظيف ايضا فكل وظيفة مباشرة في القطاع تولد ست وظائف غير مباشرة, اما ما يتعلق بأسعار النفط فان هناك عديد من العوامل تؤثر عليها لكن هذه العوامل لا تقتصر فقط على العرض والطلب لكن المتغيرات في أسواق العملات مهمة, وقوة الدولار تجعل سعر النفط الحالي عند 76 دولارا مكلفا أكثر من السابق, ولذلك من صالح سوق النفط ان يكون الدولار أقل قوة عن المستويات الحالية.

وشهد اليوم الأول للمؤتمر الاستراتيجي جلسة حوارية تحت عنوان “إعادة التفكير بنموذج تشغيل الطاقة: التعاون العالمي في إعادة تعريف مستقبل استكشاف وإنتاج النفط”. وتضمنت قائمة المتحدثين كلا من الدكتور بخيت الكثيري الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة للبترول الإماراتية، ولوكا بيرتيلي، الرئيس التنفيذي للاستكشاف بشركة إيني إس بي إيه، وستيف كيلي، الرئيس التنفيذي والمدير العام لشركة أوكسيدنتال عُمان، وعمران المرهوبي، المدير الفني بشركة تنمية نفط عُمان، وستيفن موس، الرئيس التنفيذي لشركة جلاس بوينت سولار.

وقال لوكا بيرتيلي، الرئيس التنفيذي للاستكشاف بشركة إيني إس بي إيه: “يُعد النفط الثقيل أحد مصادر الطاقة التقليدية التي يجب التركيز عليها. ونحن نحاول دائماً تطبيق أحدث التقنيات لتعزيز عمليات استخلاص النفط الثقيل بفعالية وعلى أفضل نحو ممكن. ولا شك أن التحول الرقمي من شأنه المساهمة في تطوير هذا القطاع ورفع كفاءته، فضلاً عن تخفيض التكاليف التشغيلية وتحسين معايير السلامة التي نتبعها”.

وتقام نسخة هذا العام من مؤتمر ومعرض النفط الثقيل العالمي برعاية وزارة النفط والغاز، وشركة تنمية نفط عُمان، وبدعمٍ من شركة إيني، الراعي البلاتيني، وشركة أوكسيدنتال عُمان، الراعي الذهبي. وتضم قائمة رعاة المؤتمر شركة جلاس بوينت سولار، وشركة ورلي بارسونز، بالإضافة إلى وزارة السياحة العُمانية، وبوابة الأعمال الدولية كشريك للقيمة المحلية المُضافة، والطيران العُماني، وعُمان هوليديز، كشركاء السفر الرسميين لهذه الفعالية العالمية. ويمثل المؤتمر منصة عالمية تجمع كافة عناصر سلسلة القيمة بقطاع النفط الثقيل للاجتماع والتواصل والمشارك. كما يتيح فرصة فريدة لرواد هذا القطاع لتبادل الخبرات والمعارف حول عمليات الشقّ العلوي والأوسط والسفلي لمشاريع النفط الثقيل، إلى جانب استعراض أبحاث وتكنولوجيا هذا القطاع من خلال مؤتمر تقني يشرف على إدارته لجنة فنية على مدار ثلاثة أيام.