tahira
tahira
أعمدة

نبض الدار : نموت فوق الدراجات!!

03 سبتمبر 2018
03 سبتمبر 2018

د. طاهرة اللواتية -

[email protected] -

وفي السفر عشر فوائد . كانت دليلتنا المرأة الستينية النشيطة تمسك مكبرالصوت في الحافلة وتشرح عن عاصمة بلدها كوبنهاجن، تسرد المعلومات سردا جميلا وتلقائيا، بينما تشق الحافلة طريقها وسط أحياء المدينة، غابة من الدراجات الهوائية تحاذينا من اليمين وتسابقنا، فهو وقت  الدوام، الكل متجه إلى عمله .

قالت: ٦٠% من سكان الدنمارك على الدراجات. ثم أردفت بلهجة متألمة: نسوق الدراجات حتى نموت، أو نموت عليها ونحن نسوق، سنوات طويلة وأنا أسوق الدراجة الهوائية في مشاويري للعمل وغيره. فاجأتني بلهجتها المتألمة، كنت أظن أن الدراجات الهوائية خيار مهم وأساس اتخذه سكان بعض البلدان مثل هولندا وألمانيا والدنمارك وغيرهم، وقد بلغ إعجاب بعض الدول بهذا الخيار لدرجة نقل التجربة بحذافيرها، وتغيير الكثير من أنظمة المرور لتتماشى مع هذا الخيار.

لكن يبدو أن الأمر أصعب من قدرة الإنسان على التحمل سنوات طويلة وساقاه تجران عجلة الدراجة الهوائية على الطرقات الصاعدة والهابطة، وقد لاحظت في أمستردام استبدال الكثير دراجاتهم الهوائية بالدراجات النارية التي بدأت تقف شامخة زرافات بين مجموعات الدراجات الهوائية.

لقد بدأ العد التنازلي لانحسار موضة الدراجات الهوائية في الغرب، يبدو لم يكن الأمر أكثر من كونه صرعة وانطلقت بقوة، وفي هولندا التي انطلقت منها الصرعة، بدأ التغيير على استحياء إلى دراجات نارية، والبقية تأتي. صرعة تنطلق في مكان ما، فنمدح ونطري ونبلغ بها عنان السماء، وما أكثر الصرعات: الحقيبة الضخمة على ظهر الطفل والشاب والمرأة والعجوز والشيخ الكبير، وكل من يخرج من محل بقالة، واضعا فيها ما اشتراه مهما كان ثقيلا، أحذية الرياضة حتى في المناسبات الرسمية، مطاعم الوجبات السريعة وتناول البرغر والسوسج والبيتزا بإفراط، قصات الشعر الرجالية الغريبة، صبغات الشعر النسائية وبكل ألوان قوس المطر، بنطلون الخصر القصير، الجينز الممزق.... نمشي ونتجول في مدن الغرب، فنرى نسخا متشابهة ومكررة من بعضها البعض، رجالا ونساء وأطفالا، وفي بلادنا العربية نرى محاولات التقليد باستماتة غريبة لدى البعض.