111
111
الاقتصادية

ميناء السويق يستقبل البضائع .. وإضافة أرصفة مع نمو الحركة

01 سبتمبر 2018
01 سبتمبر 2018

يستقبل مختلف السلع .. وزيادة عمقه مستقبلا لاستقبال سفن كبيرة -

تغطية ـ ماجد الهطالي -

دشنت وزارة النقل والاتصالات أمس التشغيل التجاري الرسمي لميناء السويق، وذلك تماشياً مع استراتيجية الحكومة في تطوير الموانئ على طول سواحل السلطنة وتعزيز مكانة السلطنة كمركز لوجستي عالمي.

وقال معالي الدكتور أحمد بن سالم الفطيسي وزير النقل والاتصالات, على هامش رعايته لحفل التدشين, أن تشغيل ميناء السويق يأتي ضمن خطة الوزارة لإيجاد سلسلة من الموانئ الصغيرة والمتوسطة على طول ساحل السلطنة وذلك لتفعيل التجارة صغيرة الحجم والتي تتركز عادة في السفن الخشبية والسفن متوسطة الحجم، مضيفا أن خطتنا بأن تكون هذه الموانئ مكملة للموانئ الرئيسية الكبيرة وحتى لا تزدحم بمثل هذه السفن.

وأضاف معاليه: إن ميناء السويق جاء استكمالا لنقل بعض الأنشطة المتبقية في ميناء السلطان قابوس، مثل المواشي والفواكه وأنشطة البضائع العامة البسيطة والتي تأتي في سفن معينة، مضيفا أن الخطة أن يتم تدريجيا نقل الأنشطة المتبقية في ميناء السلطان قابوس إلى ميناء السويق، حيث سيترتب عليه دعوة التجار لاستخدام الميناء في عمليات الاستيراد والتصدير مع الدول المحيطة والمجاورة، وأعرب معاليه عن أمله في قيام التجار بالاستثمار في الأنشطة المصاحبة لحركة الميناء، مثل النقل والمخازن العامة والمبردة والصناعات الخفيفة في المناطق المحيطة بالميناء والولاية بشكل عام، متوقعا معاليه أن تنشط الحركة التجارية بالميناء خاصة وأنه سيغذي محافظة مسقط وكذلك قربه من المنطقة اللوجستية “خزائن” ومع ازدياد نشاط الحركة ستقوم الحكومة بالتوسع في هذا الميناء من خلال إضافة رصيف آخر قريبا إلى الرصيف الحالي، مع توسعة أكبر للميناء مع نمو الحركة مستقبلا، كما سنقوم بالاهتمام بالطرق المؤدية إلى الدخول والخروج من الميناء.

وأوضح وزير النقل والاتصالات أن تشغيل ميناء السويق تجاريا سيوجد فرصا واعدة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة مثل بناء مخازن عامة ومبردة والنقل والمحاجر للمواشي وكذلك أسواق للخضار والنقل إلى مختلف محافظات السلطنة من خلال هذا الميناء، مؤكدا أن الوزارة ستعمل على تطوير الميناء بالتوازي مع النشاط التجاري للميناء، مشيرا إلى أن الميناء صمم كميناء للصيد وبعمق 5 أمتار ومع نمو الحركة التجارية عليه ستتطلب زيادة العمق وبناء أرصفة جديدة وهذا سنعمل عليه مع تطور الحركة، وكذلك مع انتهاء الطريق الساحلي الذي يربط ميناء السويق بولاية بركاء سيساهم بشكل كبير في ربط الحركة مع محافظة مسقط، كما سيتم الاهتمام بالطريق الداخلي للسوق إما بتوسعته ليكون مزدوجا أو عمل طريق آخر من جهة أخرى وهذا يجب أن يدرس، مؤكدا معاليه أنه مع ازدياد نشاط الميناء ونمو الحركة التجارية به سنأخذ بعين الاعتبار الاهتمام بمنظومة الطرق المؤدية للميناء ونعول على استكمال الطريق الساحلي الذي سيساهم بشكل كبير في تسهيل الحركة المرورية التي ترتبط بالميناء.

وتم التدشين بحضور سعادة سعيد بن حمدون الحارثي وكيل وزارة النقل والاتصالات للموانئ والشؤون البحرية وسعادة الدكتور حمد بن سعيد العوفي وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للثروة السمكية وسعادة الشيخ مهنا بن سيف اللمكي محافظ شمال الباطنة، وسعادة الشيخ حمود بن ناصر بن حمود الهاشمي والي السويق، واصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى ممثلي ولاية السويق، وأعضاء المجلس البلدي بالولاية، وعدد من المختصين بالوزارة والجهات الحكومية الاخرى ومجموعة أسياد.

ويأتي هذا التشغيل بعد نجاح عمليات التشغيل التجريبي التي انطلقت في الخامس عشر من شهر أغسطس المنصرم قبل أسبوعين من بدء التشغيل الفعلي للعمليات التجارية، وسيعمل هذا الميناء على تحقيق التكامل مع الموانئ الرئيسية الأخرى بالسلطنة وذلك من أجل الاستفادة من الإمكانيات التي يتمتع بها قطاع النقل البحري اللوجستي وتعظيمها.

كما سيتمكن الميناء بعد انطلاق عمليات التشغيل التجاري من البدء في استقبال مختلف أنواع السلع كالبضائع العامة والمواشي والخضروات والفواكه القادمة من الأسواق الدولية الرئيسية، بالاضافة الى ذلك سيشكل الميناء منصة للعديد من شركات القطاع الخاص لتطوير وتوفير خدمات مساندة داخل الميناء والمنطقة الواقعة حوله.

وقد أوكلت وزارة النقل والاتصالات مهمة إدارة العمليات التشغيلية في ميناء السويق إلى شركة مرافئ التابعة لمجموعة اسياد، حيث تخطط الشركة لزيادة طاقة الميناء وتعميقه مستقبلاً بما يسهم في تنفيذ استراتيجية الحكومة في هذا الإطار ويمكن الميناء من التعامل مع المزيد من السلع والسفن ذات الأحجام الكبيرة.

وقال المهندس عبد الرحمن بن سالم الحاتمي الرئيس التنفيذي لمجموعة اسياد “ إن تعظيم العائد من استثمارات الحكومة في أصول القطاع اللوجستي أمراً في غاية الأهمية لمجموعة اسياد ، ويعكس افتتاح ميناء السويق التزامنا بتعزيز مكانة السلطنة كمركز عالمي للأعمال اللوجستية ضمن الاستراتيجية المرسومة للقطاع اللوجستي بالسلطنة”.

وأضاف الحاتمي “ يعمل فريق اسياد على خطة عمل لتحديد مواطن القيمة التي يشكلها كل ميناء بما يسهم في تعزيز التكامل والربط بين بعضها البعض ومع الموانئ الدولية الأخرى خارج السلطنة، وسنواصل في اسياد تنفيذ خططنا الهادفة لتحقيق رؤية السلطنة لهذا القطاع وبناء اقتصاد متنوع ومستدام للأجيال القادمة”.

من جهته قال الدكتور أحمد بن محمد العبري الرئيس التنفيذي لشركة مرافئ “يشكل هذا اليوم مصدر فخر لنا في مرافئ حيث سيوفر ميناء السويق العديد من الفرص لشركات الشحن وشركات الاستيراد و غيرها من الشركات اللوجستية و أبناء المجتمع المحلي، كما سيسهم الميناء في تقديم الدعم لميناء خزائن البري الواقع ضمن مدينة خزائن الاقتصادية والتي تعد مركز الأعمال الدولية اللوجستية بالسلطنة”.

وأضاف العبري “ندرك أن التطور الذي طرأ على دور الموانئ عبر انتقالها من واجهة بحرية لاستقبال السفن إلى لعب دور أكبر كشبكات لوجيستية متكاملة، ولذلك فإننا نعمل مع وزارة النقل والاتصالات على المضي قدما في تنفيذ خططنا الرامية إلى توسعة وتطوير الموانيء على طول سواحل السلطنة من أجل بناء بنية أساسية متطورة و تحسين العمليات والإجراءات في كل جزء من سلسلة التوريد”.

وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة مرافئ ان أهمية الميناء تكمن في أنه يخدم تجارة السفن الصغيرة والمتوسطة.. مشيرا إلى ان مساحة الرصيف الحالي تبلغ 100 متر حاليا، وسيتم تمديده إلى 250 متر ا، حيث أن مناقصة توسعة الميناء في مراحلها النهائية، كما سيتم تعميق الميناء من أجل استقبال انواع اخرى من السفن وتنويع أعداد وأحجام البضائع.

و قال الدكتور أحمد العبري ان الخطة التسويقية ركزت الجانب المحلي والاقليمي والدولي، ففي الجانب المحلي تتم من خلال اقناع التجار باستخدام الميناء وتنشيطه محليا، وفي الصيد الدولي عملت الشركة على التسويق للميناء في اثيوبيا وباكستان وستواصل الشركة في خطها التسويقية .. موضحا ان الميناء سينعش التجارة المحلية والتبادل التجاري مع دول مجلس التعاون.

وعن الفرص التي يتيحها الميناء للمواطنين بيّن العبري انه يمكن لأي مواطن أو تجار ومن يمتلك قطعة أرض ان يستعملها من أجل تخزين البضائع ، بحيث تكون “مرافئ” منصة للآخرين, مشيرا الى ان انتقال الحركة التجارية من ميناء السلطان قابوس إلى ميناء السويق ستكون تدريجيا وذلك من أجل مراعاة التجار والبضائع ، ومع بداية عام 2019 ستكون جميع البضائع نقلت لميناء السويق.

ويتميز ميناء السويق الذي ستعمل وزارة النقل والاتصالات على توسعته وتعميقه في مرحلةٍ لاحقة مع تطور الحركة التجارية بمساحته الكبيرة واحتوائه على كاسرين للأمواج الرئيسي ويبلغ طوله 910 أمتار، ويصل إلى عمق 5 أمتار والكاسر الثانوي ويبلغ طوله 740 مترا وبهما إضاءات ملاحية عند مدخليهما، كما يضم تسهيلات لقوارب شرطة خفر السواحل من خلال وجود مرسى ثابت بطول 110 أمتار، كما يضم الميناء مرسى ثابتا بطول 100 متر ويقدم تسهيلات لقوارب الصيادين وسفن الصيد ومرسيين عائمين بطول 35 مترا وعرض 6 أمتار ومزلاق لإنزال وإخراج القوارب وشاطئ لرسو القوارب الصغيرة، وفي حرم الميناء تم تخصيص مساحات جيدة لم تستغل، إضافة إلى سوق مركزي للأسماك ومحطة وقود وطرق داخلية.

وبحسب المركز الوطني للإحصاء والمعلومات فقد جاءت الدول القريبة من الموانئ الصغيرة والمتوسطة بمحافظات جنوب وشمال الباطنة ومسندم كموانئ السويق وشناص وخصب في صدارة قائمة التبادل التجاري سواء في قطاع الصادرات غير النفطية او إعادة التصدير او الواردات والتي شملت دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر والهند وإيران وباكستان مما يفسح لميناء السويق والموانئ الأخرى مستقبلا قابلا للتطوير وجذب الاستثمارات والتعامل مع السفن المحملة بالمواد الغذائية واللحوم والخضروات والفواكه من تلك الدول خاصة سفن «الداو». وجاءت قطر ودولة الامارات وايران في المراكز الثلاثة الأولى في مجال إعادة التصدير وجاءت باكستان في المركز الخامس، وشكلت تجارة إعادة التصدير إلى تلك الدول نسبة 58.6% من إجمالي تجارة إعادة التصدير للسلطنة خلال الثلث الأول من العام الحالي 2018.

الجدير بالذكر بأن المجموعة العمانية العالمية للوجستيات (اسياد) تُعد الذراع التنفيذي لوزارة النقل والاتصالات وأحد أبرز مزودي الخدمات اللوجستية المتكاملة بسلطنة عُمان و المعنية بتنفيذ الاستراتيجية الوطنية اللوجيستية 2040،

كما تم تأسيس شركة مرافئ مؤخرا ضمن مجموعة اسياد كذراع استثماري للمجموعة من أجل تشغيل أنشطة الموانئ داخل السلطنة وخارجها، وقد بدأت مرافيئأعمالها بتشغيل وإدارة ميناء السلطان قابوس في شهر يناير من هذا العام، كما دخلت مرافئ أيضاً في شراكة مع شركة ميناء صحار من أجل تطوير وتشغيل رصيف بسعة كبيرة لتصدير الأحجار والمعادن بميناء صحار ، علاوة على ذلك وقعت الشركة مؤخراً مذكرة تفاهم مع مدينة خزائن الاقتصادية للعمل معاً على تطوير وتشغيل ميناء بري بالمدينة.