23
23
المنوعات

خطاط تركي: الأتراك جعلوا الخط العربي واحدًا من عناصر حضارتهم

01 سبتمبر 2018
01 سبتمبر 2018

إسطنبول- "الأناضول": قال الخطاط التركي المخضرم، طوران سيفغيلي، إن الأتراك طوّروا الخط العربي حتى أصبح واحدًا من عناصر حضارتهم، نتيجة تمسكهم الوثيق بالإسلام ولغة القرآن الكريم.

جاء ذلك في مقابلة أجراها مع الأناضول، حول مسيرته الفنية الطويلة القائمة منذ (55 عاما)، والآثار الفنية التي قدمها خلال هذه المدة، إلى جانب أهمية الخط العربي في تقدم الحضارة الإسلامية عبر التاريخ.

وأفاد سيفغيلي أن الأتراك أعطوا أهمية كبيرة للخط العربي على مدى التاريخ، انطلاقا من مفهوم خدمة القرآن الكريم والإسلام السائد لديهم، حيث اكتسب الخط أبعادا جديدة على يدهم.

وأضاف أن الأتراك ساهموا في تطور فن الخط بشكل كبير، من خلال تنشئة عدد كبير من الخطاطين.

وأشار إلى أن فن الخط يتمتع بالنظام والانضباط، ويتطلب الجدية والعزم والصبر، لافتا إلى أنه يتضمن أيضا جوانب من فن الرسم والنقوش.

وأوضح أن مرحلة الانتقال من الدولة العثمانية إلى الجمهورية التركية، شهدت بعض الفتور في مجال فن الخط، مؤكدا أن معلمه الخطاط حميد أيتاج، لعب دور الجسر في نقل الخط خلال تلك الفترة، وسط صعوبات كبيرة.

وأكّد سيفغيلي على الدور الكبير الذي أداه معلمه "أيتاج" في انتشار الخط، حيث كان لديه الكثير من الطلبة داخل البلاد، وعلى مستوى العالم.

ولفت إلى أن الخط العربي يحظى باهتمام كبير من الشباب حاليا، معربا عن تفاؤله بمستقبل الخط لوجود خطاطين شباب قديرين في هذا الشأن.

وشدد على أن فن الخط العربي يتطلب الصبر، والعمل الكثيف، والعزيمة القوية، والتضحية الكبيرة، داعيا الخطاطين الشباب للتمتع بهذه المزايا.

وأضاف بنفس الصدد "إن القرآن الكريم يحث المسلمين على التفاني في أعمالهم وإنجازها على أكمل وجه".

وقال: "إن مفهوم أن فن الخط يخدم القرآن الكريم، ويضفي عليه جانبا مقدسا، ما يجعل منه دافعا كبيرا للخطاطين للعمل بجد واهتمام أكبر".

وأشار أيضا إلى أن "فن الخط يتمتع بميزة العمل لنيل رضا الله عزّ وجل، كما هو الحال في كافة المجالات الأخرى، وأن الله تعالى زرع فن الخط والفنون الأخرى المشابهة في بني الإنسان بالفطرة إذ إن هذه الفنون لا تتبع لنا ولذلك يجب علينا صاحبها الحقيقي جيدا وهو الله تعالى".

وشهد فن الخط تقدما كبيرا عبر التاريخ، حيث أخذ معظم الخطاطين الإلهام من كتابات القرآن الكريم، وأنجزوا بذلك كتابات رائعة لآيات من القرآن، والأحاديث النبوية، والحكم والعبر الشهيرة.

ولا شك أن المقولة القديمة الشائعة: "إن القرآن نزل في مكة، وقُرئ في مصر، وكُتب في إسطنبول"، تعد أكبر دليل على التطور الكبير الذي لقيه فن الخط في تركيا.