hader
hader
أعمدة

إنجاز العمانيين بمطار مسقط الدولي

01 سبتمبر 2018
01 سبتمبر 2018

حيدر بن عبدالرضا اللواتي -

[email protected] -

يشارك العمانيون في إنجاز الكثير من الأعمال والمشاريع الحكومية التي توكل مهمتها لمؤسسات وشركات القطاع الخاص، فيما أصبح هذا القطاع يستقطب المزيد منهم في إطار الأنشطة والأعمال المطلوب تنفيذها، ويقوم بتشغيل المزيد منهم سنويا. ونتيجة لسياسة التعمين في مؤسسات القطاع الخاص، فقد أدى ذلك إلى تراجع أعداد القوى العاملة الوافدة بالبلاد مؤخرا ليصل إلى 1.8 مليون عامل، فيما كان عددهم يتجاوز أكثر من مليوني عامل قبل عدة أشهر.

وقد شهد العام الجاري افتتاح عدة مشروعات اقتصادية هامة يتربع عليها المبنى الجديد لمطار مسقط الدولي الذي يقع على مساحة 580 ألف متر مربع والذي يهدف خلال الفترة المقبلة برفع الطاقة الاستيعابية له ليصل إلى 12 مليون مسافر سنويًا. ويهدف هذا المشروع الذي انتظره العمانيون كثيرا إلى رفع الطاقة الاستيعابية للمطار لتصل في المراحل الأخيرة إلى 50 مليون مسافر. وتتولى الشركة العمانية لإدارة المطارات تشغيل العمانيين في معظم التخصصات التي تحتاج إليها المطارات بجانب القيام بتدريبهم وتأهيلهم للكادر الوطني، والعمل على مواجهة التحديات في هذا الشأن، حيث أسفرت هذه الجهود في الوصول بنسبة التعمين في الشركة إلى 95%.

كما تعمل المجموعة العمانية للطيران على تعزيز كفاءة مطارات السلطنة وتوسيع الأنشطة المرتبطة بها، بالإضافة إلى تعزيز الاستثمارات المحلية والأجنبية، وتطوير الشراكات مع القطاع الخاص بهدف زيادة مصادر الإيرادات وتعزيز التبادل التجاري، وذلك لكي يصبح مطار مسقط الدولي نموذجًا للمطارات العصرية في المنطقة من خلال التقيد بجميع المعايير المطلوبة في العمل الجوي، الأمر الذي سيساعد على جذب المزيد من شركات الطيران العالمي إلى السلطنة. ويتحقق كل ذلك في وجود مجموعة كبيرة من العمانيين الذين يساهمون بجانب القوى العاملة الوافدة في تنفيذ مشاريع المطار الذي يعد اليوم واحدا من المشاريع المهمة في دعم الأعمال اللوجستية في البلاد. ويشرف على أعمال تشغيل المطار مجموعة من المهندسين العمانيين الذين نجحوا في الاختبارات التي تتطلبها تشغيل هذا المشروع من خلال الجهد المتواصل في القضاء على معظم التحديات والصعاب ليل نهار. والذين ساهموا وبإخلاص القيام بالمسوؤلية التي وكلّت إليهم وعلى عاتقهم، خاصة فيما يتعلق بالعمل الإداري والهندسي والفني. وهذا ليس بصعب على الأجهزة المعنية في تشغيل هذا المشروع وجذب المزيد من شركات الطيران العالمية ورفع أعداد المسافرين من جميع أنحاء العالم في إطار النشاط المبذول من شركة الطيران العماني بتعزيز أسطوله من الطائرات الحديثة، وفتح المزيد من المحطات الخارجية لجذب المزيد من السياح والمسافرين إلى البلاد، فيما تلعب المؤسسات السياحية والفندقية دورا مماثلا في جذب السياحة العالمية إلى السلطنة. ويتمتع مطار مسقط الدولي اليوم بوجود أحدث التقنيات والأجهزة التي زوّد بها ليكون قادرا على المنافسة، ويصبح واحدا من أفضل المطارات على المستوى الإقليمي والدولي، حيث يمتاز المطار بوجود مئات من شاشات العرض الكبيرة ومناضد استقبال المسافرين لتخليص إجراءات السفر الذاتية، وبهدف أن يشعر المسافر القادم والمغادر بالراحة في إجراءات السفر والحصول على الخدمات التي يبحث عنها بكل سهولة.

ووفقا للبيانات الرسمية فقد ارتفع عدد الرحلات الدولية بمطار مسقط الدولي بنسبة 6.1% ليصل إلى 61.5 ألف رحلة في النصف الأول من العام الجاري مقارنه مع 57.9 ألف رحلة خلال نفس الفترة من العام الماضي، فيما ارتفع عدد المسافرين عبر مطار مسقط الدولي ليصل في شهر يوليو الماضي إلى 8.1 مليون مسافر تقريبا وبنسبة زيادة قددرها 12% تقريبا مقارنة مع 7.2 مليون مسافر خلال نفس الفترة من العام الماضي.

من جانبها تبذل ادارة المجموعة العمانية للطيران جهودا مضنية بوضع استراتيجية لها للمرحلة المقبلة لتعزيز خدمات الطيران في مجالات الضيافة والسوق الحرة والشحن الجوي وغيرها من الخدمات، بجانب التركيز على كفاءة تشغيل مطارات السلطنة من خلال توسعة شبكة خطوط الطيران العماني وتسويق المطارات لشركات الطيران الأخرى من مختلف دول العالم. وقد أدى ذلك بأن يصبح الطيران العماني اليوم منافسًا لبعض شركات الطيران العالمية في المنطقة وخارجها، من خلال تعزيز شبكة خطوطه الحالية وزيادة حركة النقل لأسطوله داخل وخارج السلطنة.

لقد أصبح مطار مسقط الدولي الجديد واجهة السلطنة الأولى للزائر والتي تعطي الانطباع له عن مكانة وحضارة هذا البلد، ومدى تطورها وتقدمها من خلال الخدمات المتوفرة بالمطار وتحقيقه للعوامل التي تزيد من الإبهار والراحة لجميع الزائرين، وتوفيره عامل الأمن والأمان لجميع القادمين والمغادرين. ولا ننسى بأن تجهيز المطار جاء في وقت تواجه فيه دول المنطقة العديد من التحديات، ومن أبرزها الضغوطات الاقتصادية الناجمة عن انخفاض أسعار النفط، والتحولات الجيوسياسية التي شهدتها المنطقة، إلا أنه نتيجة للعزم والإصرار فقد تم إكمال إنشاء هذا المشروع حسب الخطة مع إجراء بعض التعديلات الطفيفة عليه. ولقد بلغت التكلفة الإجمالية للمرحلة الأولى لمشروع مطار مسقط الدولي نحو 5 مليارات دولار، وهو يعمل وفق أحدث التقنيات، ويدمج تصميمه ما بين الأصالة والمعاصرة، ويرتبط بشبكة طرق وجسور عدة متفرعة من طريق مسقط السريع.

وفي الوقت الذي يتم فيه تطوير مختلف الخدمات بالمطار الجديد، فإن المجموعة العمانية للطيران تبدي اهتماما كبيرا بالكوادر العمانية التي تعمل في هذا القطاع وبشتى مجالاته، حيث أصبحت هذه الكوادر تدير اليوم وحدة متخصصة لهندسة وصيانة الطائرات، فيما يقوم فريق متخصص آخر بأعمال هندسة تسليم الطائرات، بجانب اهتمام المجموعة بتأهيل طيارين عمانيين للعمل لدى شركة الطيران العماني. كما تعمل المجموعة على وضع تصاميم خاصة للاستفادة من مبنى المسافرين لمطار مسقط القديم خلال الفترة المقبلة، وتخصيصه لمنشآت تعنى بالتدريب والتأهيل في مجال الطيران، ومكاتب خاصة لمنشآت الطيران، ومواقف مخصصة لطائرات “المروحية” كإسعاف الطيران وغيرها من الخدمات اللازمة الأخرى، وذلك بهدف تمكين مطار مسقط الدولي الجديد من توفير الخدمات والمنتجات الإضافية خلال المرحلة المقبلة.

إن الإنجازات التي تمت في مشروع بناء مبنى المسافرين الجديد بمطار مسقط الدولي، وبشهادة الكثير من الزوار قد تمت على مستوى رفيع، حيث تم بناء المطار على أسس ومواصفات عالمية وبتقنيات متطورة، بحيث أصبح المطار يحاكي مطارات دولية في العالم. فهو يمتثل للمعايير العالمية المتبعة في أكثر المطارات حداثة حول العالم.