صحافة

الاستقلال : هل يلغي ترامب حق العودة؟

31 أغسطس 2018
31 أغسطس 2018

في زاوية أقلام وآراء كتب رشيد حسن مقالا بعنوان: هل يلغي ترامب حق العودة؟... جاء فيه:

الحقائق والشواهد تؤكد بما لا يدع مجالا للشك، بأن ترامب، لم يؤجل الإعلان عن صفقة، أو بالأحرى عن «صفعة» القرن، ولم يقم بتجميدها، كما أعلنت مصادر عربية، وصفت نفسها بالمطلعة، بل يقوم بتنفيذ عناصر هذه « الصفعة «...عنصرا.. عنصرا. فها هي القناة الثانية الإسرائيلية تعلن بأن ترامب سيعلن نهاية الشهر الجاري، إلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين، من خلال تنفيذه عدة خطوات أهمها وأخطرها: الاعتراف بنصف مليون لاجئ فلسطيني من أصل ستة ملايين لاجئ، مسجلين في سجلات وكالة الغوث الدولية « الاونروا».. المصادر الإسرائيلية أشارت إلى أن «ترامب» لا يوافق على تعريف « اللاجئ» كما ورد في وثائق «الأونروا» والأمم المتحدة « وهو كل شخص ولد في فلسطين قبل 15 مايو عام 1948.. وينطبق هذا الوصف على أبناء اللاجئين وأحفادهم وأحفاد أحفادهم...الخ.. فاللاجئ في تعريف «ترامب» هو من ولد في فلسطين قبل 15 مايو عام 1948، ولا ينسحب هذا التعريف على أبنائه وأحفاده الذين ولدوا خارج فلسطين، بعد عام النكبة 48..الخطوة الثانية التي سيعلنها هي : عدم تمويل مفوضية اللاجئين في الضفة الغربية، والطلب من إسرائيل إغلاق مكاتبها في الضفة الغربية.. والطلب من الدول العربية أيضا، عدم التبرع «للاونروا»، لسد العجز في موازنتها، بعد ما قررت واشنطن تجميد تبرعاتها لهذه المنظمة الدولية البالغة حوالي «360» مليون دولار سنويا، وهو ما يهدد أعمال «الأونروا وبرامجها بالتوقف، وهذا ما حدث في قطاع غزة بالفعل، إذ توقف برنامج الطوارئ، الذي يقدم مساعدات، لأكثر من مليون لاجئ في غزة، وهو ما أدى إلى الاستغناء عن خدمات عدد كبير من الموظفين، قدر عددهم بألف موظف..

وبوضع النقاط على الحروف.. فاعلان «ترامب» المتوقع بإلغاء حق العودة، الذي أقرته الأمم المتحدة، بموجب القرار «194» الذي ينص على حق العودة والتعويض معا، يعني ان الإدارة الأمريكية تنوي ضم هذا الملف الهام والخطير إلى ملفي القدس والاستيطان، وهي الركائز والمحاور الرئيسة في “صفعة العصر”، وإبعادها جميعا عن طاولة المفاوضات، ما يشي ان هذه « الصفعة” لم تعد مؤجلة، ولم تعد سرا، فها هو ترامب يعلن عن أهم ثلاثة مرتكزات لهذه الصفقة المؤامرة التي تصب في تصفية القضية الفلسطينية، من خلال تبني رؤية نتانياهو العنصرية الفاشية، ومن خلال تبني الرواية الإسرائيلية الملفقة.. المزورة.. الكاذبة.

ترامب مستمر في عدوانه الآثم على الشعب الفلسطيني، ومستمر في العمل على تصفية القضية الفلسطينية، ومستمر في دعم الاحتلال الصهيوني، ومستمر في التماهي مع رؤية المستوطنين الحاقدين.. فيما الردود العربية والإسلامية والدولية على هذا العدوان الفاشي، لا تزال دون المستوى المطلوب...فلم ترق إلى خطورة تهويد القدس والأقصى، ولم ترق إلى خطورة اعتبار فلسطين كل فلسطين «ارض إسرائيل “، وحصر حق تقرير المصير باليهود فقط، وحرمان الشعب الفلسطيني من هذا الحق المقدس، الذي تنص عليه كافة القوانين والمواثيق الدولية ومعاهدة جنيف الرابعة، ولن ترقى إلى خطورة القرار المتوقع بإلغاء حق العودة رقم 194، والحكم على ستة ملايين لاجئ فلسطيني بالنفي الأبدي في أربعة رياح الأرض.

ومن هنا.. نجد أنفسنا مضطرين بالتذكير بقرارات القمم العربية والإسلامية، التي أكدت أكثر من مرة على قطع العلاقات مع الدول التي تعترف بالقدس العربية الفلسطينية المغتصبة، عاصمة للكيان الصهيوني..ونسأل ونتساءل؟؟ هل سيكون مصير قرار إلغاء حق العودة.. كمصير اغتصاب القدس.. والاعتراف بها عاصمة للكيان الغاصب ؟ وكمصير تدمير « الاونروا» من خلال تجفيف مواردها المالية؟؟ هل سيمر بدون صدى حقيقي ؟؟ بدون ردود أفعال مزلزلة تقلب الطاولة في وجه نتنياهو وترامب ومن لف لفها من المعتدين الحاقدين؟؟ باختصار.. نراهن على شعبنا الفلسطيني شعب الجبارين، شعب المرابطين في القدس والأقصى، ونراهن على شعوبنا العربية، والتي حتما ستكسر الصمت والخوف قريبا.. فقد بلغ السيل الزبى، ولم يبق شيء تخاف عليه..

فها هي خفافيش الظلام وديدان الأرض، تأكل لحمها الحي، وتغتصب مقدساتها، وتدنس حرماتها.. نراهن على شعبنا العربي.. نراهن ولن نيأس.. بأن الفجر..قريب.. وآت.. رغم أنف نتنياهو وترامب..ومن لف لفهما.. ومن يعش ير.