5582434
5582434
الاقتصادية

مؤتمر الاستدامة يعتبر الذكاء الاصطناعي أحد أبرز تقنيات الثورة الصناعية الرابعة

30 أغسطس 2018
30 أغسطس 2018

استعرض أبرز 10 مشاريع محلية وعالمية -

صلالة – بخيت كيرداس الشحري -

ناقش اليوم الختامي للمؤتمر الأول للاستدامة الذكية بصلالة امس، محور حالات استخدام الذكاء الاصطناعي من المنظور العالمي حيث تم تقديم عرض لشركة سيمنس قدمه فدا خليل ممثل الشركة الذي تحدث عن أهمية التكنولوجيا وتأثيرها المباشر على الحياة بشكل كل عام في مختلف المجالات وربط حديثه بتطور التكنولوجيا ومدى تفاعل الشركة لمواكبة هذا التطور من اجل تقديم التقنية المناسبة للزبائن. و استعرض خليل ما تقوم به الشركة من أجل تطوير الجانب التقني في مجال العمليات والهندسة والخدمات للشركة بالإضافة إلى التطبيقات التي تستخدمها الشركة والخطط المستقبلية، وايضا تطبيقات تدعم الذكاء الاصطناعي.

كما قدم وائل حسن من شركة (لينكد إن) عرضاً أكد من خلاله بأن شركة لينكد إن تهتم بربط المختصين بشبكة واحدة وذلك من اجل خلق فرصة اقتصادية لكل شخص باحث عن عمل واصفاً اياها بإحدى اهم المنصات في العالم الرقمي إذ يوجد لديها حوالي 570 مليون مشترك ومنهم 7 ملايين شركة وتعرض لينكد إن في إطار رسالتها الاساسية لخلق فرص وظيفية ما يقارب 10 ملايين وظيفة.

كما أوضح كيفية أن لموقع (لينكد إن) أهمية في مساعدة الافراد من خلال إنشاء حساب الكتروني حيث ان الموقع يساعدهم في الحصول على توصيات لقدراتهم المهنية والشخصية وايضا إمكانية الاشتراك في العديد من المجموعات التي تتوافق مع اهتماماتهم والمشاركة في النقاشات والتعرف على زملاء ومسؤولين ومهتمين في مجال تخصصات تتناسب مع ميول وقدرات الفرد.

نقاش حول الذكاء الاصطناعي

فتح المجال للنقاش والاسئلة من قبل الحضور الذين تحدثوا عن الذكاء الاصطناعي وإذا ما كان سيقوم مقام عدد من الوظائف في المستقبل وقال وائل حسن من شركة لينكد إن أن هناك ما نسبته 15% من الوظائف سيقوم مكانها الذكاء الاصطناعي.

وتم خلال ايام المؤتمر استعراض أبرز 10 مشاريع نموذجية محلية ودولية تطبق عمليا حلول الثورة الصناعية الرابعة بصورة تتوافق مع أهداف التنمية المستدامة وذلك عبر استعراض تجارب وخبرات متحدثين يمثلون شركات ناشئة وطنية وعالمية ناقشوا فيها قطاعات الصناعات التحويلية والطاقة والتمويل وعلاقتها بالذكاء الاصطناعي وأهداف التنمية المستدامة (SDGs) ومفهوم الصناعة الذكية واستكشاف إمكانيات التكنولوجيا المستقبلية في قطاع الطاقة المتجددة.

و تطرق المتحدثون خلال جلسات المؤتمر إلى آفاق استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات الزراعة بدون تربة عبر تجربة مصنع الابتكار التي استعرضها رئيسها التنفيذي فراس المسافر وتجربة شركة حلول ملهمة في السياحة البيئية وتحليل بيانات السياح والبيانات الجغرافية عبر رئيسها التنفيذي وليام كرو واستعراض تجربة شركة مندوب للتوصيل في قطاع الخدمات اللوجستية عبر ممثلها الحسين البحري.

تعرف المشاركون على نخبة من المشاريع المحلية المستفيدة من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة كمشروع سولايت لطلبة جامعة ظفار بالإضافة لمشاريع محلية وعالمية أخرى.

7 خطوات مهمة

قال خالد بن الصافي الحريبي المدير التنفيذي لشركة إرث المتكاملة ( Impact) ان هناك سبع خطوات مهمة لمواكبة السلطنة للذكاء الاصطناعي وأولها القيادة المتناغمة: وهي وجود القيادات والمؤسسات المعنية في القطاعات الثلاث الحكومية والخاصة والمجتمع المدني المتفقة على الاستثمار في حلول ذات قيمة محلية مضافة تسهم في خلق فرص للمجتمعات. اما الخطوة الثانية ومن اجل استدامة ذكية فلابد من تحليل البيانات بما يسهم في اتخاذ القيادات للقرارات المناسبة نحو المشاريع ذات الأولوية وحسب الخطط الوطنية. اما الخطوة الثالثة فتتمثل في أهمية الاسهام بقدرات الانسان والقدرات الرقمية التخصصية في مجالات تقنيات الثورة الصناعية الرابعة. والخطوة الرابعة هي تنفيذ برنامج وطني لتشجيع المؤسسات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي على سبيل المثال تخصيص حوافز مالية وعينية للمؤسسات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على البيئة كاستخدام الدفع عبر التطبيقات والهاتف النقال الذي يخفض استخدام الاوراق ويقلل من الانبعاثات عبر تقليل استخدام وسائل النقل. وقد اثبتت التجارب والخدمات العلية ان تبسيط وتسريع الخدمات المالية كالدفعات يسهم في حل أحد اهم المشاكل التي اعاقت نمو المؤسسات في الماضي بصورة مستدامة. اما الخطوة الخامسة تدعو الى ان تكون الجهود المشتركة طموحة وواقعية في نفس الوقت فعلينا ان نضع هدفا طموحا وواقعيا بأن تكون السلطة مركز تميز للمؤسسات التي تدمج بين الحلول الذكية والمستدامة، أما الخطوة السادسة فتتمثل في وضع مؤشرات اداء متصلة مباشرة بالأهداف والنتائج الرئيسية. والخطوة السابعة والاخيرة هي تعلم القيادات للذكاء الاصطناعي: وعليه فانه من المهم ان يكون هناك برنامجا يستهدف تعريف القيادات في كافة القطاعات بأساسيات وفوائد الذكاء الاصطناعي.

وقد عرف الحريبي مفهوم الاستدامة الذكية بأنها المشاريع المبنية على تقنيات الثورة الصناعية الرابعة مثل الذكاء الاصطناعي، والطباعة ثلاثية الابعاد، وتحليل البيانات والقيادة الذاتية، والمتوافقة مع أهداف التنمية المستدامة: والتي أشار إليها بأنها الأهداف التي تعمل على الحفاظ على الانسان والارض والتنويع الاقتصادي. وأشار الحريبي إلى أنه تم إطلاق شركة «إرث المتكاملة» في مايو من العام الجاري للإسهام في تقديم استشارات في مجال الابتكار والاستدامة ذات الصلة بالثورة الصناعية الرابعة حيث تستخدم الشركة تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة لحل مشكلات الشركات من خلال أربعة فرق متخصصة في جوانب مختلفة: منها الحلول وتجربة العملاء والقيمة المحلية المضافة والهوية التسويقية. وكما تم مؤخرا تسجيل شركة إرث رسميا في إستونيا وهي الآن شركة دولية يمكنها المنافسة على المشاريع الدولية أيضا. وهذا يعطينا امتدادًا دوليًا ويمكننا في السلطنة من الاستفادة من تجارب الاخرين في هذا المجال، إذا تسعى الشركة الآن لمد جسور التعاون إلى الخارج والسعي لكسب شراكات تسهم في نقل المعرفة والتجارب للمهتمين في عمان ولزبائن شركة « ارث المتكاملة» لتحقيق الدور الريادي والابتكاري للقطاع الخاص والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة دعم في النمو الاقتصادي المستدام في عمان. وفي ختام كلمته عبر خالد الحريبي عن فخره بأن المؤتمر يشهد مشاركة مؤسسات عمانية ناشئة كمصنع الابتكار ومندوب وثواني التي استطاعت استخدام أدوات مثل تحليل البيانات لتقديم خدمات لوجستية وتعليمية ومالية بما يتوافق مع أهداف الخطة الخمسية التاسعة للسلطنة.

الهدف من المؤتمر

يهدف المؤتمر إلى الإسهام في إيجاد ميزة تنافسية للسلطنة عبر تشجيع المؤسسات التي تقدم حلولا ومنتجات مستدامة وذكية تستند على التقانة الحديثة وتسهم في صون البيئة لتعزيز التعاون فيما بينها. وركز المؤتمر على إحدى أبرز تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وهي الذكاء الاصطناعي الذي يعنى بتعزيز الذكاء الانساني الطبيعي عبر تزويدنا ببرامج تحليل البيانات والاستفادة منها في تيسير وتحسين عملية اتخاذ القرار.

كما يهدف إلى تعزيز دور القطاع الخاص والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتساهم في وضع اللبنات الاولى للاستفادة من الثورة الصناعية الرابعة ومنتجاتها و تهيئة السلطنة للسير قدما في تطبيق خطوات متقدمة في ذلك في مختلف المجالات. يسعى المؤتمر لتوفير الوعي لدى الأفراد و الشركات و المجتمع بشكل عام بضرورة الالتفات لما تقدمه الثورة الصناعية الرابعة و بحث أنجع السبل و الطرق لتطويعها لخدمة مجالات التنمية المختلفة بما يجعل من عُمان مركزا للابتكار على المستوى الدولي. المؤتمر نظمته شركة إرث اﻟﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ (Impact) بالتعاون مع شركة وانفوسبارك وشركة تساهيل بمنتجع هيلتون صلالة والذي حضره 150 مشاركا يمثلون عددا من المؤسسات الحكومية والخاصة في السلطنة واستمر يومين.