ffffff
ffffff
العرب والعالم

الأمم المتحدة تحذر من تهجير 800 ألف شخص في حال الهجوم على إدلب

29 أغسطس 2018
29 أغسطس 2018

لافروف يأمل ألا يعمد الغربيون إلى “عرقلة عملية مكافحة الإرهاب” في سوريا -

عواصم – عمان – بسام جميدة – وكالات:

حذرت الامم المتحدة امس من أن الهجوم المرتقب لقوات الحكومة السورية على محافظة ادلب السورية في شمال غرب سوريا، قد يؤدي الى تهجير ما لا يقل عن 800 الف شخص يعيشون أصلا في وضع إنساني مأساوي.

واعتبرت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة في دمشق ليندا توم في لقاء مع وكالة فرانس برس، أن الهجوم قد تكون له نتائج “كارثية”.

وقالت توم “إننا نخشى من تهجير ما لا يقل عن 800 الف شخص وازدياد عدد الأشخاص المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية بشكل كبير، مع العلم ان أعدادهم اصلا عالية، وذلك في حال حدوث تصعيد في الأعمال القتالية في هذه المنطقة”.

وتعد إدلب، التي تقع في شمال غرب سوريا على طول الحدود مع تركيا، آخر معقل للفصائل المعارضة بعد طردها تدريجياً من مناطق عدة في سوريا. وكررت دمشق في الآونة الأخيرة أن المحافظة على قائمة أولوياتها العسكرية.

ويعيش في محافظة إدلب حالياً نحو 2,3 مليون شخص بينهم أكثر من مليون شخص نزحوا من مناطق أخرى مع أعداد كبيرة من المقاتلين الذين رفضوا اتفاقات التسوية التي ابرمتها السلطات السورية مع الفصائل المقاتلة.

ويعتمد معظم السكان بشكل كبير على الغذاء والادوية والمساعدات الإنسانية الأخرى التي تؤمنها الأمم المتحدة والجمعيات الخيرية عبر الحدود التركية.

وعبرت توم عن خشيتها من أن “تتعرض المساعدات للخطر” بسبب الاقتتال ما يهدد المدنيين الذين يقطنون في مناطق ذات كثافة سكانية عالية.

واشارت توم الى ان “عمال الإغاثة الذين يعملون في هذه المنطقة قد يتعرضون للتهجير ايضا وهذا من شأنه أن يضر كذلك بالخدمة المقدمة إلى المحتاجين”.

واضافت “ان مستوى الكارثة الانسانية سيكون هائلا في منطقة ادلب”.

وأبدت الدول الغربية الأعضاء في مجلس الأمن الدولي امس الاول قلقاً متزايداً على مصير ملايين المدنيين في إدلب.

وقال مساعد السفير السويدي في المجلس كارل سكاو خلال جلسة عقدها المجلس حول الوضع الإنساني في سوريا، إن العملية العسكرية المتوقعة في ادلب قد تؤدي الى “تداعيات كارثية” وربما تنجم عنها “كارثة إنسانية”.

وتزداد التكهنات بشأن إمكانية تنفيذ الحكومة السورية بدعم من موسكو عملية لاستعادة إدلب، وهي من مناطق “خفض التصعيد” التي أقيمت العام الماضي بموجب محادثات جرت بين روسيا وتركيا وإيران.

من جهته، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس عن امله في ألا تعمد الدول الغربية الى “عرقلة عملية مكافحة الارهاب” في إدلب.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي عادل الجبير في موسكو “آمل في ألا يشجع شركاؤنا الغربيون الاستفزازات، وألا يعرقلوا عملية مكافحة الارهاب” في إدلب.

كذلك، اتهم لافروف الغربيين بأنهم “يركزون مجددا في شكل كبير” على “هجوم كيماوي مزعوم” سينسب الى الحكومة السورية.

وأضاف لافروف امس “هناك تفهم سياسي كامل بين موسكو وانقرة. من الملح ان يتم الفصل بين ما نسميه معارضة معتدلة والارهابيين، وان يتم التحضير لعملية ضد هؤلاء عبر الاقلال قدر الامكان من الاخطار على السكان المدنيين”، وتابع “في اي حال، من الضروري تبديد هذا الالتباس”.

ونقلت وسائل الاعلام الروسية ان روسيا عززت في الايام الاخيرة وجودها العسكري قبالة سوريا خشية اي ضربات غربية قد تستهدف قوات الحكومة السورية.

وذكرت الصحافة الروسية ان موسكو نشرت اكبر قوة بحرية لها قبالة سوريا منذ بدء النزاع في 2011.

في غضون ذلك، جدد مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري تأكيد بلاده على عدم امتلاكها أسلحة كيماوية بعد تنفيذ التزاماتها مع منظّمة حظر الأسلحة الكيماوية.

وفي جلسة لمجلس الأمن الدولي اتهم الجعفري الدول الغربية بتخريب العملية السياسية في سوريا، محذّراً من تداعيات أي عدوان عليها.

وتعد إدلب منطقة نفوذ لتركيا، وتنتشر فيها نقاط مراقبة تركية.

ويرجح محللون أن تقتصر العملية العسكرية لدمشق في مرحلة أولى على مناطق في أطراف إدلب، مع الاخذ بعين الاعتبار أن مصير المنطقة مرتبط بتوافق بين روسيا حليفة دمشق وتركيا الداعمة للمعارضة.

وفي 9 اغسطس، قصفت قوات موالية للحكومة السورية مواقع فصائل معارضة وجهاديين في إدلب وألقت منشورات تدعو السكان للاستسلام.

ودعت الأمم المتحدة من جانبها الى التوصل الى “اتفاقات” لتفادي “حمام دم” في إدلب.

وفي شأن متصل، كشفت صحيفة “يني شفق” التركية عن أن الولايات المتحدة تستعدُّ لنشر أنظمة صاروخية في شمال سوريا.

الصحيفة نقلت عن القائد السابق للجمعية العسكرية في دير الزور فايز الأسمر قوله إن “واشنطن تستعد لنشر أنظمة رادارات محمولة وثابتة للمراقبة والاستطلاع في تل بيدر وعين العرب كوباني وصرين”.

الأسمر أضاف أن “الخطوة الأمريكية التالية هي إنشاء أنظمة دفاع صاروخي في الحسكة والرميلان لخلق حالة من الفوضى في المنطقة على المدى الطويل”.