صحافة

حزب العمال أغنى الأحزاب السياسية

29 أغسطس 2018
29 أغسطس 2018

فيما تعد التبرعات المالية من المانحين مصدرا رئيسيا لتمويل الاحزاب السياسية، غير ان حزب العمال البريطاني لا يعول كثيرا على تلك التبرعات، حيث يعتمد على مساهمات اعضائه بالدرجة الاولى. جاء ذلك في مقالين منفصلين نشرتهما صحيفة «الجارديان»، الاول كتبه دان صباغ تحت عنوان «حزب العمال اغنى الاحزاب السياسية البريطانية ولا دخل لتبرعات النقابات في ذلك». والثاني كتبه راجيف سيال بعنوان «رفع حزب العمال رصيده المالي العام الماضي بمقدار 10 مليون جنيه استرليني مقارنة بحزب المحافظين». وذكرت الصحيفة ان العدد الكبير لأعضاء حزب العمال يسهم بشكل ملحوظ في ازدهار الحزب ماليا، ويجعله أقل اعتمادا على المانحين الكبار، بعكس حزب المحافظين. وان زعيم الحزب، جيرمي كوربين يمكنه ان يستخدم الوضع المالي الجيد للحزب الناجم عن تزايد عدد اعضائه بشكل هائل منذ التنافس على قيادة الحزب عام 2015 كبداية للتأثير على السياسة البريطانية، وضمان ان يكون الحزب اغنى حزب سياسي في بريطانيا بكل سهولة.

واوضحت الصحيفة ان كبار مانحي الحزب من النقابات المختلفة تراجعت من حيث الأهمية المالية، حيث بلغت الرسوم من الفروع التابعة للحزب نحو 6.2 مليون جنيه إسترليني فقط، رغم أن اتحاد العمال المعروف باسم «يونايت» الذي يقوده حليف كوربين الرئيسي، لين ماكليسكي، لا يزال أكبر المتبرعين للحزب.

وتشير الصحيفة الى ان حزب العمال في عهد توني بلير، سعى للتنافس مع حزب المحافظين من خلال جمع الملايين من الأثرياء، مثل المؤلف جي كي رولينغ، وأن هذه التبرعات في بعض الحالات أدخلت الحزب في ورطة. بينما استطاع حزب العمال جمع 55.8 مليون جنيه في العام الماضي اي حوالي 10 ملايين جنيه استرليني أكثر من المحافظين. وان الحزب حصل من أعضائه البالغ عددهم 550 ألفا تقريبا، على 16.1 مليون جنيه مشاركات في عام 2017.

وتذكر الصحيفة أن تبرعات أخرى بقيمة 18.2 مليون جنيه جاءت من متبرعين خاصين، ومعظمها من خلال الحملات التي تجرى على الإنترنت، مشيرة إلى أن التقرير المالي السنوي يكشف عن أن الحزب حصل على 500 ألف جنيه في يوم واحد، وذلك خلال الحملة الانتخابية. وبالنسبة لحزب المحافظين، يزعم البعض ان الاموات ساهموا اكثر من الاحياء من خلال ما تلقاه الحزب من موروثات ووصايا الاموات، حيث كانت مساهمات أعضاء حزب المحافظين الاحياء البالغ عددهم 124 ألفا عبارة عن مبلغ زهيد لا يزيد على 835 ألف جنيه إسترليني، والتي تشكل نحو نصف المبلغ الذي تلقاه الحزب من الموروثات والوصايا البالغ قيمتها 1.7 مليون جنيه إسترليني، وهو ما يسبب القلق في اوساط المحافظين وخشيتهم من ان الحزب يحتضر. واوضحت الصحيفة ان المانحين جمعوا 34.3 مليون جنيه إسترليني فيما بينهم، مما يشكل ثلاثة أرباع الدخل السنوي الإجمالي لحزب المحافظين. بيد أن سياسيي حزب العمال يمكنهم التباهي بأنهم أحرار نسبيا من قيود المانحين، فالحزب يأمل استخدام المال الذي لديه لزيادة قدراته وتنظيم صفوفه.