5
5
عمان اليوم

انطلاق الملتقى التربوي التاسع للهيئة التدريسية والوظائف المرتبطة

29 أغسطس 2018
29 أغسطس 2018

ينظمه مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم -

كتب - سالم بن حمدان الحسيني -

نظم مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم صباح أمس الملتقى التربوي التاسع للهيئة التدريسية والوظائف المرتبطة بها والذي جاء هذا العام تحت شعار «فكر تربوي متجدد». وقد أقيمت فعاليات الملتقى بقاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس الأكبر بولاية بوشر تحت رعاية سعادة حبيب بن محمد الريامي الأمين العام لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم استهدف الهيئة التدريسية بمعاهد العلوم الإسلامية ومدارس القرآن الكريم بالإضافة الى بعض الوظائف الإدارية والإشراقية والفنية المرتبطة بالتدريس التابعة للمركز.

وأوضح سعادة الأمين العام راعي المناسبة في كلمته ان اغلب مخرجات هذه المعاهد التابعة للمركز أصبحت تحظى بقبول في جامعة السلطان قابوس وفي مختلف مؤسسات التعليم العالي سواء كان ذلك على مستوى السلطنة او خارجها، مؤكدا ان جميع الطلبة الخريجين الذين حصلوا على المراكز الأولى قد حصلوا على مقاعد دراسية بجامعة السلطان قابوس وأيضا حصلوا على بعثات دراسية في عدد من الجامعات المرموقة.

وأشار الى ان المؤسسات التربوية بمركز السلطان قابوس العالي تحظى برعاية وعناية من قبل المقام السامي وهناك تقرير سنوي يتشرف المركز برفعه للمقام السامي، وفي كل عام نجد الثناء والمباركة من جلالته، مشيرا الى ان هناك متابعة مستمرة لكل ما يطرح من أفكار ورؤى تخدم المسيرة التربوية في هذه المعاهد والمدارس التابعة للمركز في هذا الجانب، ووجه سعادته في ختام كلمته التهنئة لكل الطلبة الخريجين ولأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية القائمين على هذا العطاء المخلص والمتفاني الذي انعكس إيجابا على مستوى هؤلاء الطلبة، مؤكدا ان تقارب النسب في مستويات الطلبة الأوائل مؤشر على تقارب الجهود المبذولة من قبل الهيئات التدريسية والإدارية في هذه المعاهد التابعة للمركز.

وأكد د. سلطان بن خميس الناعبي مدير دائرة تنمية الموارد البشرية بمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم في كلمة الافتتاح ان أداء الرسالة التربوية وتنفيذ التدريس وغرس القيم ورعاية الطاقات والمواهب وتنفيذ البرامج والأنشطة الطلابية تحتاج الى عناية خاصة وفهم عميق من كافة الاسرة التربوية بالمركز، من اجل تكوين جيل قادر على بناء الوطن ومواكبة العصر بكل مستجداته العلمية والتكنولوجية، ولا شك ان المعلم الفعال المتصف بالكفاءة والفعالية يحقق هذه الغاية، فيأخذ في اعتباره كافة العوامل المحققة لنجاح التعليم وفق الرؤية الوطنية لفلسفة التعليم بالسلطنة.

وأشار الى العالم المعاصر يشهد ثورة علمية وتكنولوجية تتمثل في التحول الرقيم والتعليم الالكتروني والذكاء الاصطناعي والجيل الجديد من الهواتف الذكية ويشهد أيضا منافسة شرسة في الابداع والابتكار وقيم التنافسية، ولا شك ان الواقع يفرض نفسه علينا فمن لا يتجدد يتبدد، لذا كان لزاما على الجميع رئيسا ومرؤوسين استيعاب هذا التحول ومواكبة هذا التطور والاخذ بأسباب التحول من بيئة التعليم التقليدية الى بيئة التعلم الرقمية، وتوظيف معطيات العصر الحديثة في الميدان التربوي، ونقل المعارف والمستجدات الى أبنائنا الطلبة والطالبات، مؤكدا ان ديوان البلاط السلطاني يسعى الى ان تكون المعاهد والمدارس والمؤسسات التعليمية الأخرى التي يشرف عليها نماذج تعليمية رائدة، ولذلك تسخر لها الإمكانات المادية غير المادية التي تحقق لها النجاح.

تكريم الأوائل

تخلل حفل الافتتاح تكريم الطلبة العشرة الأوائل في دبلوم التعليم والعلوم الإسلامية للعام الدراسي 1438/1439هـ 2017/2018م وقد تصدر المركز الأول الخطاب بن هلال بن صالح الغافري من معهد العلوم الإسلامية بالبريمي حيث حقق نسبة 96.3% وجاء في المركز الثاني عبدالرحمن بن عبدالله الرواحي من معهد مسقط بنسبة 95.3% وفي المركز الثالث عبدالله بن حمود الحراصي من معهد عبري بنسبة 95.1% وحل رابعا محمد بن راشد العلوي من البريمي بنسبة 94.8% وفي المركز الخامس جاء عبدالملك بن سعيد الظفري من معهد مسقط بنسبة 94.2% وحصل محمد بن طلال الشيادي من معهد السويق على المركز السادس بنسبة 93.8%، كما حصل مازن بن عبدالله الرواحي من معهد مسقط على المركز السابع بنسبة 93.7% وجاء في المركز السابع مكرر يوسف بن علي العامري أيضا من معهد مسقط بنسبة 93.7% وحلّ ادريس بن محمد البحري من معهد السويق في المركز الثامن بنسبة 93.6%، وفي المركز التاسع راشد خلفان حميد من الجنسية التنزانية من معهد البريمي بنسبة 92.7%.

وقد رصدت «عمان» مشاعر الطلبة المكرمين الذين حصلوا على المراكز الأولى حيث قال الخطاب بن هلال بن صالح الغافري الحائز على المركز الأول ان هذا التكريم بالنسبة له هو بداية مشوار جديد وليس نهاية المشوار فقد كانت أياما مضت عشناها بحلوها ومرها حيث اجتهدنا واستمتعنا وفرحنا وتعبنا حتى وصلنا الى هذه النتيجة السعيدة، فكل الشكر والتقدير لأهلي وللمعلمين ولكل من ساهم في هذا الإنجاز الذي بفضل الله ثم بتعاونهم وصلت الى هذه النتيجة المشرفة بحمد الله. أما عبدالرحمن بن عبدالله الرواحي الحائز على المركز الثاني فقال: أحمد الله على إنها مسيرة اثنا عشر عاما دراسيا مليئة بالجد والاجتهاد في مختلف الصروح العلمية، وما أجملها من خاتمه عند ختامها بالدرجات العالية ورؤية ثمارها تلوح بين ناظري ويدي سواء كان من خلال الاشياء المادية او من خلال رؤيتي للفرحة على وجوه عائلتي التي لطالما ساندتني ووفرت جميع الاشياء التي احتاجها سواء كانت اشياء معنوية او مادية ولا انسى فرحه معلمي الذين يرفعون رؤوسهم عندما يرون جهدهم مترجم الى تفوق، ولكن ذلك لا يأتي عبثا فإنما ذلك من خلال المثابرة بالجد والاجتهاد والتوكل على الله والأخذ بالأسباب. واشكر الله على نعمه وكل من وقف بجانبي وأخص بذلك والدي والأسرة المعهدية من اساتذة ومشرفين وزملاء.

وقال عبدالله بن حمود الحراصي الحائز على المركز الثالث تمر على الإنسان في حياته لحظاتٌ غريبة، غريبةً في كونها من اللحظات النادرة التي نرى فيها مشاعر الفرح ممتزجة بمشاعر الحزن، تلك اللحظات التي لا يمكن نسيانها أبدا.  وأسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق في مشوار حياتي العلمية والمهنية. لكي أكون من جنود بلدي وأرد الجميل لوطني الغالي عمان. وأضاف: شكرا عائلتي، شكرا معلمي، شكرا أصدقائي، شكرا للجميع.

أوراق العمل

يطرح الملتقى على مدى أيامه الثلاثة 21 ورقة عمل، ألقيت ثلاث منها يوم الافتتاح حيث كانت الورقة الأولى عن مشروع البحث الاجرائي ودوره في تطوير الأداء المدرسي ألقاها د. بدر بن حمود الخروصي مدير عام للمديرية العامة لتنمية الموارد البشرية بوزارة التربية والتعليم اكد من خلالها ان البحث الاجرائي يعتبر من البحوث التربوية التطبيقية التي تسعى الى تحسين الممارسات التربوية وحل المشكلات التعليمية التي تواجه المعلمين داخل الصف، مؤكدا ان الادبيات التربوية تزخر بعدة مسميات للبحث الاجرائي كبحث الفعل وهي ترجمة حرفة لمصطلح (Action Research) كما يسمى أيضا بحث الممارسين والبحث التأملي.

وأشار الخروصي الى ان البحث الاجرائي يهدف الى تحسين الأداء الحالي، كما يمكّن من حل المشكلات التربوية والتعليمية التي تواجه الممارسين في الميدان التربوي ويرتكز البحث الاجرائي على التأمل في الممارسات وينفذه المعلمون وقادة المدارس والمشرفون التربويون، كما يكتسب البحث الاجرائي أهميته من مجموعة من المزايا أهمها: اتاحة الفرصة للمعلم لتقييم اداءه المهني بهدف تحسينه وتطويره، وإيجاد حلول للمشكلات التي يواجهها الباحث بنفسه مما يشعره بتحسن أدائه وزيادة قدرته على العمل والإنتاج. ومن مزاياه أيضا المساهمة في الربط بين النظرية والتطبيق العملي، اذ تكون النتائج قابلة للتطبيق الفوري من قبل الباحث نفسه، وتعزيز دافعية الباحث للتفكير والعمل والرغبة المستمرة في الوصول الى نتائج محددة نظرا لارتباط المشكلة بواقعه وعمله. وأيضا تمكين المعلمين من بناء معرفتهم ووضعها في متناول الآخرين ليعملوا على الاستفادة منها وإتاحة الفرصة للمعلم ليرى نفسه باحثا ومنتجا للمعرفة.

وتناولت الورقة الثانية المنصات التعليمية ودورها في العملية التعليمية للدكتور محمد بن فايل العريمي وهو مدرب معتمد من مركز القيادة والإدارة البريطاني وعضو في العديد من اللجان المحلية والخليجية ومنسق شؤون دول مجلس التعاون لمعهد الإدارة العامة اوضح من خلالها انه مع انطلاق ملامح الثورة الصناعية الرابعة بدأت الأمور من حولنا تتغير والمجالات تتأثر والتغير يحدث بشكل سريع ومطرد، فتأثرت العملية التعليمية وشكل استخدام التقنية الحديثة والتكنولوجيا المتطورة طفرة ثورية في مجال التعليم فظهر التعليم الالكتروني وظهر معه القرارات الالكترونية والمنصات التعليمية، واصبح التعليم متاحا للجميع في أي مكان وفي أي وقت ودون قيود، واصبح الطالب بإمكانه الوصول الى المناهج الدراسية التي تقدمها ارقى الجامعات العالمية في أي وقت ومن أي مكان، ويتحاور مع افضل الخبرات الدولية، ويتشارك المعرفة مع مختلف الأشخاص من مختلف دول العالم.

وأشار الباحث الى انه لا تزال الاحداث تتغير والأمور من حولنا تتطور ومستقبل نظام التعليم يتقدم وستشهد السنوات القادمة ثورة فكرية وتقنية في مجال تطوير نظام التعليم، واختتمت الورقة بتقديم مقترح لاستثمار المنصات التعليمية على المستويين الفردي والمؤسسي.

اما الورقة الثالثة الذي جاءت تحت عنوان «الواقع الافتراضي وتوظيفه في عملية التدريس.. المكون التربوي والمكون التقني» ألقاها فيصل بن علي البوسعيدي المدير العام المساعد للمديرية العامة لتقنية المعلومات للأنظمة والخدمات الرقمية بوزارة التربية والتعليم فقد تناولت البعد التربوي للواقع الافتراضي كأحد التطبيقات التكنلوجية الجديدة في ظل الثورة الرقمية الحديثة ومستجدات الثورة الصناعية الرابعة، وقد ارتكزت الورقة على سبر بعض التطبيقات التفاعلية التي يمكن توظيفها داخل الفصل الدراسي باستخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي ودورها المعرفي في اثراء عملية التعليم والتعلم، بالإضافة الى التعرف على رؤى واقع التعليم المستقبلي داخل الفصل الدراسي وهو مرتكز على التكنولوجيا الافتراضية خلال العقد القادم، مشيرا الى انه يشمل هذا المحور .