6532
6532
المنوعات

الطاووس أيقونة للتفاؤل في معرض ثنائي بالجزائر

27 أغسطس 2018
27 أغسطس 2018

الجزائر - «العمانية»: تُحاول التشكيليتان الجزائريتان لويزة عشاب وآمال ميهوب، عبر أكثر من 40 لوحة فنية، السفر بعشّاق التشكيل في عوالم من التأمُّل في مفردات التراث والهوية، ولكن وفق أسلوب رمزيّ يستثمر عددا من

الأدوات والأشكال التي تُؤثّث الفضاء الهوياتي المحلي، وذلك كدعوة منهما إلى ضرورة الاعتزاز بالهوية الوطنية.

ويبدو من خلال اللّوحات المعروضة برواق حسين عسلة بالجزائر، أنّ حضور المرأة جاء للدلالة على ما تلعبه في ربط الأجيال بتاريخها وتراثها؛ فهي حلقة الوصل بين الماضي والحاضر والمستقبل، حيث تظهر في إحدى اللّوحات مرتدية الزيّ الأمازيغي التقليدي، ويُزيّن جيدَها عقدٌ تقليديٌّ من فضة، وعلى الخلفية الزرقاء، يظهر أحد الرموز الأمازيغية المعروفة، وهذه كلُّها إشارات تدلُّ على تأثُّر الفنانتين

بالتراث الجزائري، وأيضا دعوة غير مباشرة موجّهة إلى الجمهور بهدف الالتفاف حول هذا التراث والتمسُّك به. وتؤكد لويزة عشاب لوكالة الأنباء العمانية أنّ أعمالها تسبح في "فضاء المجتمع وتحاول الاقتراب من الظروف التي يعيشها المواطن، خاصة ما تعلّق منها بالمرأة الجزائرية وتقاليدها".

أما التشكيلية آمال ميهوب فقد اختارت أن تخوض المغامرة نفسها بأدوات مختلفة، حيث استعملت فيها الرمزية، فكان لطائر الطاووس وريشه البديع حضوره الطاغي في أكثر من لوحة، وهو الأمر الذي فسّرته الفنانة على أنّه (فأل خير)؛ فطائر الطاووس موجودٌ في كلّ الديانات والثقافات، وحضوره في الجزائر، ليس يخفى على أحد، من خلال صوره ونقوشه المنتشرة في القصبة، وعبر عدد من المعالم الأثرية القديمة، كما إنّه يتردّد في كثير من المعالم الأثرية للدولة الفاطمية الموجودة بالجزائر وتُشير آمال، التي درست تاريخ الفن ما بين الجزائر وفرنسا، إلى أنّها استلهمت من طائر الطاووس اسم رواق العرض الذي ستفتتحه قريبا برياض الفتح بالجزائر العاصمة، نظرا للبهجة التي يزرعها هذا الطائر أينما حلّ، من خلال ألوان ريشه الزاهية، والتي كانت أهمّ الأسباب التي جعلت العائلات الجزائرية المرفهة قديما، تُقبل على تربيته داخل البيوت.

وتؤكد هذه التشكيلية أنّ احتكاكها بالجمهور كشف لها عن العديد من نقاط القصور في التظاهرات التي تُنظّم للاحتفاء بالفنون التشكيلية، أهمُّها التركيز على استقطاب فئات عمرية بعينها، غالبا ما تقتصر على كبار السن، أمّا فئات الشباب وطلبة مدارس الفنون الجميلة، فلا يُلقي لها أحدٌ بالا، وهذا ما جعلها تُقرّر تأسيس رواق فنّي لاستقطاب هذه الفئات المهمّشة.