9865
9865
المنوعات

كتاب جديد يرصد البعد الاستعماري في الحضارة الغربية

27 أغسطس 2018
27 أغسطس 2018

القاهرة - «العمانية»: يرى د.جمال عبد الستار توفيق أن الحضارة الغربية شُيدت في بعض أعمدتها على حضارات أخرى أخذت عنها، ومنها الحضارة الإسلامية، وأن الحضارة الغربية قامت على ثروات ودماء شعوب أخرى خضعت للاستعمار ومن بينها دول عربية وإسلامية.

ويضيف في كتابه /متى نفهم حقيقة الغرب/ الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، أن ذلك الاستعمار رغم تحرر الشعوب منه، ما زال موجوداً بأنماط وأشكال أخرى يهيمن بها على مقدرات وممتلكات الشعوب التي تقع بين براثنه، فيرسم لها السياسات ويستغل فيها الثروات ويفرض بها سيطرته على كل شيء. حيث يعمل منذ زمن بعيد على منع وحدة العديد من الدول العربية والإسلامية ؛ أو إضعاف هذا الوحدة إن قامت، كما يعمل على.تقسيم الدول وتجزئتها، وذلك لفرض مخطط /الشرق الأوسط الجديد/ الذي يحقق له كل أهدافه.

ويشير إلى أن هذا التدخل يتم تحت غطاء دعم المبادئ والأهداف السامية والديمقراطية والعدالة والمساواة، مؤكداً أن الدليل على تلك المخططات هو التاريخ، وأن ما يصدر عن الدول الغربية من أفعال أو تصرفات أو تصريحات، إنما هي وقائع تاريخية، يشهد عليها كل من عاصر أحداثها أو شارك فيها، أو قرأ

عنها. فالحروب والحملات الاستعمارية والأزمات الاقتصادية والسياسية والثقافية معروفة للجميع، لكن معظم الشعوب تدرك الظاهر منها فقط، أما حقيقة الأفعال والتصرفات والتصريحات، وما تخفيه من أسباب ودوافع دفينة غير معلنة، فهذا ما قد لا يعلمه الكثير.

ويلفت المؤلف النظر إلى أن البشر أثناء وقوع حرب أو أزمة سياسية أو اقتصادية، ينشغلون بالأسباب المعلنة لهذا الحدث، ولربما يمر وقت طويل قبل أن يدركوا عدم صحة تلك الأسباب، بالنظر لترتيب وحدوث نتائج غير تلك التي أُعلن عنها من قبل، أو للتوصل في ما بعد لحقيقة الأسباب من مجريات الأحداث أو غيرها، لكن القليل من الناس يدركون ببصيرة نافذة، ومنذ البداية، الدوافع الحقيقية لهذا الحدث، حتى منذ

بداية طرحه للنقاش أو للتنفيذ، وذلك من خلال قراءته الجيدة للتاريخ، علماً أن قراءة التاريخ لا تقتصر على معرفة تسلسل الوقائع والأحداث، وإنما تشمل إجراء التحليل والاستنتاج المنطقي لها، والربط بينها، واستخلاص الأهداف والأسباب الحقيقية من ورائها.

ويؤكد المؤلف أن الأهداف الرئيسية للغرب هي: محاربة الإسلام والمسلمين، ومنع اتحاد البلاد العربية خصوصاً والإسلامية عموماً، والعمل على إحداث الفرقة بينها، بحيث تظل كل دولة منعزلة عن البقية، بل وإحداث تقسيم داخل الدولة الوحدة، من خلال الطوائف الدينية أو السياسية أو العرقية أو بالنعرة القبلية.

ويضيف أن من أهداف الغرب الاستيلاء على الثروات المعدنية والطبيعية، من النفط والغاز والحديد والمنجنيز والفوسفات وغيرها، ومنع أصحابها من استغلالها بأنفسهم، بل أخذها بمبالغ قليلة، وتصنيعها وإعادتها لهم بمبالغ طائلة. إلى جانب حظر امتلاكهم الأسلحة العسكرية الرادعة، ومنع تفوقهم العسكري والحيلولة دون تقدمهم في الصناعة العسكرية؛ بالإضافة إلى منع التقدم العلمي والتكنولوجي، وإجهاض

البحث العلمي، والاعتماد على ما يصدره الغرب لنا من علوم وتكنولوجيا، لضمان التخلف والتبعية الدائمة له.

ويتحدث المؤلف عن استعمار الدول العربية والإسلامية بالوسائل الاستعمارية الجديدة ومن أهمها: التوسع في الإقراض لفرض السيطرة على الاقتصاد الوطني ولضمان التبعية، وتنفيذ التوجهات والسياسات الغربية من خلال برامج الإصلاح الاقتصادي التي يتبناها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

ويقول إن الغرب يسعى إلى ضمان عدم استخدام المنطقة العربية والإسلامية لعناصر القوة الاستراتيجية التي تملكها، وأهمها الموقع الجغرافي المتميز وامتلاكها لأكبر حقول النفط والغاز وأكبر احتياطيات لهما في العالم، كما يسعى إلى طمس الهوية العربية بالغزو الثقافي، من خلال القنوات الفضائية، وشبكة الإنترنت، والهواتف المحمولة، إلى أن تتغير عاداتنا وأعرافنا وتقاليدنا.