20
20
العرب والعالم

ترامب يخفض أكثر من 200 مليون دولار من المساعدات للفلسطينيين

25 أغسطس 2018
25 أغسطس 2018

منظمة التحرير ترفض القرار وتعتبره إعلانا فاضحا بالتدخل في الشؤون الداخلية للشعوب

رام الله - واشنطن - وكالات - رفض أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، أمس، إعلان وزارة الخارجية الأمريكية، بقطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني، وإعادة توجيه أكثر من 200 مليون دولار من أموال الدعم الاقتصادي المخصصة للضفة الغربية وقطاع غزة .

وشدد عريقات على رفض شعبنا للمساعدات المشروطة، معتبرا هذا القرار بمثابة الإعلان الفاضح، والاعتراف بالمغزى الحقيقي لسياسة المساعدات الأمريكية المتمثل بالتدخل في الشؤون الداخلية للشعوب الاخرى، والتأثير على خياراتها الوطنية.

وقال:"إن المساعدات ليست منّة على شعبنا، وإنما واجب مستحق على المجتمع الدولي الذي يتحمل مسؤولية استمرار الاحتلال الاسرائيلي لما يشكله من سد مانع أمام إمكانية التنمية والتطور للاقتصاد والمجتمع الفلسطيني.

واضاف:"إن الولايات المتحدة بوقفها لهذه المساعدات إنما تصر على تخليها عن هذا الالتزام الدولي، كما تخلت سابقاً عن التزامها بما تقرّه الشرعية الدولية وخاصة فيما يتعلق بالقدس واللاجئين، وسائر قضايا الحل النهائي.

واعتبر المجلس الوطني الفلسطيني، أن قرار الإدارة الأمريكية بإلغاء مساعدات مالية للفلسطينيين، استمراراً لحرب العقوبات المالية التي تنتهجها إدارة دونالد ترامب ضد الشعب الفلسطيني وقيادته للقبول بما يسمى بـ"صفقة القرن ".

وأكد رئيس المجلس، سليم الزعنون، في بيان أصدره مكتبه بالعاصمة الأردنية عمان، أمس، على حق الشعب الفلسطيني في "مواصلة نضاله المشروع حتى نيل كافة حقوقه المشروعة ".

والمجلس الوطني هو برلمان منظمة التحرير الفلسطينية، ويضم فصائل ومستقلين ونواب المجلس التشريعي (البرلمان)، لكنه لا يشمل حركتي المقاومة الإسلامية "حماس" والجهاد الاسلامي.

وقال الزعنون:"إن سياسة الابتزاز والضغوط الأمريكية لن تنجح أبدًا، فالشعب الفلسطيني وقيادته متمسكان بثوابت القضية وفي مقدمتها حق العودة للاجئين إلى ديارهم، وإقامة الدولة المستقلة كاملة السيادة على الأرض الفلسطينية المحتلة وعاصمتها مدينة القدس".

وشدد على أن "كرامة الشعب الفلسطيني وحقوقه لا تخضع للمساومة، وهي فوق كل اعتبار، وأن الإدارة الأمريكية تثبت كل يوم أنها شريك كامل للاحتلال الإسرائيلي في كل سياساته وجرائمه، ولن تكون جزءًا من الحل بل هي جزء من المشكلة".

وطالب المجتمع الدولي ومؤسساته "تحمل مسؤولياتهم تجاه الشعب الفلسطيني، ورفض ومقاومة السياسات والإجراءات التي تدمر قواعد التعامل في العلاقات الدولية المتعارف عليها، وتؤسس لمنهج البلطجة والعنجهية والتسلط .".

واتهمت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إدارة ترامب باستخدام ‬“‬‬‬ابتزاز رخيص كوسيلة سياسية“.وقالت إنه لن يتم ترهيب الشعب الفلسطيني وقيادته وإنهما لن يرضخا للإكراه. ‬‬

وقال حسام زملط رئيس الوفد العام لمنظمة التحرير الفلسطينية في الولايات المتحدة في بيان إن استخدام المساعدات الإنسانية والتنموية كسلاح للابتزاز السياسي لن ينجح.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة ستخفض أكثر من 200 مليون دولار من المساعدات للفلسطينيين وذلك وسط تدهور العلاقة مع القيادة الفلسطينية . وقال مسؤول كبير بالوزارة دون ذكر تفاصيل،‬ إن هذا الأموال التي كانت مقررة أصلا لبرامج في الضفة الغربية وغزة، ستخصص ” لمشروعات ذات أولوية قصوى في مناطق أخرى“. وأضاف المسؤول في بيان ”قمنا بمراجعة للمساعدة الأمريكية للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وغزة لضمان أن هذه الأموال تنفق بما يتسق مع المصالح القومية الأمريكية وتوفير قيمة لدافع الضرائب الأمريكي“.وأضاف ”نتيجة لتلك المراجعة وبتوجيه من الرئيس، سنعيد توجيه أكثر من 200 مليون دولار من أموال الدعم الاقتصادي والتي كانت مخصصة لبرامج في غزة والضفة الغربية. ستخصص هذه الأموال الآن إلى مشاريع ذات أولوية قصوى في مناطق أخرى“. وعند السؤال عن المناطق التي سيعاد توجيه هذه الأموال لها وما إذا كانت ستخصص لمشروعات فلسطينية أخرى قال مسؤول آخر بالخارجية الأمريكية ‬“سنعمل مع الكونجرس لإعادة توجيه هذه الأموال لأولويات أخرى بالسياسة“. ‬

وتحدث كل من المسؤولين شريطة عدم نشر اسميهما.

ويقود جاريد كوشنر صهر ومستشار الرئيس دونالد ترامب محاولة لوضع خطة سلام تهدف إلى بدء مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين لإنهاء الصراع المستمر منذ عشرات السنين. ولم يتم اتخاذ قرار بعد بشأن موعد طرح المبادرة.

وأشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى سيطرة حركة المقاومة الإسلامية(حماس) على غزة كجزء من تبريرها لإعادة توجيه هذه الأموال. وتصنف الولايات المتحدة وإسرائيل حماس على أنها منظمة إرهابية.

ومن شبه المؤكد أن يؤدي هذا القرار إلى تفاقم الوضع الإنساني الصعب في غزة. ويتكدس أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة الذي يعاني من صعوبة اقتصادية كبيرة.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في يناير أنها ستحجب 65 مليون دولار من 125 مليون دولار كانت تعتزم إرسالها لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) التي تُمول بشكل شبه كامل من المساهمات التطوعية من دول الأمم المتحدة وتشكل الولايات المتحدة أكبر مساهم.

وحذرت أونروا والفلسطينيون من أن تقليص المساعدات سيؤدي إلى تفاقم المصاعب في قطاع غزة الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا، فضلا عن قيود مصرية، بهدف عزل حماس.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون لرويترز الأسبوع الماضي إن الأونروا، التي تقدم المساعدة للاجئين الفلسطينيين ”آلية فاشلة“ تنتهك القانون الدولي بشأن وضع اللاجئين.

وأضاف قائلا ”أعتقد أننا تأخرنا كثيرا في اتخاذ خطوات لتقليص التمويل“ مضيفا أن ”جزءا كبيرا من نفقات الأونروا يخصص لتكريس وضع اللاجئين للشعب الفلسطيني“.

وانتقد السيناتور الديمقراطي باتريك ليهي قرار إدارة ترامب. وقال إن ”سكان غزة يعانون بالفعل من مشكلات حادة في ظل استبداد حماس والقيود التي تفرضها إسرائيل على الحدود. إن الشعب الفلسطيني، ‬الأسير بالفعل في صراع متقلب على نحو متزايد، هو أكثر من سيعاني بشكل مباشر من عواقب هذه المحاولة القاسية وغير الحكيمة للاستجابة لمخاوف إسرائيل الأمنية“. ‬

ووصفت جماعة (جي ستريت) الليبرالية المؤيدة لإسرائيل خطوة إدارة ترامب بأنها ”فضيحة أخلاقية وخطأ استراتيجي فادح“.