65465465
65465465
العرب والعالم

روسيا تتهم المعارضة السورية بالتحضير لهجوم كيماوي في إدلب

25 أغسطس 2018
25 أغسطس 2018

القوات التركية والأمريكية تسيّر دورية مستقلة في «منبج» -

عواصم – عمان – بسام جميدة – وكالات:

اتهمت روسيا امس فصائل المعارضة السورية بالتحضير لهجوم كيماوي في محافظة إدلب لتحميل دمشق المسؤولية عنه واستخدامه كمبرر للقوى الغربية لضرب أهداف حكومية في سوريا.

ويأتي اتهام موسكو بعدما أكد مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون هذا الأسبوع أن واشنطن سترد «بقوة» في حال استخدمت حكومة بشار الأسد أسلحة كيماوية في عملية استعادة إدلب، آخر محافظة متبقية في سوريا تسيطر عليها فصائل المعارضة.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في بيان : إن هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) «تعد لاستفزاز آخر يتعلق -باستخدام أسلحة كيماوية- من قبل القوات الحكومية السورية ضد سكان محافظة إدلب المسالمين ».

وأضاف أن المجموعة أرسلت «ثماني حاويات كلور» إلى بلدة جسر الشغور بهدف «تمثيل» الهجوم وأن هذه الحاويات نُقلت لاحقا إلى قرية على بعد ثمانية كيلومترات.

وأفاد البيان أن مجموعة من المسلحين «المدربين على التعامل مع المواد السامة تحت إشراف أخصائيين من شركة –أوليفا- البريطانية العسكرية الخاصة» وصلوا إلى البلدة قبل يوم من ذلك.

وتابع بالقول إن «لدى المسلحين مهمة محاكاة عملية إنقاذ لضحايا الهجوم الكيماوي مرتدين ملابس مجموعة -الخوذ البيضاء- الشهيرة»، في إشارة إلى الدفاع المدني في مناطق سيطرة المعارضة.

واتهم كوناشينكوف أجهزة بريطانية خاصة بـ«التورط بشكل مباشر» في «الاستفزاز» الذي «سيشكل مبرراً جديدا للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لتنفيذ ضربات جوية ضد أهداف تابعة للحكومة السورية» .

وفي أبريل، نفذت واشنطن وباريس ولندن ضربات مشتركة استهدفت مواقع للحكومة السورية ردا على هجوم كيماوي مفترض وقع في مدينة دوما وأسفر عن مقتل العشرات.

ودافعت روسيا عن الحكومة السورية حيث أصرت على أن هجوم دوما لم يكن أكثر من مسرحية نفذتها مجموعة «الخوذ البيضاء» .

وفي هذا السياق، قال بولتون من القدس إن واشنطن «قلقة بشأن احتمال استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية مجددا» ، وقال «تجنباً لأي لغط، في حال استخدام الحكومة السورية أسلحة كيماوية فسنرد بكل قوة ولذلك عليهم التفكير في الأمر مطولا» قبل القيام بأي تحرك.

وتزداد التكهنات بشأن إمكانية تنفيذ الحكومة السورية بدعم من موسكو عملية لاستعادة إدلب، وهي من مناطق «خفض التصعيد» التي أقيمت العام الماضي بموجب محادثات جرت بين روسيا وتركيا وإيران.

وخلال زيارة إلى موسكو امس الاول، حذر وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو من أن السعي نحو حل عسكري في إدلب سيكون «كارثياً».

من جهته، أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أن الوضع في إدلب «متعدد الأوجه»، ودعا إلى التفريق بين المعارضة التي يعد وجودها أمراً صحيا والكيانات الإرهابية» .

ولا تزال دمشق تسيطر على جنوب شرق إدلب، المحافظة التي تحمل أهمية استراتيجية نظرا لتجاورها مع اللاذقية، معقل عائلة الأسد.

من جهة أخرى سيّرت القوات التركية والأمريكية، امس، دورية مستقلة جديدة على طول الخط الفاصل بين منطقة عملية «درع الفرات» ومدينة «منبج»، شمالي سوريا.

وقالت رئاسة الأركان التركية، في بيان، إن القوات التركية ونظيرتها الأمريكية سيّرت امس الدورية المنسّقة المستقلة الـ35، في المنطقة المذكورة.

وفي 18 يونيو الماضي، أعلنت رئاسة الأركان التركية بدء الجيشين تسيير دوريات مستقلة على طول الخط الواقع بين منطقة عملية «درع الفرات» بريف حلب الشمالي، ومنبج.

ويأتي تسيير تلك الدوريات في إطار «خارطة الطريق» التي توصلت إليها أنقرة مع واشنطن حول منبج، في يونيو الماضي.

ويتضمن اتفاق «خارطة طريق» إخراج إرهابيي تنظيم «ي ب ك/بي كا كا» من المنطقة المذكورة، وتوفير الأمن والاستقرار فيها.

وفي 18 أغسطس الجاري، أعلن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، أن التدريبات اللازمة من أجل إجراء دوريات تركية أمريكية مشتركة في مدينة منبج السورية، ستبدأ في غضون أيام.

في إطار عملية «درع الفرات» التي انطلقت يوم 24 أغسطس 2016، تمكنت القوات المسلحة التركية و«الجيش السوري الحر» من تطهير مساحة 2055 كيلومترا مربعا من الأراضي شمالي سوريا.

وانتهت العملية العسكرية في 29 مارس 2017، بعد أن استطاعت القوات المشاركة فيها، تحرير مدينة جرابلس الحدودية وعدة مناطق وبلدات ومدينة الباب التي كانت معقلاً لتنظيم «داعش» الإرهابي.

من جهة ثانية، دعت منظمة «هيومن رايتس ووتش» المدافعة عن حقوق الإنسان امس تنظيم داعش إلى إطلاق سراح نحو 27 شخصًا تم اختطافهم منذ شهر من محافظة السويداء في جنوب سوريا، معتبرة عملية الاختطاف «جريمة حرب».

وشن التنظيم المتطرف في 25 يوليو سلسلة هجمات متزامنة استهدفت مدينة السويداء وقرى في ريفها الشرقي، ما تسبب بمقتل 265 شخصا، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. وخطف التنظيم معه 14 سيدة و16 طفلاً من قرية الشبكي المتاخمة للبادية، حيث يتحصن مقاتلو التنظيم.

واعتبرت المنظمة في بيان إن «اختطاف الرهائن هي جريمة حرب ويجب على تنظيم داعش الإفراج فوراً عن الأشخاص المختطفين».

وقالت نائبة مدير قسم الشرق الأوسط في المنظمة لمى فقيه «لا يجب استخدام أرواح المدنيين كورقة مساومة».

وأشارت المنظمة إلى أن التنظيم الذي بات محاصرا في عدة جيوب بعد ان خسر السيطرة على مناطق واسعة في سوريا، يسعى الى استخدام المختطفين كورقة مساومة خلال المفاوضات التي يجريها مع الحكومة السورية وحليفته روسيا. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن التنظيم المتطرف يطالب بإطلاق سراح مقاتلين تابعين له تحتجزتهم قوات الحكمة من منطقة حوض اليرموك في محافظة درعا المجاورة، الا أن المفاوضات التي تقودها روسيا تعثرت.

وقتل أكثر من 350 ألف شخص ونزح الملايين منذ اندلعت الحرب في سوريا اثر تظاهرات مناهضة للحكومة والتي بدأت في 2011 .