1423949
1423949
تقارير

التشيكيون والسلوفاكيون يحيون الذكرى الخمسين لسحق «ربيع براج»

21 أغسطس 2018
21 أغسطس 2018

براج - يان مارشال -

أحيا التشيكيون والسلوفاكيون أمس ذكرى مرور خمسين عاما على سحق الدبابات السوفييتية لـ«ربيع براج» في ما يعتبره بعضهم فرصة للتنديد بالحكومة التشيكية الحالية المدعومة من الشيوعيين. وشهدت مراسم تكريم لأكثر من 400 قتيل خلال الاجتياح السوفييتي، ظهر امس أمام مبنى الإذاعة في براج، احتجاجات عنيفة على حكومة رجل الأعمال الثري اندري بابيش.

ولم تحصل هذه الحكومة التي تضم الحركة الشعبوية «نعم» (آنو) بقيادة بابيش والحزب الاشتراكي الديمقراطي على الثقة إلا بفضل دعم الحزب الشيوعي الذي يحن إلى النظام القديم. وهي سابقة منذ سقوط الستار الحديدي في 1989.

وكتب على لافتة رفعها المحتجون «من يحكم مع الشيوعيين هو عار على ضحايا احتلال 1968».

وفي اليوم الأول وحده من الاجتياح السوفييتي قتل نحو خمسين تشيكيا وسلوفاكيا. وتجاوزت الحصيلة النهائية لضحايا وجود الجيش السوفييتي في تشيكوسلوفاكيا الـ400 قتيل.

وعلت هتافات «عار!» وصفير مئات المتظاهرين خلال خطاب بابيش الذي احاط به حراسه الشخصيون، وكذلك رئيس مجلس النواب راديك فوندراتشيك العضو في حركة «نعم» أيضا. ويأخذ معارضو بابيش عليه أيضا انتمائه إلى الحزب الشيوعي وتعاونه المفترض مع الشرطة السرية قبل 1989.

قبل «البيريرسترويكا»

قبل الحركة الإصلاحية التي اطلقها الرئيس السوفيتي ميخائيل غورتشيوف «البيريسترويكا» (اعادة البناء)، حمل «ربيع براج» الذي جسده الكسندر دوبتشيك اصلاحا سياسيا واقتصادية وإلغاء الرقابة وتحرير النشاطات الثقافية.

وليل 20 إلى 21 أغسطس 1968، قضت حوالى ثلاثين فرقة سوفيتية تدعمها وحدات بلغارية ومجرية وبولندية وألمانية شرقية، بعنف على هذا الحلم القصير. وكتب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك في تغريدة على تويتر «قبل خمسين عاما سحق الغزو السوفييتي لتشيكوسلوفاكيا ربيع براج. لكن هذه الرغبة في الحرية والديموقراطية بقيت وتشكل لب ما يوحد أوروبا اليوم».

وقال توماش بيشينسكي الذي يعمل في الفرع التشيكي من المبادرة الموالية لأوروبا «نبض أوروبا»، لوكالة فرانس برس إن «مواطنينا رفضوا بشكل قاطع الاحتلال. ومع ذلك ما زال جزء من الرأي العام في روسيا يعتبره مساعدة دولية».

وهذه المنظمة غير الحكومية تشارك في تنظيم تظاهرة جمعت مساء الاثنين أمام السفارة الروسية في براج، مئات الأشخاص تحت أعلام الجمهورية التشيكية وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

وكتب على لافتات رفعها المتظاهرون «ان ننسى!» و«أوقفوا الامبريالية الروسية».

وقال بيشينسكي «حررنا رسالة موجهة إلى المواطنين الروس ندعوهم فيها إلى التمرد على النظام الحالي الذي يواصل اتباع سياسة امبريالية مثل ما كان يحدث في زمن الاتحاد السوفييتي السابق».

وأضاف أن «تدخلا مثل ذاك الذي حدث قبل خمسين عاما يحدث اليوم، هذه المرة بواسطة +الأخبار الكاذبة+ وتأثير يمارس على الانتخابات»، قبل أن يعدد «رئيسا مواليا لروسيا والفوز الانتخابي للشعبويين وحكومة مدعومة من الشيوعيين». وتشهد الجمهورية التشيكية حفلات موسيقية وتجمعات ومراسم في هذه الذكرى. وسيتم تكريم ضحايا الاحتلال أمام مبنى الإذاعة في وسط براج حيث قتل حوالي 15 تشيكيا معظمهم من الشباب في أغسطس 1968 بينما كانوا يحاولون وهم عزل استعادة المبنى من الروس.

وسيلقي رئيس الوزراء اندري بابيش الذي ينتمي إلى الحركة الشعبوية «نعم» (انو)، خطابا في هذه المناسبة.

ومساءا ينظم حفل موسيقي في ساحة فينسيلاس بحضور عدد من نجوم موسيقى البوب بينهم المغنية مارتا كوبيزوفا.

وكوبيزوفا وقفت في 1968 بشكل واضح إلى جانب «ربيع براج». وبعيد دخول القوات السوفيتية غنت أغنية «صلاة من أجل مارتا» التي تدعو فيها الى بقاء السلام «دائما مع هذا البلد وليزول الغضب والغيرة والحقد والخوف». كما ستشارك مغنية أخرى هي أنيتا لانغيروفا التي ولدت في نوفمبر 1986 في الساحة نفسها أيضا. وقالت لوكالة الأنباء التشيكية (تشي تي كا) «أكن احتراما عميقا للذين ضحوا بحياتهم من أجل الحرية من أجل بلدهم». وأضافت «هذا أمر أساسي بالنسبة لي، لذلك سأشارك في هذه الحفلة».

صمت الرئيس الموالي لروسيا

بث التلفزيون الحكومي «تشيسكا تيليفيزي» طوال نهار أمس برامج خاصة سيليها في المساء خطاب للرئيس السلوفاكي اندري كيسكا.

في المقابل قرر الرئيس التشيكي ميلوش زيمان الذي ينتقد خصومه باستمرار سياسته القريبة من روسيا، التزم الصمت.

وانتقدت أحزاب المعارضة اليمينية غياب زيمان عن مراسم إحياء ذكرى الاجتياح السوفييتي. لكن الناطق باسمه ييري أوفتيشاتشيك قال إن الرئيس «برهن على شجاعته عندما عارض علنا الاحتلال في 1968».

في سلوفاكيا التي انفصلت عن تشيكيا في 1993، سيكون الحدث الأبرز تدشين نصب في كوتشيتسي للصحفي الاستقصائي يان كوتشياك الذي اغتيل في 21 فبراير الماضي مع خطيبته. وقال مصمم النصب بيتر كالموس أن يوم ذكرى تدخل حلف وارسو يأتي بعد ستة أشهر تماما على اغتيال الصحفي.