1423661
1423661
المنوعات

2.4 مليون حاج ينفرون إلى مزدلفة بعـد أداء الركـن الأعــظم

20 أغسطس 2018
20 أغسطس 2018

غدا أول أيام التشريق -

تغـيير كـسوة الكعبة بمشاركة 86 من العمال والفـنيين والصنّاع -

جبل عرفة«السعودية» عمان ـ وكالات:-

وقف ضيوف الرحمن أمس على صعيد عرفات الطاهر ليؤدوا ركن الحج الأعظم في مشهد إيماني مفعم بالخشوع والسكينة قبل أن ينفروا مع غروب شمس اليوم إلى مزدلفة ويبيتوا فيها حتى فجر اليوم العاشر من ذي الحجة. تجمع على جبل عرفات وحوله قرابة 2.4 مليون حاج رافعين أياديهم إلى السماء ومرددين التلبية والتكبير سائلين الخالق عز وجل المغفرة والرحمة والعتق من النار. حمل بعض الحجاج مظلات بيضاء لحماية أنفسهم من أشعة الشمس الحارقة حيث تجاوزت درجات الحرارة امس 40 درجة مئوية بعد ليلة شهدوا فيها عواصف رعدية ورياحا شديدة. وراح الجنود السعوديون يوزعون زجاجات المياه على الرجال والنساء الوافدين من 165 دولة لأداء الفريضة.

ويقع مشعر عرفة على الطريق بين مكة والطائف (شرقي مكة المكرمة)، على بعد 10 كيلومترات من مشعر منى، و6 كيلومترات من مزدلفة، بمساحة تقدر بـ 10.4 كيلومترات مربعة، وليس بعرفة سكان أو عمران إلا أيام الحج وبه فقط بعض المنشآت الحكومية.

وينشغل الحاج في يوم عرفة، بالتلبية والذكر، ويكثر من الاستغفار والتكبير والتهليل، ويتجه إلى الله خاشعًا متضرعًا ويجتهد في الدعاء لنفسه وأهله وأولاده وللمسلمين جميعًا.

ويحرص الحجاج في يوم عرفة على القدوم إلى مسجد نمرة ليستمعوا إلى خطبة عرفة، ثم يصلوا الظهر والعصر بأذان وإقامتين، ثم يشرعوا بالدعاء والتضرع حتى غروب الشمس.

النفرة إلى مزدلفة

ومع غروب شمس أمس بدأت جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة حيث يصلوا بها المغرب والعشاء ويقفوا بها حتى فجر اليوم العاشر من شهر ذي الحجة.

ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر لرمي جمرة العقبة (أقرب الجمرات إلى مكة) والنحر (للحاج المتمتع والمقرن فقط) ثم الحلق والتقصير والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة.

أيام التشريق

ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاث (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى)، ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط، حيث يتوجه إلى مكة لأداء طواف الوداع وهو آخر مناسك الحج.

ماذا يقول الحجيج؟

يقول الحاج الباكستاني محمد فرقان (30 عاما) إن اليوم ( أمس ) يوم عظيم للمسلمين. وأضاف «هنا في عرفات نشعر بأننا ولدنا اليوم ونطلب من الله أن يغفر لنا ذنوبنا».

وقال هلال عيسى الجزائري صاحب السبعين عاما إنه يدعو الله أن يغفر للمسلمين جميعا وأن ينقذ العالم العربي مما حاق به من ملمات.

وتقول مصرية عرفت عن نفسها فقط باسم أم احمد (61 عاما) إنها تؤدي فريضة الحج هذا العام بعد تقاعدها.وتضيف مبتسمة «الشعور لا يوصف» موضحة أنها لن تصعد إلى أعلى قمة جبل عرفات مفضلة البقاء في الأسفل «هنا يكفي. فالسن لديه أحكامه». لكنها أضافت «نحن هنا لنطلب الرحمة من الله. سأدعو لنفسي ولأولادي وللأمة الإسلامية».أما الباكستاني جاي سليم (37 عاما) الذي صعد إلى أعلى جبل الرحمة مع زوجته، فقال إنه بكى عندما قام بذلك.

وأضاف «الشعور رائع. لطالما رأيت هذا الموقع منذ طفولتي في الصور والتلفزيون». وتابع الرجل «هذا مكان مقدس لكل المسلمين في أنحاء العالم». وجلس بعض الحجاج للراحة بينما انشغل متطوعون بتوزيع قوارير مياه باردة عليهم.

وأمام لوحة صفراء كتب عليها «عرفات يبدأ هنا»، يقوم عمال بجمع قوارير مياه فارغة. وقام بعض الحجاج بدفع أقاربهم المسنين.

ويجلس باعة أمام منصات لبيع الفاكهة والقهوة وسجاجيد الصلاة، بينما تتواجد سيارات إسعاف قرب المكان.ومساء الأحد شهدت منطقة مكة سقوط أمطار غزيرة.ويعرف العديد من الحجاج مشقة يوم عرفة خصوصا مع الوقوف ليوم في درجة حرارة تتجاوز الأربعين.

وقالت الأمريكية آمنة خان «نعرف ما الذي ينتظرنا. نعرف أنها ستكون مهمة شاقة ولكن نحن جميعا هنا للتقرب من الله سبحانه وتعالى وليتم غفران ذنوبنا والدعاء لعائلتنا وأصدقائنا».

اتخاذ كافة الاحتياطات

ويؤدي أكثر من مليوني مسلم، بحسب الأرقام الرسمية، وصلوا من مختلف بقاع الأرض مناسك الحج في أحد أكبر التجمعات الدينية في العالم يجري في أجواء من الحر الشديد. وأعلنت الهيئة العامة للإحصاء في السعودية أمس أن عدد الحجاج الذين يشاركون في مناسك هذا العام بلغ أكثر من 2,3 مليون حاج. ويعد الوقوف في عرفة ذروة مناسك الحج. ويقول المسؤولون إنهم أخذوا كل الاحتياطات الضرورية هذا العام حيث تم تخصيص عشرات الآلاف من أفراد قوات الأمن والعاملين في مجال الصحة للحفاظ على سلامة الحجيج وتقديم الإسعافات الأولية لهم.ويشكل الحج تحديا لوجستيا كبيرا للسلطات التي أعلنت الجمعة أنها مستعدة لتأمين حسن سيره.وأطلقت السلطات السعودية هذا العام مبادرة «حج ذكي» يتمثّل بتطبيقات هاتفية تساعد الحجاج في كل شيء من الترجمة إلى الخدمات الطبية مرورا بمناسك الحج.ووضع الهلال الأحمر السعودي تطبيق «أسعفني» لمساعدة الحجاج الذين يحتاجون إلى مساعدة طبية عاجلة. وبإمكان السلطات تحديد مكان الحجاج باستخدام التطبيق. كما أطلقت وزارة الحج والعمرة تطبيق «مناسكنا» للترجمة للحجاج الذين لا يتكلمون العربية ولا الإنجليزية.

 

الكعبة تكتسي حلة جديدة -

أقيمت أمس مراسم استبدال كسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، بكسوة جديدة، على غرار كل يوم تاسع من ذي الحجة في كل عام. وأظهرت لقطات بثها إعلام سعودي، منسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ومصنع كسوة الكعبة، وهم يقومون بعملية استبدال الكسوة. ويبدأ استبدال الكسوة بإنزال ثوب الكعبة القديم، ووضع آخر جديد تمت صناعته من الحرير الخالص بمصنع كسوة الكعبة المشرفة.

وتبدأ مراسم تغيير الكسوة المكونة من 4 جوانب مفرقة وستارة الباب، عقب صلاة الفجر، بمشاركة 86 شخصًا من العمال والفنيين والصنّاع.

وتقليد الكسوة يتم مع بداية شهر ذي الحجة من كل عام، حيث يتم تسليم كبير سدنة الكعبة الكسوة الجديدة، ليتم في فجر التاسع من الشهر ذاته إنزال الكسوة القديمة وإبدالها بالجديدة.

وجرت العادة أن يتم رفع الجزء السفلي من ثوب الكعبة المشرفة عند كسوتها يوم عرفة، ويبقى هذا الجزء مرفوعًا حتى مغادرة الحجاج.

تجدر الإشارة أن التكلفة الإجمالية لثوب الكعبة المشرفة تبلغ 22 مليون ريال (نحو 6 ملايين دولار) وتصنع من الحرير الطبيعي الخالص الذي يتم صبغه باللون الأسود. وتستهلك الكسوة نحو 700 كيلوغرام من الحرير الخام الذي تتم صباغته داخل مصنع كسوة الكعبة باللون الأسود، و120 كيلوغرامًا من أسلاك الفضة والذهب.

ويبلغ ارتفاع الكسوة 14 مترا، ويوجد في الثلث الأعلى منها، حزام عرضه 95 سنتيمترًا وطوله 47 مترًا، ومكون من 16 قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية.

وتوجـــــد تحت الحزام آيات قرآنية مكتوب كل منها داخل إطار منفصل، ويوجد في الفواصل التي بينها شكل قنديل مكتوب عليه «يا حي يا قيوم»، «يا رحمن يا رحيم»، «الحمد الله رب العالمين».

وتشــــــتمل على ستارة باب الكعبة ويطلق عليها البرقع، وهي مصنوعة من الحرير بارتفاع 6 أمتار ونصف وبعرض 3 أمتـــــار ونصف، مكتوب عليها آيات قرآنية، ومزخرفة بزخارف إسلامية مطرزة تطريزًا بارزًا مغطى بأسلاك الفضـــــة المطلية بالذهب.