1423125
1423125
العرب والعالم

رئيس «مشروع تونس»: لا صفقات مع «النداء» بشأن السبسي الابن

19 أغسطس 2018
19 أغسطس 2018

طالب بتوحد القوى الحداثية لكسر احتكار «النهضة» -

القاهرة - (د ب أ)- «إذا لم تتوحد القوى الحداثية، سيظل الطريق ممهدا أمام حركة النهضة لإحكام قبضتها على السلطة»، بهذه الكلمات التحذيرية بدأ رئيس حزب «مشروع تونس» محسن مرزوق حديثه الذي دافع فيه عن التحالف الذي عقده مؤخرا مع حزبه الأم نداء تونس الذي انشق عنه قبل عامين.

وقال مرزوق، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، :«للنهضة 69 نائبا فقط، وكانوا ينجحون دائما في التحكم بقرارات البرلمان عبر توحدهم في القرار مقابل تشتت مواقف القوى الحداثية، وهكذا نجحت النهضة في الإبقاء على حكومة يوسف الشاهد بالرغم من مطالبة رئيس الجمهورية وأحزاب وقوى أخرى بضرورة رحيلها لفشلها الواضح في التعامل مع أزمات البلاد، واليوم وعبر هذا التحالف الوليد كسرنا احتكار النهضة للأغلبية، وصار لدينا كتلة تضم 71 نائبا، ومن المتوقع أن تنضم لنا كتل أخرى بما يرفع هذا العدد».

وشدد:«لا صحة إطلاقا لما يتردد عن أن هذا التحالف ينطوي على صفقة تقضي بقبولنا توريث الحكم من السبسي الأب للابن مقابل منحنا امتيازات ومناصب ، رئيس الجمهورية قال صراحة إنه غير معني بهذه القضية ، والتونسيون أنفسهم لا يمكن أن يقبلوا بهذا».

واستطرد :«بالأساس، مركز ثقل الصلاحيات التنفيذية في تونس يميل للبرلمان ورئاسة الحكومة أكثر من ميله لرئاسة الجمهورية ، وبالتالي كل مناقشاتنا مع نداء تونس خلال الفترة الماضية تركزت على الاستعداد للانتخابات التشريعية».

ويؤكد مرزوق 53عاما‏‏ أن «الأولوية في أهداف هذا التحالف ليست فقط قطع الطريق وإيقاف زحف النهضة للسيطرة على ما تبقى من المشهد السياسي أو إسقاط حكومة الشاهد، وإنما وبالدرجة الأولى تقديم برامج لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للتخفيف من معاناة الشعب الذي مل صراعات وتشتت قوى البرلمان، وبالتالي عرقلة أي قرار يتعلق بحياته».

يذكر أن حركة النهضة دعمت في البرلمان تولي هشام الفراتي حقيبة الداخلية بحكومة الشاهد نهاية يوليو الماضي، وقد عُد هذا التصويت بمثابة تصويت على تجديد الثقة بالحكومة.

وأبدى مرزوق تفهما كبيرا لوصف البعض لمواقفه بالمتناقضة خاصة وقد تحالف مع الحزب الذي انشق عنه قبل عامين لخلافات داخلية تتعلق بتسيير الأوضاع ووضع السياسات مع مجموعة من الأعضاء بالحزب يترأسها المدير التنفيذي للنداء حافظ السبسي نجل الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي. ودعا في المقابل لضرورة إدراك أن «ما تم مؤخرا هو تحالف بين الحزبين، وعليه فإن أعضاء وقيادات مشروع تونس لا دخل لهم بما يحدث داخل النداء وقيادته».

وأوضح :«لا أنكر أني وجهت الكثير من الانتقادات للسبسي الابن، ولكني كنت حينذاك الأمين العام للنداء ومن حقي كعضو وقيادي أن أنتقد الأداء داخل حزبي».

واستنكر مرزوق ما يطرحه البعض بشأن وجود صفقة سرية بين النداء والنهضة لاستمرار تقاسم السلطة بينهما في المستقبل، خاصة مع ما يتردد عن وجود رغبة دولية في استمرارهما. وشدد :«لا صحة لهذا الطرح إطلاقا، فالخلاف بين النداء والنهضة حقيقي وليس خدعة».

واستبعد مرزوق ما يطرحه البعض حول اتفاق رئيس الجمهورية مع النهضة على تأجيل كافة النقاط الرئيسية الواردة بتقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة خاصة ما يتقاطع منها مع نصوص الشريعة الإسلامية. ودعا إلى الأخذ في الاعتبار أن «عملية التغيير تتطلب التدرج والمواءمة المجتمعية لا الإجبار، خاصة إذا كنا نتحدث عن معتقدات دينية».