1423034
1423034
العرب والعالم

استئناف الجدل بين إيطاليا ومالطا حول استقبال سفينة تقل 177 شخصا والسنغال توقف 30 مهاجرا

19 أغسطس 2018
19 أغسطس 2018

برازيليون يهاجمون مخيّمين للاجئين فنزويليين -

عواصم - (د ب أ - أ ف ب): استؤنف الجدل أمس بين إيطاليا ومالطا حول من الذي يجب أن يستقبل سفينة لإنقاذ المهاجرين على متنها 177 شخصا بقيت في وضع الاستعداد في أعالي البحار خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وأنقذت «ديشيوتي»، وهي وحدة لخفر السواحل الإيطالية، 190 شخصا الخميس الماضي من قارب يمر عبر منطقة البحث والإنقاذ الواقعة ضمن مياه مالطا.

ونقل الإيطاليون 13 شخصا ممكن كانوا على متن القارب إلى جزيرة لامبيدوسا الإيطالية نظرا لحاجتهم إلى مساعدة طبية عاجلة، وقالوا إن وحدة ديشيوتي لخفر السواحل يجب أن تعيد الـ177 شخصا المتبقين إلى مالطا. وتم رفض السماح لها بهذا.

وقال وزير البنية التحتية والنقل الإيطالي دانيلو تونينيلي عبر موقع تويتر أمس إن سلوك مالطا «يستحق العقوبات».

ودعا الاتحاد الأوروبي إلى «المضي قدما» والسماح بإعادة توزيع المهاجرين على العديد من دول الاتحاد الأوروبي، «وإلا فلا داعي لوجوده (الاتحاد الأوروبي)».

ورد وزير الشؤون الداخلية في مالطا،مايكل فاروجيا، عبر تويتر بأن «الحل النهائي الوحيد هو نزولهم (المهاجرين) في لامبيدوسا أو في ميناء إيطالي (آخر)». واعترف فاروجيا بأن الإيطاليين أنقذوا المهاجرين في مياه مالطا، «ولكن ذلك فقط لمنعهم من دخول المياه الإيطالية». وشب الخلاف بين إيطاليا ومالطا حول من يجب أن يتحمل المسؤولية عن مهاجرين يتم إنقاذهم في البحر المتوسط.

واتخذ البلدان موقفا صارما ضد السفن التي تديرها منظمات غير حكومية وسط خلاف مطول بين دول الاتحاد الأوروبي حول كيفية التعامل مع المهاجرين.

واتهم نائب رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو سالفيني، مالطا مرارا بالتهرب من مسؤولياتها تجاه إنقاذ المهاجرين، وهو ما أنكرته فاليتا. وانتهت ممارسة إيطاليا المتبعة منذ فترة طويلة باستقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم في البحر المتوسط عندما تولت أول حكومة ائتلافية منتقدة للاتحاد الأوروبي السلطة في روما في يونيو الماضي.

في الأثناء أعلنت الشرطة السنغالية أنها اعتقلت في العاصمة دكار 30 مهاجراً غير شرعي أبحروا على متن مركب من غامبيا على أمل الوصول الى أوروبا.

وقالت الشرطة: إن المركب غرق قبالة مفوضية للشرطة في دكار بعدما واجه مشاكل، مشيرة إلى أن قبطان المركب وبعضاً من المهاجرين تمكّنوا من الفرار.

وفي منتصف العقد الماضي كانت طريق المحيط الأطلسي التي غالباً ما تمرّ عبر جزر الكناري الإسبانية إحدى الطرق الرئيسية للهجرة السرية الى أوروبا، لكن المهاجرين السريّين الآتين من أفريقيا السوداء أخذوا يفضّلون طرق البحر الأبيض المتوسط، التي تمرّ عبر إسبانيا وإيطاليا.

غير أن الوضع الراهن في ليبيا حيث يمنع خفر السواحل عبور المهاجرين السريين دفع بالمهرّبين إلى تغيير طرقهم والتوجّه غرباً.

وشهد شمال السنغال زيادة في أعداد المراكب المحمّلة بمهاجرين سريّين متّجهين إلى أوروبا في رحلات غالباً ما يتمّ تنظيمها بتواطؤ من صيادي أسماك، وفقاً لشرطة الحدود السنغالية. إلى ذلك أعلنت السلطات في ولاية رورايما في شمال البرازيل أن مخيّمين عشوائيين لمهاجرين فنزويليين فرّوا من الأزمة السياسية والاقتصادية التي يتخبّط فيها بلدهم المجاور، أحرقا ودمّرا جزئياً في هجوم شنّه سكّان غاضبون وأشعل مواجهات بين الطرفين أصيب خلالها ثلاثة برازيليين بجروح.

وقال متحدث باسم الشرطة العسكرية إن المواجهات التي دارت في مدينة باكارايما الحدودية مع فنزويلا أسفرت عن إصابة ثلاثة برازيليين بجروح، مؤكدا عدم اعتقال أحد.

ولم يعرف في الحال ما إذا كان هناك جرحى في صفوف المهاجرين الفنزويليين الذين عبر قسم كبير منهم أمس الأول الحدود عائدا إلى بلده، بحسب ما أظهرت مشاهد فيديو التقطها سكان المدينة.

وبحسب وسائل إعلام محلية فإنّ أحد تجّار المدينة تعرّض صباح امس الأول لعملية سطو أصيب خلالها بجروح، في هجوم ما لبثت أسرة التاجر أن اتّهمت مهاجراً فنزويلياَ بالوقوف خلفه. وعلى الإثر سادت حالة من الغضب المدينة البالغ عدد سكانها 12 ألفا، يضاف اليهم حوالي ألف مهاجر فنزويلي. ودفعت الرغبة في الانتقام بالعشرات من السكان الى مهاجمة مخيّمي المهاجرين حيث دمروا خيامهم وأحرقوا متاعهم، بحسب ما أعلنت الهيئة المكلفة شؤون المهاجرين. وأظهرت مشاهد بثتها قنوات تلفزة محليّة النيران تلتهم أجزاء من مخيم المهاجرين.

وقال أحد سكان المدينة لوكالة فرانس برس طالبا عدم نشر اسمه: إن التاجر الذي تعرض للسلب والضرب «هو رجل معروف.انه جارنا.لقد سادت أجواء من الغضب ما ان شاع نبأ تعرّضه للسطو.راح الناس يطردون الفنزويليين المقيمين في المدينة لإرغامهم على العودة الى بلدهم».

وأظهرت مقتطفات فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مواجهات بين سكان المدينة ومهاجرين فنزويليين. وليل أمس الأول عاد الهدوء الى المدينة، بحسب ما أكدت السلطات.

وطلبت سويلي كامبوس حاكمة ولاية رورايما من الحكومة الفيدرالية إرسال تعزيزات أمنية «للتصدي لارتفاع معدل الجريمة» الذي تعزوه السلطات الى ازدياد أعداد المهاجرين الفنزويليين. وأثار تدفق آلاف المهاجرين الفنزويليين الى رورايما أزمة في الولاية البرازيلية الحدودية مع فنزويلا.

ومنذ 2017 عبر أكثر من 127 ألف فنزويلي الحدود البرية مع البرازيل، بينهم حوالى 69 ألفا أكملوا طريقهم الى دول أخرى في حين ظل البقية في البلد المجاور لوطنهم، بحسب السلطات البرازيلية.