صحافة

جوان: لماذا لا تتفاوض إيران مع أمريكا؟

19 أغسطس 2018
19 أغسطس 2018

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة «جوان» مقالاً فقالت: قبل أيام أعلن المرشد الأعلى في إيران «علي خامنئي» أن طهران لن تتفاوض مع واشنطن بشأن الملف النووي والقضايا الأخرى بسبب موقف الإدارة الأمريكية إزاء الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية والذي انسحب منه الرئيس «دونالد ترامب» في مايو الماضي بذريعة أنه لا ينسجم مع المصالح الأمريكية.

واعتبرت الصحيفة أن من الدلائل الأخرى التي تجعل طهران تحجم عن التفاوض مع واشنطن هي العقوبات التي فرضتها الأخيرة على إيران والتهديدات التي أطلقها عدد من المسؤولين الأمريكيين بشأن إمكانية تشديد هذه العقوبات في حال رفضت طهران التفاوض مع الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة «ترامب» فضلاً عن استخدام ألفاظ تدلل على أن هذه الإدارة تريد فرض إملاءاتها على إيران رغم إعلانها بأن المفاوضات ينبغي أن تجري دون شروط مسبقة.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها أن استخدام ألفاظ من قبل الإدارة الأمريكية تتنافى مع الرغبة الحقيقية في التفاوض يدلل على أن هذه الإدارة ليست جادّة في التوصل إلى حلول للخلافات العالقة مع طهران، بالإضافة إلى أن تشديد الحظر الأمريكي على إيران يؤكد هو الآخر بأن التفاوض لا معنى له، إذ كيف يستقيم تشديد الحظر مع الدعوة إلى إجراء مفاوضات في ظل تهديدات تصل إلى حد نسف كافّة الأسس المفترض توفرها لإنجاح أي محاولة للحوار والتفاهم بين الجانبين.

ورأت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي «ترامب» لا يأبى من التصريح بأنه غير مستعد للالتزام بأي اتفاق تتوصل له بلاده مع أي دولة أخرى في حال اعتقد بأن هذا الاتفاق لا يلبي المصالح الأمريكية، مشيرة في هذا الخصوص إلى انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، مؤكدة بأن هذا الأسلوب في التعامل مع الاتفاقيات الثنائية أوالدولية لا يدع مجالاً للشك بعدم جدوى هذه الاتفاقيات لأن إمكانية خرقها أو الانسحاب منها من قبل واشنطن في أي وقت غير مستبعد على الإطلاق وهو ما حصل أيضاً فيما يتعلق باتفاقية المناخ أو الاتفاقيات الخاصة بالتجارة الدولية.

وأكدت الصحيفة أن الضغوط التي تحملتها إيران في كافّة المجالات طيلة السنوات الماضية بسبب الحظر المفروض عليها على خلفية الأزمة النووية مع الغرب لاسيّما مع أمريكا لا تتيح لها التفكير بالتراجع عن حقوقها التي أقرتها المعاهدات الدولية سواء فيما يتعلق بالاستفادة السلمية من التقنية النووية أو غيرها من القضايا خصوصاً وان الجانب الأمريكي يسعى لفرض شروطه خارج إطار الاتفاقيات الدولية، الأمر الذي ترفضه طهران وتعتبره منافياً لمبادئها والأسس التي تعتمدها في التعامل مع القضايا المصيرية والاستراتيجية ومن بينها ما يتعلق بالملف النووي.