كلمة عمان

إيمان بالسلام وعمل دؤوب لتحقيقه

19 أغسطس 2018
19 أغسطس 2018

من المؤكد أنه يمكن القول أن الجميع دون استثناء، داخل المنطقة وخارجها، بات متأكدا ومنذ سنوات عديدة أن السلطنة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – عملت وتعمل دوما من أجل تهيئة فرص التقارب وتحقيق الأمن والاستقرار في ربوع المنطقة، وتهيئة المناخ المناسب لدفع مساعي السلام بالنسبة للمشكلات والقضايا المختلفة، التي تواجهها دول وشعوب المنطقة، والتي دفعت وتدفع شعوبها ثمنا فادحا لها من حاضرها ومستقبلها.

وانطلاقا من الإيمان العميق بأن الأمن والسلام والاستقرار تمثل ضرورة لا غنى عنها من أجل تحقيق التنمية والتقدم والرخاء لدول وشعوب المنطقة، فإن هذا الإيمان العميق استند دوما الى مبادئ أرساها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – أعزه الله – منذ عقود وسنوات طويلة، وارتكزت عليها سياسة السلطنة ومواقفها وعلاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة في المنطقة وعلى امتداد العالم، وفي مقدمة هذه المبادئ احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وفي الوقت ذاته رفض التدخل في الشؤون الداخلية للسلطنة على أي نحو، والالتزام بقواعد حسن الجوار والتعاون بحسن نية لتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة مع الدول الشقيقة والصديقة، والالتزام بحل المنازعات بالطرق السلمية وعدم اللجوء إلى القوة أو التهديد باستخدامها، إلا في حالة الدفاع الشرعي عن النفس، وفق قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

ومن هذا المنطلق حرصت السلطنة وتحرص دوما على تشجيع سبل تحقيق السلام وحل الخلافات بالطرق السلمية، ولا تتردد في بذل مساعيها الحميدة وجهودها لتحقيق مزيد من التقارب والتفهم المتبادل بين الأطراف المعنية، لجسر أية فجوات فيما بينها، وللسير على طريق تحقيق السلام وحل الخلافات فيما بينها سلميا، والأمثلة في هذا المجال أكثر من أن تحصى وبالنسبة للعديد من القضايا العربية والإقليمية والدولية، وليس مصادفة أن تحتضن السلطنة الكثير من الجهود والمساعي الحميدة، وأن يكون لها جهودها الدؤوبة الرامية إلى وقف المواجهات وإفساح المجال لاتصالات مثمرة ومفيدة للأطراف المباشرة وللمنطقة ككل في النهاية، باعتبار أن السلام يفيد المنطقة ككل في النهاية، كما تنعكس الآثار الضارة للحروب عليها أيضا.

وبينما دعت السلطنة، وعملت أيضا وبأشكال مختلفة، من أجل تحقيق السلام في اليمن وليبيا وسوريا، ووضع نهاية لمعاناة شعوبها الشقيقة مما مرت به وتعرضت له على مدى السنوات الأخيرة، فإن دعوة الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في اليمن «مارتن جريفيث» لعقد محادثات سلام في جنيف في السادس من الشهر القادم بين حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وبين جماعة أنصار الله، وما أشار إليه « جريفيث» ذاته أمام مجلس الأمن بشأن إمكانية تحقيق حل سلمي في اليمن، يستحق الدعم والتشجيع من جانب كل الأطراف المحبة للسلام، والحريصة على مصالح الشعب اليمني الشقيق، ليس فقط لوضع نهاية لمعاناة الأشقاء في اليمن، ولكن أيضا لأنه لا حل عسكري في اليمن، وأنه لا مناص من حل سلمي يتم الاتفاق عليه، دون استبعاد أو استئثار، وبمشاركة مختلف القوى والأطراف اليمنية، وفي إطار القواعد والأسس التي ارتضاها ويرتضيها الأشقاء في اليمن، ولعل السبل تتهيأ للسير نحو ذلك خلال الفترة القادمة.