1422695
1422695
الاقتصادية

البساط الأخضر يغطي مساحات شاسعة في ناشب

19 أغسطس 2018
19 أغسطس 2018

كتب-أحمد بن عامر المعشني -

المناطق الريفية تتميز بمجموعة من الخصائص والسمات المختلفة عن حياة المدينة المعاصرة حيث تتمتع تلك الأماكن بالطبيعة الخلابة ووفرة المياه العذبة وتوفر لسكانها النقاهة والراحة والاستجمام ويجد الزائر من خلالها متنفسا لاستنشاق هواء الطبيعة النقي والاستمتاع بروعة المنظر والجمال، حيث تتناغم أصوات خرير المياه مع الهدوء التام وأصوات الطيور المغردة . وتنفرد الحياة الريفية كذلك بالعديد من الخصائص والسمات من حيث العادات والتقاليد والممارسات المعيشية التي يمارسها الأهالي تكيفا وانسجاما مع روعة الموقع والطبيعة المتمثلة في المهن التي تمارس لكسب الرزق وكذلك الهوايات والألعاب الشعبية لقضاء أوقات الفراغ.

ومن بين هذه المناطق الجبلية الرائعة التي تنتشر على سفوح جبال القراء هي منطقة ناشب ويمكن الوصول إليها عبر عدة طرق مسفلتة منها عن طريق نيابة مدينة الحق وأخرى عن طريق دوار ناشب من خور صولي باتجاه الشمال وتتميز هذه المنطقة كغيرها من مناطق محافظة ظفار بجمالها الطبيعي الذي حباها بها الخالق فازدانت بخضرتها الرائعة وأشجارها الباسقة ونسيمها اللطيف.

وأن أهم ما يميز هذه المنطقة هو ارتفاعها الشاهق والذي يأتي بعد جبل سمحان وهو ما يحس به الزائر لمرتفعات هذه الجبال .... حيث يشعر وكأنه على متن طائرة تحلق بالسماء ولا شك أن منطقة بهذا الارتفاع هي بغية هواة التصوير الطبيعي الذين سيجدون فيها الكثير والكثير من الزوايا الإبداعية التي بإمكانهم أن يوجدوها. إن منطقة جبل ناشب هي من المناطق الجبلية التي لم تزل بكرا في كثير من مواقعها حيث يمكن للزائر أن يستمتع بمشاهدة القمم الخضراء التي تداعبها نسمات الهواء البارد وعبير الروائح العطرية من زنابق الورد وأشجار الرياحين وحيث تنتشر الروابي الخضراء الملتحفة بالأشجار الكثيفة الخضراء.

ليست منطقة جبل ناشب منطقة خضراء فحسب، بل يوجد بها العديد من المواقع السياحية المثيرة التي تلهب خيال الشعراء والسياح على حد سواء، وعلى رأس هذه المعالم السياحية منطقة عين أثوم الشهيرة والتي تشتهر بشلالاتها المنافسة لشلالات وادي دربات، وأهم ما يميز هذه العين هو موقعها المتميز في أسفل وادي عميق مما جعلها تحتفظ بجميع مقوماتها السياحية من غطاء نباتي وأشجار كثيفة وغابات ظليلة لم تمتد إليها يد التغير بعد. ولقد كانت عين أثوم ولم تزل مصدرا مائيا مهما في المنطقة المحيطة بها.

وفي موقع غير بعيد عن عين أثوم تقع عين (طبراق) إلى الجنوب لمسافة لا تزيد عن (5) كيلومترات، وهي إحدى العيون المهمة في المنطقة تمتاز بغزارة مياهها ووفرته... ويمكن للزائر أن يرى في أسفل العين بعض المعالم الأثرية لزراعة قديمة حيث السواقي التقليدية التي ما زالت أثارها قائمة .... ويروي أهالي المنطقة أن عين (طبرق) و(أثوم) كانتا تصبان في خور صولي وهو ما جعل منطقة خور صولي منطقة آهلة بالسكان في العهود السابقة ويشهد على ذلك كثير من المقابر والمعالم الأثرية على حافتي الخور.

ويضيف الأهالي في هذا الصدد أن منطقة سهل ناشب وبالأخص الجهة الشرقية منه كانت إلى عهود قريبة عامرة بكثير من أنواع الزراعة كالذرة والفاصوليا والفندال وغيرها من المحاصيل المحلية ... ويعود ذلك إلى كثرة العيون الجارية وخصوبة الأرض والتي استغلها الأهالي استغلالا حسنا ليوفروا لأنفسهم ما يحتاجون إليه من هذه المحاصيل الزراعية في فصول الجفاف.

ومن الأماكن الأثرية والتاريخية في منطقة ناشب قمة(غصبار)..... وهي قمة مرتفعة مخروطية الشكل كالسهم تقع شمال عين طبراق التي تبعد عن صلالة حوالي 25كم، وعن هذه القمة وأثارها التاريخية يقول الكاتب المرحوم سعيد بن مسعود المعشني في كتاب (الآثار التاريخية في ظفار) ص 65 « أن بأعلى هذه القمة آثار لقلعة قديمة تحيط بها شواهق ومسالك وعرة من كل الجهات عدا الجهة الشمالية والتي يفصلها هي الأخرى قاطع عبارة عن خندق بطول حوالي 50 مترا ويأتي بعد هذا الخندق سور حجري كبير متصل بعدة أبراج ما زالت أنقاضها باقية وبادية الوضوح. بالإضافة إلى بعض المباني القائمة على شكل مخازن أو صهاريج للمياه .