1422404
1422404
العرب والعالم

رحيل الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان عن عمر يناهز الـ 80 عاما

18 أغسطس 2018
18 أغسطس 2018

عواصم - عمان - (وكلات): توفي أمس كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة والحائز على جائزة نوبل للسلام عن عمر 80 عاما وذلك وفقا لما أعلنته المؤسسة التي تحمل اسمه.

وقال مصدران مقربان من عنان الذي يحمل جنسية غانا إنه توفي في مستشفى في بيرن بسويسرا في الساعات الأولى من صباح أمس.

وفي جنيف، أعلنت مؤسسة كوفي عنان «ببالغ الحزن» نبأ وفاته بسلام بعد معاناة قصيرة من مرض لم يتم الكشف عنه، وقالت إن زوجته الثانية ناني وأبناءه أما وكوجو ونينا كانوا إلى جواره في أيامه الأخيرة.

وقد أعرب رئيس غانا وقادة عدد من الدول عن حزنهم لوفاة أمين عام الأمم المتحدة الأسبق وقال الرئيس الغاني نانا أدو دانكوا أكوفو-أدو في بيان: «لقد ذاع صيت بلادنا بسبب منصبه ومن خلال سلوكياته وتصرفاته في المحافل الدولية».

وأضاف رئيس الدولة الواقعة بغرب افريقيا: «لقد كان مؤمنا متحمسا بقدرات شعب غانا لرسم طريقه عبر مسار التقدم والرخاء».

وأعلن الرئيس أنه سوف يتم تنكيس الأعلام لمدة أسبوع حدادا على عنان.

وفي سياق متصل، أعرب عدد من القادة عن حزنهم لوفاة عنان من بينهم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ،والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

من جهته نعى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط كوفي عنان وتقدم الأمين العام بخالص التعازي إلى أسرة الفقيد وإلى حكومة وشعب دولة غانا.

وتولى عنان منصب الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك لفترتين منذ عام 1997 حتى عام 2006 ثم تقاعد وأقام في قرية سويسرية في الريف القريب من مدينة جنيف.

وتروج مؤسسته التي تأسست قبل عشر سنوات للحكم الرشيد والتحول في مجال الزراعة بقارة أفريقيا.وقال أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، والذي اختاره عنان في السابق لرئاسة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في بيان «في نواح كثيرة كان كوفي عنان هو الأمم المتحدة.ترقى في السلم الوظيفي حتى قاد المنظمة إلى ألفية جديدة بكرامة وتصميم منقطعي النظير».

وتعرض عنان للانتقاد عندما كان رئيسا لعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام بسبب إخفاق المنظمة الدولية في وقف الإبادة الجماعية التي حدثت في رواندا في التسعينيات.

وارتبط عنان عندما كان الأمين العام للأمم المتحدة بجهود السلام لإعادة توحيد شطري جزيرة قبرص إذ تقدم بمسودة خطة لإعادة توحيد الجزيرة لكن القبارصة اليونانيون رفضوها في استفتاء عام 2004.

وعارض عنان بحزم الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 وصار في وقت لاحق أول مبعوث للأمم المتحدة لسوريا في بداية الحرب هناك، لكنه استقال بعد إخفاق قوى عالمية في الوفاء بالتزاماتها قائلا «خسرت قواتي وأنا في الطريق إلى دمشق».

وقال عنان لبرنامج هارد توك الذي تبثه هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) خلال مقابلة في أبريل الماضي بمناسبة عيد ميلاده الثمانين «يمكن تحسين الأمم المتحدة، إنها ليست مثالية...أنا متفائل عنيد. ولدت متفائلا وسأظل متفائلا».

وقال زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق في كينيا رايلا أودينجا لقناة سيتيزن تي.في.

الخاصة «لم نتوقع وفاة كوفي على هذا النحو المفاجئ . كوفي عنان رجل نزيه وأفريقي عظيم وقائد عظيم للعالم».

ووصفت منظمة الشيوخ عنان رئيسها بالرئيس الملهم مشيرة إلى زيارته لدولتي جنوب أفريقيا وزيمبابوي في يوليو.

وتضم هذه المنظمة عددا من الزعماء السابقين من بينهم جرو هارلم برونتلاند وماري روبنسون.

وأثنى الأمير زيد بن رعد الحسين مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان على عنان واصفا إياه بأنه «أفضل مثال على الإنسانية ونموذج للكياسة والعطف الإنساني».

وقال الأمير زيد، الذي انتقد قوى كبرى ودولا أخرى خلال فترة توليه منصبه التي تستمر أربع سنوات وتنتهي هذا الشهر، إنه كلما شعر «بالعزلة والوحدة السياسية» كان يخرج للسير لفترات طويلة مع عنان في جنيف.

وأضاف «أخبرته مرة كيف أن الجميع متبرمون مني، فنظر إلي كما ينظر أب لابنه وقال بثبات: ’إنك تفعل الصواب، دعهم يتبرمون’ ثم ابتسم ابتسامة عريضة!»