1421897
1421897
العرب والعالم

واشنطن وأنقرة الحليفتان في «شمال الأطلسي» تستمران في تبادل التهديدات

17 أغسطس 2018
17 أغسطس 2018

محكمة تركية ترفض التماسا للإفراج عن القس الأمريكي -

واشنطن - أنقرة - (أ ف ب) - توعدت تركيا أمس بالرد إذا قررت الولايات المتحدة تنفيذ تهديداتها بتشديد العقوبات عليها ما لم تفرج عن قس أمريكي، والتي أثرت كثيرا على الليرة التركية.

وفيما تسعى الحكومة التركية إلى طمأنة الأسواق بشأن متانة اقتصادها، حذّر وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين من أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات إضافية على أنقرة إذا لم تفرج عن القس أندرو برانسون.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن وزيرة التجارة التركية روهصار بكجان قولها أمس «رددنا على (العقوبات الأمريكية) بالتوافق مع قواعد منظمة التجارة العالمية وسنستمر في القيام بذلك».

وفي حين يبدو أن لا تهدئة في الأزمة الدبلوماسية بين البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي، تراجعت قيمة الليرة التركية مجددا أمس بعد أن تحسنت بشكل طفيف هذا الأسبوع.

عند قرابة الساعة 09.30 ت غ خسرت الليرة التركية حوالى 5% من قيمتها أمام الدولار وبالتالي الأرباح التي حققتها أمس وتراجعت إلى 6.1246 ليرة للدولار.

والقس برانسون الذي يشكل محور العاصفة الدبلوماسية بين البلدين، وضع في الإقامة الجبرية الشهر الماضي بعد اعتقاله لأكثر من عام ونصف عام بتهمة التجسس وممارسة أنشطة «إرهابية»، وهو ما ينفيه.

ومساء أمس الأول كتب الرئيس دونالد ترامب في تغريدة على تويتر أن «تركيا استغلت الولايات المتحدة لسنوات.

إنهم يحتجزون قسنا المسيحي الرائع الذي سأطلب منه الآن أن يمثل بلدنا كرهينة».

وأكد ترامب «لن ندفع شيئا لقاء الإفراج عن رجل بريء».

«الحد الأدنى الضروري»

وكان وزير المالية التركي براءة البيرق صهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد سعى أمس الأول إلى طمأنة الأسواق خلال مؤتمر بالدائرة المغلقة مع آلاف المستثمرين.

وأكد أن بلاده «ستخرج أقوى» من أزمة الليرة التي تراجعت قيمتها بنسبة أربعين بالمائة مقابل الدولار هذه السنة.

وأوضح أن بلاده ليست على اتصال مع صندوق النقد الدولي من أجل خطة مساعدة محتملة، مشددا على أن أنقرة لن تلجأ إلى مراقبة رؤوس الأموال.

بالنسبة إلى «كابيتال ايكونوميكس»، فإن أداء الوزير «لم يكن مقنعا كثيرا».

وأضاف المصدر نفسه في مذكرة لزبائنه «يبدو أن السلطات قامت بالحد الأدنى الضروري».

خلال المؤتمر «لم يأخذ الوزير في الاعتبار سبب تبدد الثقة في تركيا».

ويبقى خبراء الاقتصاد قلقين حيال الخلاف بين أنقرة وواشنطن، وأيضا هيمنة أردوغان على الاقتصاد.

وكانت الأسواق ردّت بحدة على رفض المصرف المركزي التركي زيادة معدلات فائدته الشهر الماضي على الرغم من تراجع سعر الليرة وازدياد التضخم.

ويعارض أردوغان المؤيد لتسجيل نمو بأي ثمن، هذه الفكرة.

في أوج هذه التقلبات المالية، حصلت تركيا الأربعاء الماضي على دعم مهم.

فقد وعد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال محادثات مع أردوغان في أنقرة، بأن تستثمر بلاده 15 مليار دولار في تركيا.

مد الجسور مع أوروبا

وفي مسعى لمد الجسور مجددا مع أوروبا، تشاور أردوغان هاتفيا الأربعاء الماضي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وأمس الأول مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وأعلنت أنقرة أن أردوغان وماكرون شددا على «أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية» بين بلديهما.

ورفض القضاء التركي أمس التماساً ثانيا للإفراج عن القس الأمريكي أندرو برونسون الذي أثار احتجازه ثم وضعه في الإقامة الجبرية أزمة بين تركيا والولايات المتحدة.

وقال محاميه جيم هالافورت لفرانس برس إن المحكمة قضت ببقاء برونسون قيد الإقامة الجبرية، وأضاف انه سيستأنف القرار بعد 15 يوماً.

ويواجه برونسون الذي احتجز في أكتوبر 2016 بتهمة الإرهاب والتجسس، عقوبات قد تصل للسجن 35 عاماً في حال إدانته.

وأثارت قضيته أزمة بين تركيا والولايات المتحدة فيما هدد الرئيس دونالد ترامب في حال عدم الإفراج عنه بفرض عقوبات جديدة على تركيا بعد أن ضاعف التعرفة على الألمنيوم والصلب المستوردين من تركيا الأسبوع الماضي، مساهما في خفض سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار.

وأمس الأول وصف ترامب برانسون الذي يشرف على كنيسة صغيرة في إزمير بأنه «وطني عظيم» وقال إنه محتجز كـ«رهينة». ويحظى ترامب بدعم الإنجليكانيين.

وكان القضاء التركي أمر الثلاثاء الماضي بالإفراج عن جنديين يونانيين والأربعاء الماضي عن مدير منظمة العفو الدولية في تركيا، في قرارين لم يكونا متوقعين بعدما أدت هاتان القضيتان إلى توتر في العلاقات بين أنقرة والدول الأوروبية.