اختتام البرنامج التدريبي لتطوير وابتكار تطبيقات للبلوكتشين بالسلطنة

لإيجاد فرص تعاون بين رواد الأعمال و«سويسكوم بلوكتشين» -

اختتم نادي «بلوكتشين» البرنامج التدريبي المتوسط لتقنية البلوكتشين، الذي أُقيم بجامعة ظفار، بالتعاون مع شركة «سويسكوم بلوكتشين»، وجامعة ظفار، وبرعايةٍ رسمية من سلاح الجو السلطاني العُماني وبنك صحار، ودعمٍ لوجستي من البنك المركزي العماني في فرعه بصلالة.

و يأتي هذا البرنامج لتأكيد شراكة النادي مع الشركات والمؤسسات العالمية المتخصصة في تقنية البلوكتشين؛ إذ تُعدّ شركة «سويسكوم بلوكتشين» السويسرية أحد أبرز الشركات الرائدة في مجال تقنية «البلوكتشين» في أوروبا والعالم، ونُظّمت -على هامش البرنامج- لقاءات مع رواد الأعمال العُمانيين سعت إلى إيجاد فرص تعاون لتنفيذ تطبيقات قائمة على تقنية البلوكتشين في السلطنة، بالإضافة إلى إنشاء تطبيقات على مستوى إقليمي وعالمي.

وتضمنت فعاليات البرنامج التدريبي، تنظيم «ملتقى نادي بلوكتشين» في نسخته الرابعة، بحضور الأستاذ الدكتور حسن بن سعيد كشوب رئيس جامعة ظفار، والدكتور أنور بن محمد الرواس رئيس مجلس إدارة جامعة ظفار، وعدد من أصحاب السعادة وأعيان وأهالي محافظة ظفار والمشاركين في البرنامج التدريبي والمهتمين بتقنية البلوكتشين.

وشمل الملتقى كلمة للدكتور عمار العبيداني رئيس النادي؛ حيث تطرق إلى مراحل تأسيس النادي وأهدافه وإنجازاته وخططه المستقبلية وتبعيته للنادي الثقافي، كما نتناول أبرز التحديات التي واجهت النادي، والمتمثلة في توظيف الشباب العماني في مجال تقنية البلوكتشين، والحلول التي وضعها، وقد أعلن مدير النادي عن البرنامج التدريبي «المتقدم» الذي سيُقام في سويسرا، بالتعاون مع شركة «سويسكوم بلوكتشين»، وعُرض في الملتقى فلمٌ قصير استعرض تاريخ المعاملات حتى ظهور تقنية البلوكتشين وسلط الضوء على أهمية هذه التقنية في المجالات المالية والخدمية.

واستعرض «دانيال هودنشيلد»، الرئيس التنفيذي لـ «سوسيكوم بلوكتشين»، مستقبل القطاع المالي، والأثر المستقبلي للتقنية على هذا القطاع، والمبادرات الفاعلة لتطبيق تقنية البلوكتشين وأثرها في تطوير القطاع المالي وقطاع الخدمات، بوصفها أحد أهم المنصات الأساسية لبناء تطبيقات مالية وخدمية في المستقبل القريب، خاصة في خضم الثورة الصناعية الرابعة التي تتطلع السلطنة للمساهمة فيها.

وقدم الطالب سليمان المزروعي رئيس مجموعة البلوكتشين في جامعة السلطان قابوس، عرضًا حول نتائج البرنامج التدريبي الصيفي المبدئي؛ حيث شارك في البرنامج ٤ محاضرين من الكلية التقنية العليا، وكليات العلوم التطبيقية، و١٢٠ طالبًا وخريجًا من برامج البكالوريوس والماجستير والدكتوراه. كما لقي البرنامج نسبة رضى وصلت إلى ٧٠ ٪، وستكون ملاحظات المشاركين من المحاضرين والطلبة محل اهتمام لتجويد العمل بالبرامج التدريبية المبدئية التي ينوي النادي تنظيمها في عدد من مؤسسات التعليم العالي في السلطنة خلال الأشهر القادمة.

وتضمن الملتقى أيضًا كلمة للأستاذ الدكتور حسن بن سعيد كشوب رئيس الجامعة، أشار فيها إلى أهمية هذه البرامج التعليمية والتثقيفية التي ينظمها نادي بلوكتشين، في توطين صناعة التكنولوجيا الحديثة في سلطنة عمان، مشيدًا بالجهود «المقدرة» التي يبذلها النادي في هذا المجال، وواصفًا إياها بـ «أحد المبادرات العلمية الرائدة في مسيرة التنمية المستدامة والبناء المعرفي».

وأضاف الأستاذ الدكتور: «إنّ جهود نادي «بلوكتشين» الرامية الى نشر المعرفة وتطوير المهارات في مجال تقنية البلوكتشين، تنسجم تمامًا مع أهداف البلاد وتطلعاته للنهوض بقدرات الشباب العماني لتحمل مسؤولية التحول التقني، وذلك من خلال برامج التدريب والتأهيل وبناء القدرات البشرية. وهذا أمر هام وحيوي يتطلب تضافر كافة الجهود الرسمية والمجتمعية لتحقيق الأهداف الوطنية العليا، ودفع مسيرة التقدم في هذا البلد الغالي»، مؤكدًا على أن جامعة ظفار تولي اهتمامًا كبيرًا بأنشطة البحث العلمي والابتكارات في كافة العلوم المختلفة. كما أشار أ.د كشوب إلى أن كل إمكانيات الجامعة ستكون متاحة لخدمة هذا المشروع الوطني، وأن الجامعة ستعمل جاهدةً لكي تكون فاعلة عمليًا في هذا المضمار، من خلال تأسيس مجموعةٍ طلابية للبلوكتشين بالجامعة، تمكّن الطلبة من خوض المراحل التجريبية للمشروع، والمشاركة في مسابقة البلوكتشين التي يُنظمها النادي. سعى هذا البرنامج إلى دعم تطوير وابتكار تطبيقات للبلوكتشين في السلطنة، وبناء علاقات بين الأطراف الدولية والأطراف المحلية في مجال البلوكتشين، وإعداد قدراتٍ وطنية قادرة على تصميم تطبيقات محلية في المجالات الخدمية والمالية والبنكية والإشراف عليها، وتوحيد الجهود لبناء برامج تدريبية إلكترونية موجهة للمهتمين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتوفير المصادر المعرفية باللغة العربية.

وصُّمم البرنامج التدريبي على ثلاثة مسارات؛ بحيث يُركز المسار الأول على «التحول الرقمي للنظام المصرفي العالمي»، بوصفه طرفًا مهيمنًا للتصديق على المعاملات المالية، بالإضافة إلى جلسات مكثفة للتعريف بالمفاهيم العامة لتقنية البلوكتشين وطريقة عملها وأنواعها واستعمالاتها، وعرض أمثلة على تجارب وأحداث وقضايا مالية عالمية، يمكن أن عدّ تقنية البلوكتشين حلاً ناجعًا يضمن منع حدوثها مستقبلًا، أما المسار الثاني؛ فيركز على ظاهرتي ICO و ITO وأهميتهما، بوصفهما أحد أدوات التمويل الجماعي التي تعتمد على تقنية البلوكتشين وكيفية برمجتها على منصة إثيريوم، أما المسار الثالث فيركز على الجوانب البرمجية للعقود الذكية باستخدام تقنية البلوكتشين على منصة إثيريوم.

وقد شارك في البرنامج 6 محاضرين من شركة «سويسكوم بلوكتشين»، وأكثر من 100 مشارك من طلبة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، والخريجين وعدد من الأكاديميين وموظفي القطاعين العام والخاص.

وفي ختام البرنامج التدريبي، عُرض ملخص لأنواع تقنية البلوكتشين، واحتياجات السوق لهذه التقنية، ودور البلوكتشين في تقديم حلول لهذه الاحتياجات، ونوقشت إيجابيات تقنية البلوكتشين، والسلبيات والمخاطر التي تنطوي عليها هذه التقنية، تلاه تقسيم المشاركين لمجموعات بحيث تقوم كل مجموعة باقتراح نماذج لمشاريع تستخدم تقنية البلوكتشين؛ بإشرافٍ من المحاضرين، ثم قدْم المشاركين عروض مشاريعهم المقترحة. كما أُخضع المشاركون لاختبار لتحديد إمكانياتهم، واختيار المتأهلين للبرنامج التدريبي المتقدم، الذي سيقام في سويسرا بالتعاون مع شركة «سويسكوم بلوكتشين».

وسعيًا لربط الشباب العماني بسوق العمل في مجال تقنية البلوكتشين، وتطبيقًا للبرامج التدريبية التي نُفذّت سابقًا، ينظم النادي ،بالتعاون مع شركة «سويسكوم بلوكتشين» البرنامج التدريبي المتقدم لتقنية البلوكتشين في سويسرا خلال الفترة القريبة القادمة. فقد بدأ النادي في إجراءات تصفية واختيار المشاركين في البرنامج، التي سوف تُجرى على مراحل عدْة، وسيعمل المشاركين الذين سيتم اختيارهم على مجموعة من المشاريع التقنية بحسب احتياجات السوق في السلطنة، من خلال التعاون بين شركتي «بلوكتشين للحلول والخدمات» العمانية و «سويسكوم بلوكتشين» السويسرية.