1421007
1421007
إشراقات

البوصافي: يستحب للمتمتع أن يحرم بالحج في اليوم الثامن ويتجنب الوقوع في محظوراته

16 أغسطس 2018
16 أغسطس 2018

يبقى محافظا عليه إلى اليوم العاشر -

مناسك الحج والعمرة وأحكامها (4) -

الدروس والمحاضرات التي تقدمها البعثة ضرورية للحاج والنوم المبكر يعين على أداء الأعمال -

عرض :سيف بن سالم الفضيلي -

أكد فضيلة الشيخ الداعية راشد بن سالم البوصافي رئيس قسم البحوث والدراسات بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية ان المستحب للمتمتع الاحرام بالحج في اليوم الثامن وهذا هو الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وان يبقى الحاج محافظا على احرامه الى اليوم العاشر مجتنبا محظوراته.

ونبه فضيلته الى ضرورة حضور الدروس والمحاضرات التي تقدمها بعثة الحج لمعرفة كيفية أداء الأعمال التي تتطلبها مناسك الحج.

وأوضح فضيلته ان الحاج عليه ان يذهب ملبيا مع الناس اثناء توجهه الى عرفات بعد شروق شمس يوم التاسع ويقف فيها من زوال الشمس الى غروبها تماما. مشيرا الى ان النبي عليه الصلاة والسلام دخل عرفات مفطرا وجعل جبل الرحمة والقبلة عن يمينه ووقف رافعا يديه مبتهلا متبتلا راجيا خائفا خاشعا حتى سقط رداءه من على كتفيه صلى الله عليه وسلم.

وبين البوصافي انه بعد غروب الشمس غروبا تاما يدفع الحاج الى مزدلفة ملبيا، وعند وصوله الى مزدلفة يجمع المغرب مع العشاء جمع تأخير ويوتر ويبات في مزدلفة.

وأضاف: ثم يدفع الى منى بعد صلاة فجر يوم العاشر ليقطع وادي محسّر قبل شروق الشمس مسرعا، ليقصد جمرة العقبة الكبرى ملبيا فيشرع في الرمي - الذي يكون بعد طلوع الشمس الى وقت الزوال - وهذا هو الوقت المشروع بسبع حصيات يكبر عند كل حصاة يرميها، بعدها يذهب للهدي ثم التحلل من الاحرام بالحلق فطواف الافاضة.. والى ما جاء من توضيح لأعمال الحج أيام (الثامن والتاسع والعاشر من ذي الحج).

ذكر البوصافي أن اليوم الثامن من ذي الحجة (التروية) سمي بذلك لأن الناس يأخذون معهم الماء إلى منى ليتروون. ويشرع ويستحب للمتمتع الذي أحل من عمرته أن يحرم بالحج في هذا اليوم وهذا على سبيل الاستحباب وإلا فله أن يحرم بالحج قبل اليوم الثامن بل له أن يحرم بالحج بعد اليوم الثامن ولو في صبيحة اليوم التاسع وله أن يحرم بالحج ولو عند وصوله إلى منى، ولا شيء عليه بمشيئة الله تبارك وتعالى أما الثابت فإنه يحرم بالحج في اليوم الثامن هذا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأضاف: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قارنا سائقا للهدي فبعد طوافه وسعيه صلى الله عليه وسلم ومعه أصحابه بقي على إحرامه لم يحل، إلا أنه -صلى الله عليه وسلم- أمر من لم يكن سائقا للهدى من أصحابه أن يحل، وأن يجعل ذلك الطواف وذلك السعي إنما هو عن عمرة. فإذا جاء اليوم الثامن أحرم الإنسان بالحج.

ويشير: المتمتع يُحرم بالحج في اليوم الثامن من المكان الذي نزل فيه ولا داعي إلى أن يذهب إلى مكان آخر، هذا الصنف الأول من المتمتعين. فأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحرموا من بطحاء مكة إذ أنهم نزلوا فيها مع النبي صلى الله عليه وسلم.

وهناك نوع من المتمتعين دخلوا بعمرة ولكن لم يتسن لهم أداء مناسك العمرة حتى جاء اليوم الثامن كالحائض التي يفجؤها الحيض، واستمر بها إلى اليوم الثامن، فهذه المرأة تلبي بالحج بأن تدخل حجها في عمرتها وتصبح قارنة بعد أن كانت متمتعة كذا المريض الذي دخل بعمرة وألمّ به مرض منعه من أن يؤدي مناسك العمرة فبقي مريضا إلى أن جاء اليوم الثامن فيؤمر أن يحرم بالحج وأن يدخل حجه في عمرته فيكون قارنا بعد أن كان متمتعا.

وأما القارن والمفرد فهما باقيان على إحرامهما يلبيان لا يقطعان التلبية من الميقات، فالقارن والمفرد لا يقطع التلبية عند حدود الحرم، ولا يقف عن التلبية حتى اليوم العاشر.

وطريقة الإحرام هي أن يغتسل غسل الإحرام ثم بعد ذلك يلبس الإزار ويرتدي الرداء بالنسبة للرجل وبالنسبة للمرأة تلبس ملابس الإحرام الخاصة بها.

وذكر فضيلته اختلاف الفقهاء في توقيت تلبية الحاج بالحج في اليوم الثامن، وخلافهم في الروايات الواردة في ذلك، فقيل يحرم بالحج قبل الفجر في اليوم الثامن، وقيل بعد الفجر، وقيل بعد طلوع الشمس من اليوم الثامن وهذا الصحيح الثابت وهو قول قوي يعضده الدليل الثابت عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والقول الذي يقول إنه يحرم بعد الفجر قول كذلك له من القوة ويجمع بين هذين القولين بأنهم استعدوا للإحرام وتهيأوا للإحرام فعندما أشرقت الشمس دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة ودفع المسلمون معه ملبّين فكانت تلبيتهم بعد شروق الشمس، فإذا ما ارتفعت الشمس في اليوم الثامن ركب الإنسان راحلته واستقبل بها القبلة إن استطاع ثم لبى، ويقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، لبيك حجة، وهي التلبية التي استمر عليها النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه التلبية لا يقطعها الحاج إلا في اليوم العاشر.

ثم يخرج الحاج من مكة إلى منى في اليوم الثامن، بعد شروق الشمس، هذا الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيخرج ملبيا لابسا ملابس الإحرام إلى منى، ومن تأخر إلى الظهر فلا بأس عليه أو بعد الظهر أو بعد العصر أو وصل في الليل فلا بأس عليه.

واختلف الفقهاء في التلبية، هل يستصحبها الحاج من خروجه من مكة إلى منى أم يستمر، قال بعض العلماء: عندما يصل الحاج إلى منى يسكت عن التلبية أي يأتي بالتلبية عند الدفع لا عند الوضع.

كذلك عندما يدفع من منى إلى عرفات يلبي وعندما يصل إلى عرفات يقطع التلبية، وعندما يخرج من عرفات إلى مزدلفة يلبي وعندما يصل إلى ذلكم الموضع يقف عن التلبية، وعندما يدفع من مزدلفة إلى رمي جمرة العقبة الكبرى يلبي، وعندما يصل هنالك يقف عن التلبية.

وذهب بعض الفقهاء إلى القول إنه يستحب التلبية في حالة الدفع وفي حالة الوضع (في حالة الحركة وفي حالة المكوث) وهذا الصحيح الثابت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهذا الذي يدل عليه كذلك لفظ الحديث فإن الفضل بن العباس الذي كان رديف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما رمى الجمرة الكبرى قال: ولم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة.

أعمال يوم الثامن في منى

يبين البوصافي: عند وصول الحاج إلى خيمته في منى لا تشرع هنالك صلاة ركعتي (تحية منى) إذ لم تثبت هاتان الركعتان عنه -صلى الله عليه وآله وسلم- ولكن له أن يصلي صلاة الضحى لأنه يصل في وقت الضحى.

يبقى الحاج في منى إلى طلوع الشمس من اليوم التاسع وفي أثناء بقائه في منى يصلي خمس صلوات (الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر)، هذه الصلوات يصليها في وقتها قصرا للرباعية، هذا الذي ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولكن إن كانت هنالك ظروف تحتم على المسلمين الجمع كشدة الزحام وما شابه ذلك فلهم أن يجمعوا الظهر والعصر أو جاءوا متأخرين لهم أن يجمعوا الظهر والعصر والمغرب والعشاء إن زحمهم أو اشتد الزحام على الأماكن المخصصة للوضوء.

في أثناء بقاء الحاج في منى يبقى محرما محافظا على إحرامه من اليوم الثامن إلى اليوم العاشر وأن يتجنب الوقوع في محظورات الإحرام. وأن يقلل من الكلام الجانبي الدنيوي. وعلى الحاج أن يستفيد من الدروس والمحاضرات التي تقدمها بعثة الحج وأن ينام مبكرا يوم الثامن ليستعد للأعمال التي سيقوم بأدائها أثناء وقوف عرفة.

اليوم التاسع

يقول البوصافي: إذا طلع فجر اليوم التاسع يصلي الحاج الفجر في منى ثم بعد طلوع الشمس يتوجه الحاج إلى عرفات، وذهب بعض العلماء إلى القول بالاغتسال قبل الذهاب إلى عرفات، إلا أن هذا الغسل لم يثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

ويذهب الحاج ملبيا مع الناس متوجها إلى عرفات، فالنبي صلى الله عليه وسلم توجه إلى عرفات وضربت له القبة في نمرة، فمكث النبي -صلى الله عليه وسلم- في نمرة في تلك القبة حتى زالت الشمس.

وجاء في بعض الروايات أنه اغتسل -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يذهب إلى الصلاة والخطبة والدعاء، وقد اختلف العلماء في ثبوت الرواية عنه -صلى الله عليه وسلم- وعلى كل حال من استطاع أن يغتسل فذلك أفضل، وإن لم يستطع فلا شيء عليه.

وبعد أن زالت الشمس نزل النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى بطن عرنة وخطب هنالك خطبة الوداع ثم صلى بالناس الظهر ركعتين والعصر ركعتين ثم ركب راحلته، وقال: ارفعوا عن عرنة ودخل النبي عرفة ولم يقف للدعاء في عرنة.

ثم دخل عرفات ووقف على ناقته على حصيات جاعلا جبل الرحمة بين يديه والقبلة، ووقف مبتهلا متبتلا راجيا خائفا خاشعا رافعا يديه لا يكاد ينزلها -صلوات الله وسلامه عليه- حتى سقط رداؤه من على كتفيه صلى الله عليه وسلم وكان مفطرا ولم يكن صائما وذلك أنه شرب في ذلك الوقت.

ثم يبدأ الوقوف من بعد الزوال في حدود عرفات يقف من الزوال إلى غروب الشمس غروبا تاما وإقبال جزء من الليل، ثم بعد ذلك يدفع من عرفات إلى مزدلفة.

تنبيهات

  • يتوجه الحاج إلى مزدلفة ملبيا، وعند وصوله إلى مزدلفة يجمع المغرب مع العشاء جمع تأخير ويوتر ويبات في مزدلفة.
  • إذا كان الحاج في الطريق فالثابت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يصل حتى دخل مزدلفة والأولى ألا يصلي الحاج إلا إذا خشي خروج وقت الصلاة.
  • لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إحياء ليلة مزدلفة، إلا أن عدم ورود دليل خاص لا يعني أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يفعل ذلك؛ فالنبي -صلى الله عليه وسلم- استيقظ من منامه ليودع زوجه سودة وكانت من النساء اللواتي دفعن من مزدلفة بعد غروب القمر مباشرة وودع من يحملهم معه، وبقي مستيقظا إلى الفجر.
  • من الأدلة العامة أن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يفوّت ليلة لا ينصب قدميه واقفا بين يدي الله تبارك وتعالى.
  • إذا صلى الحاج الفجر في بداية الوقت ثم يدعو في مزدلفة، فإن كلها مشعر.
  • يدفع الحاج إلى منى مستعجلا بعد الدعاء ليقطع وادي محسّر قبل شروق الشمس وليسرع في هذا الوادي، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أسرع، ومن أشرقت عليه الشمس قبل أن يقطعه فإن بعض العلماء قد ألزمه بدم وبعضهم لم يلزمه.
  • اختلف العلماء في هذا الوادي هل هو من الحل أم من الحرم؟ منهم من ذهب إلى أنه من الحل ومنهم من اعتبره من الحرم، وكثير من المحدثين يقولون إنه ليس من منى ولا من مزدلفة بل هو من الحرم.
  • إذا مر الحاج من وادي محسر دخل مباشرة إلى منى وقصد جمرة العقبة الكبرى وهي أقرب إلى مكة فإذا وصل إلى ذلك المكان وهو يلبي وأراد أن يرمي جمرة العقبة الكبرى اليوم العاشر يرميها بعد طلوع الشمس إلى وقت الزوال وهذا هو الوقت المشروع. ومن لم يستطع لزحام أو غيره بعد الزوال فليرم في وقت الظهر أو العصر إلى وقت المغرب فلا بأس في ذلك.
  • سبع حصيات يجمعها قيل من مزدلفة وقيل من منى وقيل من عند الجمرة وهو قول قوي، وقيل من أي مكان في الحرم، أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد جمعها له ابن عباس -رضي الله عنهما- ولم يغسلها، وذهب صلى الله عليه وسلم ورمى وقد قطع التلبية قبل الشروع في الرمي.
  • يرمي الحاج 7 حصيات ويكبر عند كل حصاة ويتحرى أن الحصاة قد وقعت في الحوض، ولا يزيد عن 7 حصيات.
  • من أخذ شيئا من الحصى احتياطا فليس له أن يرميها إذا ما أكمل رمي 7 حصيات.
  • بعد أن يرمي الحاج جمرة العقبة الكبرى لا يشرع بعدها الدعاء وإنما فقط التكبير عند كل حصاة، هكذا فعل الرسول -صلى الله عليه وسلم.
  • يتوجه الحاج للهدي، والهدي يجب على المتمتع، أما القارن ففيه خلاف، وأما المفرد فباتفاق لا هدي عليه ويتحلل فور الانتهاء من رمي جمرة العقبة.
  • من لم يجد الهدي (كمن فقد ماله ولا يملك مالا للهدي) فماذا عليه؟ إذا كان الحاج غنيا موسرا في بلده فله أن يقترض من أصحابه ويشتري هديه وبعد ذلك يسدد ما عليه، وذهب بعض العلماء إلى أنه لا يلزم بذلك ولكن إن فعل ذلك فأفضل وأحسن، أما إذا كان فقيرا معدما عليه أن يصوم ثلاثة أيام في الحج وسبعة أيام بعدما يرجع إلى بلاده.
  • لو فقد الحاج هديه أو جاءت جائحة أو أصيب الهدي بمرض وأعلن أن هذه البهيمة أصبحت غير صالحة لأن تهدى، ففي هذه الحالة يفتي العلماء الحجاج جميعا بأن يصوموا ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعوا.
  • إذا تحلل الحاج التحلل الأكبر بعد الرمي والهدي، حلل له كل شيء إلا النساء.
  • أعمال اليوم العاشر ترتيبها على الوجوب (الرمي،ثم الهدي، ثم الحلق، ثم الطواف، ثم السعي) هذا مع العلم وإن وقع الإنسان في شيء من ذلك قدّم أو أخر ساهيا أو ناسيا لا شيء عليه عند أكثر أهل العلم، أما مع الانتباه لا يسوغ له أن يقدّم أو يؤخر شيئا من هذه الأعمال، فالنبي -صلى الله عليه وسلم - يقول: (خذوا عني مناسككم) والنبي قال: (افعل ولا حرج) فيمن التبس عليه الأمر فوقع.
  • طواف الإفاضة ركن من أركان الحج فليحافظ الحاج عليه ويؤده بملابسه العادية ويكون على وضوء فيطوف سبعة أشواط بنية طواف الإفاضة، ولا يرمل، ثم يصلي ركعتي الطواف، ويسعى الحاج المتمتع.
  • من فسد طوافه وأدرك أهل العلم هناك وسألهم، فليطف طواف الإفاضة مرة ثانية وجعله في مكان طواف الوداع وينويه للإفاضة.
  • يرجع الحاج إلى منى بعد طواف الإفاضة.