صحافة

القدس: تحريض نتانياهو ضد شعبنا في الداخل لن يوقف نضاله

16 أغسطس 2018
16 أغسطس 2018

في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالا بعنوان: تحريض نتانياهو ضد شعبنا في الداخل لن يوقف نضاله، جاء فيه:

تحريض بنيامين نتانياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية الأكثر يمينية وتطرفا، على أبناء شعبنا في الداخل، لن يكون الأول ولا الأخير. فنتانياهو المعروف بعدائه لكل ما هو فلسطيني، لن يألو جهدا في التحريض ليس فقط ضد شعبنا في الداخل، بل وأيضا ضد شعبنا في الأرض المحتلة وفي الشتات وفي كافة أماكن تواجده، فهو يستغل أية ظروف كي يواصل تحريضه، إلى جانب القوانين والقرارات العنصرية التي يتخذها والموجهة الى أبناء شعبنا، وحتى إلى الدروز رغم أن غالبيتهم يخدمون في صفوف الجيش الإسرائيلي.

وان يبدأ حديثه لدى افتتاحه جلسة الحكومة الأسبوعية بالتحريض على المظاهرة الحاشدة التي دعت لها ونظمتها يوم السبت الماضي في تل أبيب لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية احتجاجا على قانون القومية العنصري، يصب هو الآخر في إطار القرارات والقوانين العنصرية التي اتخذتها وتتخذها دولة الاحتلال، خاصة في عهد حكومات نتانياهو التي أظهرت وتظهر عداءها السافر لشعبنا أينما وجد ظنا منها بان مثل هذه القوانين والقرارات ستحد أو تمنع نضاله الوطني من أجل تحقيق كامل حقوقه الوطنية الثابتة وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب تحقيق المساواة لأبناء شعبنا في الداخل.

واستغل رفع العلم الفلسطيني، الذي اعترفت به دولة الاحتلال من خلال اتفاقات أوسلو، وكذلك الهتافات المطالبة بالمساواة وإقامة دولة فلسطينية ليحرض الجمهور اليهودي المتطرف ضد الفلسطينيين ويقول إن هناك من يريد تحويل إسرائيل الى دولة فلسطينية لهو تحريض الهدف منه خلق الفتنة، لأنه من خلال ذلك يمكنه مواصلة تربعه على سدة الحكم في دولة الاحتلال. ولكن الذي يجهله أو يتغاضى عنه نتانياهو هو ان جميع قوانينه وقراراته العنصرية لا يمكنها ان تلغي حقوق شعبنا الوطنية، أو توقف نضاله السلمي من أجل إحقاق هذه الحقوق إن عاجلا أو آجلا، فمصير هذه القوانين والقرارات هو الزوال لأنها ضد حركة التاريخ وضد الإنسانية.

وكما حصل في جنوب أفريفيا العنصرية، حيث انتهت دولة الابارتهايد هناك والى الأبد، فإن مصير قرارات وقوانين نتانياهو وتشريعات برلمانه سيكون مصيرها الزوال. وبدلا من التحريض على المظاهرة، ومن قبلها إنهاء اجتماعه مع ممثلين على الدروز، بدلا من ذلك كان عليه أن يقوم بإلغاء قانون القومية العنصري بدلا من الإصرار عليه والادعاء بأنه كان ضروريا لمنع تحويل إسرائيل إلى دولة فلسطينية. فجماهير شعبنا ستواصل النضال من اجل إسقاط هذا القانون وغيره من القوانين والقرارات العنصرية التي لا تتماشى مع تطورات العصر، والتي ستزيد من العداء بين شعبنا الفلسطيني والجمهور اليهودي، خاصة اليميني والمتطرف منه، الذي يسعى نتانياهو من خلاله لمواصلة رئاسته للحكومة رغم التهم الموجهة ضده بالرشاوى وإساءة الائتمان.

وعلى الأحزاب والقوى الإسرائيلية المؤيدة للمساواة وحقوق شعبنا في الداخل وكذلك لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967م التحرك من أجل وقف عنصرية دولتهم خاصة وان التاريخ سيصفها بالعنصرية، ولن يتم دعم إدارة الرئيس الأمريكي ترامب لها أو غيرها من الدول التي تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان، في حين أنها ترفع ذلك كشعارات فقط بدون مضمون.