1420541
1420541
العرب والعالم

توقفت دورة الحياة بمنطقة انهيار الجسر في جنوة.. والحصيلة ترتفع إلى 39 قتيلا

15 أغسطس 2018
15 أغسطس 2018

جنوة- (إيطاليا)- (أ ف ب): يجاور جزء من الجسر المنهار كومة أنقاض وبقايا سيارات أو شاحنات متروكة في الخلاء، فالمنطقة الكائنة تحت المرفق الذي انهار أمس الأول في جنوة تبدو غداة المأساة كأنها تعرضت لهزة أرضية.

وتنهمك فرق الإطفاء -شارك 400 في العمليات منذ الثلاثاء- صباح أمس في البحث عن أحياء بين الأنقاض، بمساعدة الكلاب وآلات الحفر. ووصلت رافعتان كبيرتان، صفراء وسوداء، خلال الليل للمساعدة في رفع الأنقاض والوصول إلى تجاويف يمكن أن يكون ضحايا قد علقوا فيها.

وأعلن الدفاع المدني أمس حصيلة جديدة بلغت 39 قتيلا بينهم ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين ثمانية و13 عاما، و15 جريحا بينهم 12 في حالة خطرة. ولا يزال هناك عدد من المفقودين.

وفي الصباح الباكر، قال ايمانويلي جيسي، مساعد قائد رجال الإطفاء في منطقة بيمونتي: «لم نفقد الأمل في العثور على أحياء». وأضاف «خلال الليل، تم العثور بين الأنقاض على ثلاث ضحايا قضت نحبها خلال الليل».

ولم يعد قائما الجسر المعروف جدا في جنوة ويناهز ارتفاعه 45 مترا. وقد انهار أكثر من 200 متر منه ظهر أمس الأول.

وباتت رافعتان من الإسمنت تقفان وجها لوجه، هما ما تبقى من هذا البناء الإسمنتي الذي يفوق طوله الكيلومتر والمشيد في منطقة قريبة من جنوة في أواسط الستينات.

وبقيت شاحنة خضراء مجمدة في الجانب الأيسر من الجسر على بعد أمتار من الهاوية. وقبل ثوان قليلة كان سائقها يتخوف أيضا من سقطة مميتة.

وعلى الجانب الآخر، يبدو الجسر مثل حوض للغوص. والجسر معلق على ارتفاع عشرات الأمتار فوق مبان سكنية ضخمة وردية اللون وصفراء في حي سامبيردارينا. وأجلي سكانها خوفا من سقوط هذه القطعة من جسر موراندي أيضا.

«أسوأ من هزة أرضية»

وقال باسكوالي رانييري (86 عاما) الذي ينتعل صندالا ويرتدي قميصا أسود «كنت في بيتي وبدأت كل البنايات تهتز. كان هذا أسوأ من هزة أرضية».

وعلى غرار سكان الحي الذين يناهز عددهم 400، اضطر هذا الثمانيني المقيم في بناية من خمس طبقات في انريكو بورو، تحت جسر موراندي، الى المغادرة على وجه السرعة.

وقد تعذر عليه صباح أمس العودة الى منزله لتدبير أموره للسكن. وقال «نمت في منزل عائلتي، لكن هذا الأمر سيستمر اشهرا. اوافق على امكانية حصول مخاطر لكني استطيع العودة الى منزلي، لا اريد ان يتبنوني». واضاف «لقد قطعوا التيار الكهربائي»، معربا عن القلق من تعفن المواد الغذائية في ثلاجة منزله.

لكن اثنين من عناصر الشرطة يؤمنان الحراسة ولا يستسلمان لتوسلات عشرات السكان الذين يأملون منذ الفجر في ان يتمكنوا من العودة الى منازلهم. وقالت العجوز جراتسيا بيستوريو (83 عاما) «لم أتمكن من النوم، ولم آكل شيئا». وهي تأمل أيضا في استعادة بعض الثياب للتبديل. وأضافت بقلق: «ثمة أيضا أشخاص يتعين عليهم تناول الأدوية».

ويتوافر لبرونا ميلاتشي (53 عاما) مزيد من الحظ. فشقتها تقع بالضبط قبل الحاجز الأمني.

وأوضحت هذه المترجمة: «أمس، كنت قد ذهبت الى المركز التجاري للتسوق عندما سمعت الناس يتحدثون عن انهيار الجسر».

واضافت «تركت كل شيء وعدت راكضة تحت المطر لأتأكد من أن هرتي ما زالتا على قيد الحياة وأن المبنى ما زال قائما. شعرت بخوف شديد».

على مسافة 200 متر من الجسر المنهار، يقف عجوز فضل عدم ذكر اسمه، يقيم في سقيفة مثبتة بين النهر وخط السكة الحديد، داخل المنطقة التي تطوقها الشرطة.

وقال «قبل 15 يوما، أنجبت القطة ، أقطع ستة كيلومترات كل يوم مع دراجتي الصغيرة لإطعام القطط المعكرونة والدجاج. لكي لا يفوتهم أي شيء». وأضاف معربا عن الخشية «لم يتناولوا أي طعام منذ ليلة الاثنين الماضي، لا أعرف ما إذا كانوا أحياء أم أموات».