عمان اليوم

البعثة العمانية تشارك في ندوة الحج الكبرى بمكة المكرمة

15 أغسطس 2018
15 أغسطس 2018

تطرقت إلى «وقفات مع خطبة الوداع» -

مكة المكرمة ـ سرحان بن سليمان المحرزي -

افتتحت صباح أمس ندوة الحج الكبرى في فندق هيلتون بمكة المكرمة بمشاركة بعثة الحج العمانية، حيث مثل البعثة وفد الإفتاء والإرشاد الديني برئاسة الشيخ الوليد القري ومحبوب البراشدي، ورعى افتتاح الندوة الدكتور صالح بنتن وزير الحج والعمرة، وقد جاءت تحت عنوان «شرف الزمان والمكان .. في طمأنينة وأمان» بمشاركة نخبة من كبار علماء ومفكري ومثقفي وأدباء العالم الإسلامي.

وتناقش الندوة على مدى يومين أربعة محاور على رأسها جلسة «الحج رؤية ومنهج» وجلسة حول «تقوى القلوب» و«الحج طمأنينة وأمان»، فيما تأتي جلسة اليوم بعنوان «جهود تذكر ورسالة تشكر»..

وأكد الدكتور عبد الفتاح بن سليمان نائب وزير الحج والعمرة رئيس اللجنة التنفيذية للندوة أن هذا الحدث النقدي الفكري عندما يرتبط بوجهة المسلمين الأولى ويتزامن مع أيام مباركات، فلا شك أنه يكتسب قيمة معنوية كبيرة، ويصبح المأمول منه أكبر، أدار جلسة «الحج رؤية ومنهج» معالي الدكتور عبدالله بن عمر بافيل مدير جامعة أم القرى، وتضمنت ثلاث أوراق عمل.

وتحدثت الورقة الأولى حول «وقفات مع خطبة الوداع» للدكتور صالح بن عبدالله بن حميد عضو هيئة كبار العلماء وخطيب المسجد الحرام؛ لأن الكوكبة النيرة من العلماء والمفكرين والمختصين من مختلف الدول الإسلامية الذين تنادوا إلى هذا المحفل لتتمازج المعارف والخبرات إنما يقدمون خلاصة عملهم ليستفيد منها كل مسلم.

وقدم معالي الشيخ أ.د.أحمد أهل داوود وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي بموريتانيا ورقة بعنوان «رؤية مستقبلية لتوحيد صفوف المسلمين وجمع كلمتهم»، خلص فيها إلى أن لفرقة المسلمين ثلاثة أسباب هي الجهل بالإسلام وتعاليمه السمحة والتعصب والمذهبية والتصنيف، وسبب آخر يتعلق بأعداء الأمة.

وأشار معاليه إلى أن الجهل بمفاهيم وأصول شريعتنا الإسلامية ينجم عنه اختلال في الفكر والسلوك والمواقف، ومن هنا ظهرت تلك الأفكار الهدامة التي انتشرت بين أبناء الأمة اليوم، والتي تدعو للفرقة والشتات، فظهر التكفير والتبديع، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، وحصل خلل في الفهم الصحيح لهذا الدين الذي جاء بتعاليمه العظيمة؛ لتحقيق المبادئ السامية التي تدعو للوحدة.

وأضاف: «كما أدى التعصب والمذهبية والتصنيف إلى تقسيم المجتمع الإسلامي إلى فئات وأحزاب، بل تجد في أبناء العائلة الواحدة شقاقا وتناحرا؛ بسبب هذه التحزبات، وقل أن تجد من ينتمي إلى أحد هذه الأحزاب إلا ويشن حربا لا هوادة فيها على من سواه».

وحول ما يتعلق بأعداء الأمة قال الدكتور أحمد: «إن أعداء الأمة هم أعرف الناس بأثر الوحدة والاجتماع؛ لذا جلبوا كل قوتهم في تمزيقها، وهذا التفريق يكون مباشرا من أعداء الأمة أنفسهم، وقد يكون تارة من المندسين في داخلها، كما قد يكون من ضعاف النفوس في هذه الأمة لمآرب شخصية، وأعداء الداخل في الغالب أشد على الأمة من أعداء الخارج، والشواهد زاخرة في التاريخ الإسلامي لكل هذه الخروقات سواء من أعداء الداخل أو الخارج»، ودعا معاليه إلى التعاون بين أتباع المذاهب الإسلامية، على أساس المبادئ المشتركة الثابتة والأكيدة، واتخاذ موقف موحد من أجل تحقيقها، والعمل على إحياء ثقافة الوحدة والأخوة بين المسلمين، وتوعية الرأي العام بهذا الأمر المهم إضافة إلى التسامي فوق الخلافات، وأن نترفع عنها لصالح الإسلام والوحدة الإسلامية، والأخوة الإيمانية.

وتحدث فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الحاي رئيس المحاكم الشرعية بالبحرين عن أن الوسطية والاعتدال والتسامح منهج حياة، خلص في ختامها إلى أن الوسطية خصيصة ملازمة للإسلام في جميع مظاهره وتجلياته، في عقيدته وعبادته، في شريعته وأحكامه، في نظامه الاجتماعي ونظامه السياسي ونظامه الحضاري.

وهي قبل هذا وذاك يتطلب تحصيلها وتحقيقها جهاد متواصل من أجل لزوم طريق الاستقامة والعدل، والإمساك في كل أمر كبير أو صغير بالتوازن.

ومن المقرر أن تصدر الندوة مجموعة من التوصيات في ختام أعمالها اليوم.