المنوعات

مصطفى الحبسي يحكي واقعا تأثر به في رواية الطواف حول السطح

15 أغسطس 2018
15 أغسطس 2018

الصادرة مؤخرا عن دار الغشام -

كتبت - ذكرى الهنائية -

صدرت في يوليو الماضي رواية الطواف حول السطح، عن دار بيت الغشام للنشر والترجمة، للكاتب مصطفى بن أحمد الحبسي. تناقش الرواية موضوعا ينتقد فيه الكاتب فئة من الناس الذين يأخذون من الدين قشوره ويتركون جوهره، فهم كمن يطوف حول السطح؛ أخذًا بالشكل، وتركًا للب.

‏تبدأ أحداث الرواية بشخصية غاضبة وصدامية (مسعود)، وفي الطريق تحدث الكثير من المواقف، والحوارات شديدة اللهجة التي يكون فيها مسعود طرفًا ثانيا. تتصاعد الأحداث والحوارات إلى أن تصل للشتم والسب، تارة بين أحد الركاب ومسعود، وتارة أخرى بين مسعود، ومرشد الرحلة، وفي خضم تلك الأحداث وبعد فترة من الزمن تدخل شخصية البطل في متاهات تشكيكية وفي أفكار عقائدية، ثم تبدأ الأحداث بالهدوء، إلى أن يصلوا إلى وجهتهم، لتتصاعد وتيرة الأحداث مرة أخرى.

‏أما بالنسبة لـ فكرة الرواية، عبّر الكاتب بقوله: “الأفكار كالأمراض، لا تعلم متى تصاب بها فمرضت بفكرة هذه الرواية، لمدة طويلة، حتى وصلت لمرحلة أنه لا بد من التطهر منها. ولدت الفكرة وأنا ذاهب في رحلة إلى مكة، قبل أكثر من سنتين، وفي خضم الأحداث التي كانت في الحافلة، أصابتني حمى التساؤلات عن سبب ذاك الالتزام الشديد، والتزمت الذي لبسناه فقط لأننا ذاهبون إلى مكة”.

‏أخذ المؤلف فكرته من واقع عاصره، ولكنه ليخدم فكرته ابتكر لها شخصيات وأحداث ليناقش الفكرة على شكل رواية.

‏هناك الكثير من التحديات واجهت خروج هذا العمل -بحسب الكاتب هذه الرواية- عبارة عن ثلاث روايات، بمعنى أن النتيجة الأخيرة لهذه الرواية سبقتها كتابة روايتين أخريين، بنفس الفكرة، ولكن بشخصيات وأحداث وأساليب مختلفة، لذلك استغرق خروج الرواية أكثر من سنتين، والتحدي الآخر هو تحدي قبول الرواية والموافقة على نشرها، فقد كانت تنتقل الرواية بين موافقة ورفض، واستمر ذلك لوقت ليس بالقصير.

‏تميزت الرواية بتناول الفكرة بجرأة، وبأسلوب غير مسبوق، كما استخدم الكاتب منهجا سلسًا يجعل القارئ مُنسابًا مع الأحداث ومنسجمًا إلى النهاية.

‏وبالحديث عن غلاف الرواية لصاحبته (رزان الجابرية)، وجماليته مع العنوان الجذاب، نجده يلعب دورا كبيرا في استدعاء فضول القارئ، وجلب الانتباه.

‏للرواية عدة أساليب استخدمها الكاتب ليخدم فكرته، فقد استخدم الأسلوب الوصفي، والتحليلي، والمقالي، كلٌ في مكانه المناسب، دون أن يشعر القارئ بتمايز الأساليب أو نشاز موسيقى النص أثناء القراءة.

‏نشير إلى أن الكاتب مصطفى بن أحمد الحبسي، من أبناء قرية الروضة التابعة لولاية المضيبي، ولد في ٢٧/‏‏٦/‏‏١٩٩٤، وما يزال طالبا في مقاعد الدراسة في جامعة السلطان قابوس، تضمنت روايته الأولى ثمانية فصول توزعت على ١٤٣صفحة.