أفكار وآراء

نشاط السياحة الداخلية

15 أغسطس 2018
15 أغسطس 2018

بخيت بن مسن الكثيري -

تشير أحدث إحصاءات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات ارتفاع عدد زوار الموسم السياحي لهذا العام إلى أرقام متصاعدة بنسبة نمو 35.5% بالمقارنة مع السنوات الماضية وتشكل شريحة المواطنين النسبة الأكبر مما يبشر بنمو نشاط السياحة الداخلية وأهميتها في الحركة السياحية في البلاد خاصة في هذه المواسم.

وهذا الجانب يؤكد الفرص المواتية للسياحة الداخلية في ظل هذه الأرقام الصادرة لتعزيز دور القطاع في العجلة الاقتصادية وهذه دعوة إلى القطاع الخاص للاستثمار والعمل على تنويع المنتج السياحي في ظل اهتمام الدولة بالسياحة وتقديم كثير من التسهيلات والدعم والتمويل للمشرعات السياحية لكي يقوم بدوره المنوط به في الاقتصاد الوطني، خاصة بعد اعتماد استراتيجية السياحة ومبادرات برنامج التنويع الاقتصادي ( تنفيذ) المرتبطة بالسياحة التي نعول عليها لجذب مزيد من الاستثمارات الجادة والاستفادة من هذه التسهيلات والدعم والخدمات ومرافق البنية الأساسية والمواقع التاريخية والتراثية .

نلمس وجود فرص حقيقية وبالتحديد الموسم السياحي في محافظة ظفار الذي استطاع أن يحقق مكانة على مستوى المنطقة بعد ان أصبحت مصيفا ومقصدا للعائلات من داخل و خارج السلطنة وهذه الأرقام تبشر أن تشهد الفترة القادمة نمو معدلات سياحية متصاعدة إلى المحافظة .

وبالرغم من الاستثمارات السياحية إلا أن السوق المحلي ما زال متعطشا لاستثمارات في مناطق الجذب السياحي بالمحافظة لتنشط حركة السياحة الداخلية والزائرين وتطوير نوعية برامج المنتج السياحي كالترفيه العائلي الذي ذكر سابقا من خلال الدخول في استثمارات يحتاجها السوق المحلي كالحدائق المائية والتلفريك السياحي في المواقع السياحية الذي أصبح مطلبا بالإسراع في تنفيذه والاستفادة من الخبرات والتجارب الدولية في هذه الجانب وإمكانية جذب استثمارات خارجية جادة متخصصة في هذه الأنشطة لتحقيق قفزة نوعية.

ومن هذا المنطلق نشجع رؤوس الأموال المحلية في استثمار الفرص لتعظيم الفائدة الاقتصادية ومستوى الخدمات وإدارتها لتكون من المعالم المهمة بمواصفات عالمية ومتنفسا للمواطنين والزوار والاستفادة من الفرص المواتية بالسوق المحلي لتكون مكملة ورافدا حقيقيا لازدهار النشاط السياحي في البلاد .

ان هذه المشروعات مع تنوع المنتج السياحي تمثل خطوة جيدة لاستثمار المواقع الطبيعية والموروث المحلي بمكوناته المادية من آثار مادية وصناعات تقليدية وفنون لدفع الحركة السياحية طوال العام ويكون لها انعكاس إيجابي لتحقيق عوائد متنوعة بشكل مباشر وغير مباشر لتنشيط الأسواق المحلية .

كما نشير الى أهمية المبادرات والعروض السياحية المقدمة من شركات الطيران والفنادق والخدمات السياحية التي ستساهم بلا شك خلال الفترة القادمة في زيادة أعداد الزوار في ظل هذه الجهود من كافة الجهات وتمثل فرصا استثمارية واعدة أمام الشباب في هذه الأنشطة وبناء قاعدة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في القطاع السياحي و الاستفادة التجارية من الفرص المتاحة التي يوفرها.

وأخيرا نؤكد على أهمية ملامسة آراء وملاحظات الزوار والوقوف على تعزيز المرافق والخدمات خاصة الطرق البرية إذ تشير الإحصائيات الى أن 80% من زوار المحافظة قدموا عبر المنفذ البري وهناك جهود تبذل في ازدواجية طريق أدم-ثمريت خاصة قرب انتهاء ازدواجية أدم-هيماء ونتأمل المرحلة الثانية ازدواجية هيماء-ثمريت

نرجو النجاح لهذه الجهود المبذولة والتي تعكس -بلاشك- الصورة المشرقة للبلاد في إمكانياتها السياحية والاقتصادية.