مواعيد الصلاة
عطر : وردة واحدة تسحر الأرواح
رندة صادق -
وردة واحدة، تعني للكثيرين فرحا يسرق حزن الساعة، ولمسة جمال تغيير مزاج الإنسان، لحظة عطرية تنشر أريجها في روح سقمت من تلوث الحياة، انتعاشة تزرع ابتسامات في ملامح وجه تركت السنين في تفاصيله اشارات للعمر، ومسرح لألم كان أو ما زال يختزل تجارب الحياة.
الله سبحانه وتعالى، خلق التنوع والجمال، خلق الألوان وكل هذه الحياة التي تعيش بشكل متوازن مع وجود الإنسان، الذي هو محورها على الأرض، مخلوق من دم وروح وأعصاب، تلك الأعصاب المشدودة دائما من خوف أو من قلق أو من تعب صحي أو مادي أو من اهمال أو تجنٍ، صراعات داخل الصراعات، والعالم الأوسع يبتلع العالم الاصغر، مسافات خاوية في عوالم مخفية، تبحث عن الأمان، أشياء تتضارب لتنتج مزيدا من الخوف والقلق والرهبة.
خلال رحلة الإنسان هذب الكثير من عاداته، وتعلم كيف يُوَلد الفرح من قلب الحزن، وينظم الفوضى التي كان من المستحيل تنظيمها، تعلم ان الحب إحدى وسائل السلام في قلبه، وان الضوء بقعة تنير وحشة الظلام، وأن عليه ان يتسلح بالأمل ويجعله حليف كل لحظات عمره، إن تخلى عنه واجه اليأس الذي يأخذ منه متعة الحياة، ولقد أدرك أن رحلته قصيرة مهما طالت، وأنها طريق أحادي الاتجاه، فقرر ان يعيشها وكأنه سيحيا ابدا، فعمل وصنع وطور وبحث عن شكل جديد من الوجود ومعناه.
في الجانب الشاعري من شخصيته رصد الجمال فنا وأدبا، واتقن لغة الإحساس ودعمها بلغة الورد، وبلاغتها، فكانت كلمات لا تكتب بالحبر، بل تكتب بالعطر واللون والشكل، من منا يرى وردة ولا يبتسم، فالورود تسطو على كل الشحوب الروحي، وتُحي ابتسامة ذبلت من يأس أو ألم.
لاتتردد في إهداء وردة لمن تحب، فكر أنها تصنع فرقا كبيرا في عالم من اهديتها له. وردة لأم سهرت وضحت وكبرت وأعطت بلا حدود، لشفاه ابتهلت بالدعاء لولد أو زوج او أخ، لأب عمل واجتهد ليؤمن لقمة العيش، لحبيبة أخلصت وأحبت بلا غضب أو تشويش، ولزوجة بنت وأسست ودعمت وصبرت بكل الحب.
الوردة ليست لمسة انثوية فلا تُقدم الا للنساء، الورد عالم من جمال وخيال، يهتف هتافا صامتا تسمعه الأرواح جميعا، فوردة لشرطي سير ينظم السير في حر قاس ومطر غاضب، تمنحه بلاغة التواصل من أجل القيام بعمله نحو مواطن ليس بغريب عنه، بل هو ابن وطنه، وردة لجندي يسهر للننام بأمان، ويحرس ليلنا بتعبه وحدودنا بقوته. الخلاصة لا تبخل بوردة بلا مواعيد، وبلا التزامات محددة، تفاجأ بها من تحب، كلنا يحتاج وردة، فلا تبخل بها على نفسك لأنها بهجة للروح، اهدي نفسك وردة واخترها بلون يسرك وعطر يشدك .
مع كل يوميات الحياة، تأكد أن وردة تجدها على مكتبك او تفاجأ بها في مكان لا تتوقعه، ستصنع فرقا بروحك، وتترك نشوة من اكتشف لاول مرة جمال الورد، هي علاج ثق انها لم تفشل يوما في تقريب الأرواح او في تهدئة الغضب، أو إزالة دمعة من عين أطبق الحزن عليها فانطفأ بريقها. قلة من الناس لا تفتنهم الورود، لكن حتى هؤلاء، من الممكن ان تسحرهم وردة في حقل أو في حديقة خاطبت روحهم دون استئذان. وردة بسيطة لا تكلف مالا ولا جهدا، قد تكون تعويذة حب، أو دعوة للتآخي، ونبذ الكراهية، هي رسول ينقل رسائل الحب بلا كلل أو ملل. لا أحد يستخف بالجمال ولا بروعة التفاعل معه، وردة في يدك قادرة على إسعادك انت أولا قبل ذلك الذي قررت ان تهديها اليه.
