صحافة

تصريحات جونسون المثيرة للجدل

13 أغسطس 2018
13 أغسطس 2018

التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها الأسبوع الماضي وزير الخارجية البريطاني السابق، بوريس جونسون أثارت موجة من السخط والغضب في الأوساط السياسية، وأبناء الجالية الإسلامية في المملكة المتحدة الذين يقدر عددهم بنحو 4.1 مليون شخص، ويشكلون 6.3% من مجموع السكان البالغ عددهم 66 مليونا.

جاءت هذه التصريحات في مقال كتبه بوريس جونسون في صحيفة «ديلي تلغراف» علق فيه على حظر الدنمارك ارتداء النساء المسلمات للبرقع (النقاب)، وفرض غرامة على ارتدائه، واصفا المجتمع الدانماركي بقوله: «إذا كان ثمة مجتمع يتنفس روح الحرية، فهو هذا المجتمع».

وذكر جونسون في مقاله: أنه «لا يجد أي سند شرعي في النص القرآني يبرر مثل هذه الممارسة»، أن النقاب أو البرقع ليسا بالتأكيد جزءا من الإسلام دائما، ففي بريطانيا اليوم ثمة فئة صغيرة جدا من النساء يرتدين غطاء الرأس الغريب هذا. وقال «أنا واثق أنه لباس سيختفي يوما ما». وخلص إلى أن البرقع لباس جائر، ولكن الحظر الدنماركي الشامل له ليس الحل لهذه القضية.

ووصف جونسون النساء اللائي يرتدين النقاب بأنهن يشبهن «صناديق البريد» في إشارة إلى ترك فتحة صغيرة في البرقع للنظر تشبه فتحة صندوق البريد، كما شبههن أيضا بـ«لصوص البنوك» الملثمين الذين لا يتركون سوى فتحة صغيرة للرؤية. وهذا التصريح العنيف أثار جدلا كبيرا في أوساط حزب المحافظين الذي يعتبر، جونسون أحد أبرز عناصره.

كما أثارت تصريحات بوريس جونسون حفيظة قادة حزب المحافظين الذين انقلبوا عليه بحسب ما ذكرت صحيفة «آي»، التي طالبت جونسون بالاعتذار عن تصريحه المستفز، إذ ترى أنه ينظر إلى الأمور من منظار ضيق.

وقالت صحيفة «آي» أن رئيسة الوزراء، تريزا ماي، دعمت الدعوات التي طالبت جونسون بالاعتذار عن تعليقاته الهجومية قائلة: «إن إشارته تسببت بإساءة واضحة». كما ترى الصحيفة أن جونسون متهم بإذكاء روح التخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا)، بانتهاجه لغة استفزازية لتعزيز تطلعه لزعامة محتملة لحزب المحافظين.

وذكرت الصحيفة أنه رفض الاعتذار والتراجع عن تعليقاته، متهما قيادة الحزب بمحاولة إغلاق النقاش حول القيم الليبرالية، بقوله «يجب ألا نسقط في فخ تكميم النقاش في القضايا الشائكة». أما صحيفة «ديلي ميرور» التي قالت: إن حزب المحافظين في «حالة حرب»، كتبت عنوانها الرئيسي في كلمة واحدة هي «spineless ضعيفة الشخصية»، في إشارة إلى رئيسة الوزراء تريزا ماي التي لم تتخذ أي إجراء تأديبي ضد بوريس جونسون بعد رفضه الاعتذار .

وفي نفس السياق قالت صحيفة «مترو»: إن بوريس جونسون يتعرض لضغوط متزايدة بعد أن طالبته تريزا ماي، ورئيس حزب المحافظين، براندون لويس بالاعتذار، لكن الصحيفة قالت: إن بوريس جونسون لن يقول: إنه «آسف» في أزمة البرقع التي تسبب فيها.

ومن جانبها أشارت صحيفة «الجارديان» إلى تدخل رئيسة الوزراء تريزا ماي وانتقادها لتعليقات بوريس جونسون لكنها تجنبت مسألة ما إذا كان متخوفًا من الإسلام. أما صحيفة «ديلي تلجراف» التي انبثقت منها الشرارة الأولى لهذه الأزمة، فقالت عن جونسون إنه كان يتحدث عن القيم الليبرالية، وإن هذا التصريح أوجد أول خلاف بين تريزا ماي وجونسون منذ استقالته من الحكومة.

وفي تطور جديد فتحت لجنة الانضباط في حزب المحافظين الذي تقوده رئيسة الوزراء تيريزا ماي تحقيقاً بشأن تصريحات وزير الخارجية المستقيل بوريس جونسون عن ارتداء النقاب في المجتمع البريطاني التي أثارت حفيظة كثيرين في الأوساط السياسية والدينية والإعلامية.

غير أن إخضاع جونسون للتحقيقات أثار خلافات كبيرة داخل مجلس الوزراء وحزب المحافظين، وهو ما تناولته معظم صحف الأحد الأسبوعية التي نشرت صورة جونسون على صفحاتها الأولى مع إلقاء الضوء على أصداء هذه الأزمة والخلافات التي أحدثتها. صحيفة «صانداي تايمز» كتبت في عنوانها الرئيسي تقول: «بوريس يشعل حربا في مجلس الوزراء» مشيرة إلى أن الخلاف تصاعد مع عودة جونسون إلى البلاد من إجازة في إيطاليا، وأنه يحظى بدعم أربعة وزراء في الحكومة. وذكرت الصحيفة أن ستيف بانون المساعد السابق للرئيس ترامب وكبير مستشاريه للشؤون الاستراتيجية، طالب جونسون بعدم الانحناء والاعتذار، كما أن عددا من النواب يستعدون لرفع رسالة إلى لجنة 1922 في مجلس العموم، مطالبين بتصويت على حجب الثقة برئيسة الوزراء.