humdah
humdah
أعمدة

أحبيني

12 أغسطس 2018
12 أغسطس 2018

حمدة بنت سعيد الشامسية -

[email protected] -

وصلتني مجموعة كبيرة من ردود الأفعال على مقالة الأسبوع الماضي، التي كانت بعنوان (أسئلتي من يجيب عنها) جميعها من نساء من مختلف المراحل السنية، ارتأيت أن أجيب عليها هنا، لتكون متاحة لمن لم تجرؤ على السؤال، جميع المداخلات بالطبع كانت حول عبارة (أريد أن تحبني أمي وتحتضنني) التي أثارت على ما يبدو الكثير من الآلام والرغبات المدفونة، ونصيحتي لكل من أثارت العبارة شجونها من الأخوات كالتالي: لقد ربانا آباؤنا بالطريقة الوحيدة التي عرفوها والتي تم تربيتهم بها، في زمن كانت الطفولة فيه قصيرة جدا لم تتح مجالا للآباء للدلال والتعبير عن المشاعر، التي كانت في نظر الجيل السابق تفسد الشاب الذي يتوقع منه أن يصبح (رجلا) ما إن ينهي العقد الأول من عمره، ويتحمل عبء أسرة، وكذا الفتاة التي كانت تتزوج ما إن تتخطى العقد الأول من عمرها، بالتالي تربى الجيل السابق على يد طفلين في أغلب الأحيان، في زمن كانت الحياة فيه صعبة للغاية، لم يتعود فيه أن يتم التعبير عن المشاعر، طالت الطفولة اليوم وأصبح الشاب يعد طفلا حتى نهاية العقد الثاني من عمره.

أمك لا تعرف كيف تعبر عن مشاعرها، ولكن هذا لا يعني أنها لا تحبك، هي فقط تحبك بطريقتها، علميها كيف تفعل ذلك، بادري انت بتقبيلها واحتضانها تدريجيا، قد يكون الموضوع صعبا في البداية على كليكما لأنكما لم تتعودا عليه، لكن مع الأيام سيصبح معتادا لكليكما وستلاحظين بأنها ستطالبك بالتعبير عن الحب لها، كما أن لديك رغبات مدفونة كذلك لدى أمك، عوضا عن أن تكوني انت والزمن عليها، ساعديها في أن تتعلم التعبير عن مشاعرها، وأغدقي عليها أنت حبا وعطفا، فالعطاء يولد عطاء أكثر و«كما تدين تدان»، إنهم في ذلك العمر الآن الذي هم بحاجة فيه لك، وإن تعذر عليك ذلك فاعملي على أن لا تكرري هذه المأساة مع بناتك، فقد صادفت أمهات تحولن إلى نسخة طبق الأصل من أمهاتهن في كل شيء حتى التصرفات والأطباع التي كن ينتقدنها فيهن، توجد اليوم كثير من التقنيات لعلاج (الوعي الطفولي) في حال اكتشفت بأنك بحاجة لها، لكن لا تمضي العمر متمسكة بهذه الفكرة، في النهاية هي لا تتعدى أن تكون فكرة، مجرد فكرة، فأطلقيها وتصالحي معها.