العرب والعالم

لوكيانيفسكا .. رمز الحالة المتداعية لسجون أوكرانيا

10 أغسطس 2018
10 أغسطس 2018

كييف - (أ ف ب) : يكتظّ جمع من عشرة رجال في زنزانة ذات جدران متداعية تجول فيها الصراصير... فبعدما كان سجن لوكيانيفسكا في كييف شهيرا بنزلائه المعارضين، صار رمزا اليوم للحالة المتداعية لسجون أوكرانيا.

لدى رؤية أحد السجناء مراسلي وكالة فرانس برس يزورون السجن، فتح ستارة لتظهر وراءها حفرة الحمّام مباشرة من دون أي باب عازل، وقال «الأمور هكذا هنا».

ورثت أوكرانيا سجونها من أيام الاتحاد السوفييتي، وهي 140 سجنا مشهورة بتردّي أحوالها، يقيم فيها 57 ألف سجين.

وإذا كانت السلطات تعتزم تأهيلها، إلا أن التحسّن يبدو بطيئا جداً، وخصوصا بسبب نقص الأموال اللازمة.

في تقرير نُشر العام الماضي، ندّدت وزارة الخارجية الأميركية بالظروف «المزرية» التي قد «تهدد حياة السجناء وصحتهم».

وتحدّثت تحديدا عن «استغلال جسدي، ونقص في التغذية والعناية الطبية المناسبة، وطروف صحية سيئة ونقص في الضوء».

ولذا، فإن الحكم على شخص بالسجن المؤبد يعادل حكما بالإعدام البطيء «لأن ظروف السجن أشبه بالكوابيس»، بحسب ما جاء في تقرير لمنظمة «اتحاد هلسنكي» الحقوقية صدر في عام 2016.

وبحسب وزارة العدل الأوكرانية، تكبّدت الحكومة الأوكرانية منذ الاستقلال عام 1991 أكثر من مليون يورو كتعويضات ألزمتها بها محكمة حقوق الإنسان الأوروبية.

سجناء سياسيون

وتزداد الأمور سوءا في مراكز التوقيف الاحتياطي، المعروفة باسم «سيزو»، حيث ينتظر الموقوفون محاكماتهم لمدد طويلة قد تصل إلى السنوات.

وفي أوكرانيا ثلاثون مركزا للتوقيف الاحتياطي يقبع فيها ثلث إجمالي نزلاء السجون.

على مرمى حجر من وسط العاصمة كييف، وفي حيّ سكني، يرتفع سجن لويكيانيفسكا للتوقيف الاحتياطي، وفيه 2500 نزيل، وهو يعدّ من بين أسوأ سجون أوكرانيا.

وشيّد هذا المبنى قبل 150 عاما، ودخله مجرمون خطرون، وأيضا سجناء سياسيون منهم فيليكس دجيرزينسكي الذي أسس الشرطة السياسية الشيوعية وقادها، والسينمائي الشهير سيرغي باراديانوف، وعدد من المعارضين السياسيين.

وفي الآونة الأخيرة دخلته مرّتين رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموتشنكو، إحدى الأوفر حظا في انتخابات 2019، لكنها أوقفت في قسم النساء وهو أقلّ سوءا من قسم الرجال.

ويقول دونيس تشرنيكوف مساعد وزير العدل لوكالة فرانس برس «من المستحيل إزالة العفن لأنها دخلت في الجدران، ولم يعد من جدوى لأشغال هنا، علينا أن نبني سجنا جديدا».

وتقترح السلطات أن تتخلى عن المبنى لأحد المستثمرين مقابل أن يبني لها سجناء خارج كييف، بحسب المسؤول.

النوم بالتناوب

أطلقت السلطات الحالية المنبثقة من حركة الاحتجاج حملة إصلاح ترمي إلى تحديث نظام السجون، لكنها بالكاد تستطيع أن تحقق تقدّما، بسبب مشاكل التمويل. وجاء في تقرير وطني حول حقوق الإنسان نُشر عام 2018 أن 1500 سجين تقدّموا بشكاوى عن انتهاك حقوقهم في العام الماضي.ويقول أندرس ديدنكو الذي أمضى ثماني سنوات في السجن ثم أسس مجموعة حقوقية «الوضع يتحسّن، ويؤدي فتح السجون أمام الرقابة العامة إلى المساهمة في تقليل عدد حالات التعذيب وإلى احترام المسؤولين عن السجن للمعايير». ومن شأن القوانين الجديدة التي تتيح فرض الإقامة الجبرية أو إطلاق السراح المشروط أن تقلل من الاكتظاظ في سجون التوقيف الاحتياطي.

ويقول ديدنكو «في الماضي، كانوا يضعون أحيانا 10 أشخاص أو 12 في زنزانات لا تتسع سوى لأربعة أشخاص، وكان السجناء يضطرون للنوم بالتناوب».