oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

أسد البحر أحمد بن ماجد قامة عمانية أخرى

08 أغسطس 2018
08 أغسطس 2018

في إطار الفعاليات الثقافية الرفيعة التي يحتضنها مهرجان صلالة السياحي 2018 ، ضمن فعالياته العديدة والمتنوعة ، جاءت ندوة « الملاح العماني شهاب الدين أحمد بن ماجد رائد الملاحة البحرية » ، التي نظمتها المديرية العامة للتراث والثقافة بمحافظة ظفار أمس الأول، في مرباط ؛ لتلقي في الواقع مزيدًا من الضوء على واحد من أعلام عمان الأفذاذ ، الذين أضافوا للعلم ، وللخبرة الإنسانية الكثير مما تعتز به وتحتفظ به حتى الآن ، خاصة في مجال علوم البحار والملاحة وأدواتها ، برغم مرور عدة قرون.

وفي الوقت الذي تتمتع فيه عمان بموقع استراتيجي بالغ الأهمية ، على مدار التاريخ وحتى الآن ، فإن البحر كان ، ولا يزال ، النافذة الجذابة والأثيرة للكثيرين من أبناء هذه الأرض الطيبة ، فمن موانئ عمان انطلقت قوافل السفن ، حاملة الخير والود والصداقة إلى شعوب الدول الشقيقة والصديقة ، شرقا حتى موانئ الصين ، وجنوبا على امتداد الساحل الشرقي لإفريقيا ، وشمالا حتى شط العرب ، وغربا حتى نيويورك مرورا بالعديد من موانئ أوروبا . ولذا فإنه ليس مصادفة ابدأ أن يكون الملاح العماني « شهاب الدين أحمد بن ماجد »الملقب بـ« أسد البحر»، في مقدمة رواد البحر العمانيين ، عالما وبحارا ، وواضعا للخرائط البحرية ، وقائدا بحريا ، لا ينسى الأوروبيون وخاصة البرتغاليين دوره البالغ الأهمية في تعريفهم بالطريق البحري إلى الهند ، والربط بين أوروبا وآسيا عبر رأس الرجاء الصالح ، وذلك منذ نحو ستمائة عام . وقد شهدت الندوة إضاءات كثيرة ، عبر أوراقها ومداخلاتها ، حول أثر هذا الملاح العماني الذي قدم الكثير للإنسانية وللتاريخ البحري العماني والعالمي كذلك سواء عبر مؤلفاته العديدة ، أو عبر خبراته العلمية التي انتقلت منه إلى الأجيال الأخرى وحتى الآن.

جدير بالذكر أن مثل هذه الندوات العلمية ، تحظى باهتمام كبير وواسع النطاق ، ليس فقط من جانب وزارة التراث والثقافة ، والمراكز العلمية في الجامعات العمانية ، وفي مقدمتها جامعة السلطان قابوس ، ولكن أيضا من جانب الكثير من المؤسسات ، وقطاعات واسعة من المواطنين العمانيين ، ومن المهتمين بالدراسات التاريخية في السلطنة وخارجها أيضا، ولعل مما يزيد من أهمية وقيمة هذا الجهد العلمي المشكور أن حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه - تحرص على الاحتفاء بالرموز وبالشخصيات والإعلام والعلماء العمانيين في مختلف المجالات ، وذلك في إطار إلقاء الضوء ، وتعريف أبنائنا وبناتنا بجوانب مضيئة من التاريخ والإسهام الحضاري لعمان ولشعبها المعطاء على امتداد حقب التاريخ المختلفة ؛ ليكونوا قدوة ومنارات مضيئة يسير عليها أبناؤنا وبناتنا لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار في الحاضر والمستقبل ، وللحفاظ أيضا على الإسهام العماني، الملموس والمستمر، في الحضارة الإنسانية ، وهو ما يدعمه حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم - أعزه الله - لتكون عمان دوما مرفأ سلام ، وقوة أمن واستقرار، وحاملة للود والخير والصداقة لمن حولها ، كما يريد لها جلالته - أبقاه الله .