1414104
1414104
العرب والعالم

ترامب يحذر العالم من التعامل تجاريا مع طهران وروسيا تعبر عن «خيبة أملها»

07 أغسطس 2018
07 أغسطس 2018

بدء سريان العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران رغم مناشدات الحلفاء -

عواصم - عمان - سجاد أميري - وكالات:-

بدأ سريان العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران امس رغم مناشدات من حلفاء واشنطن، وتعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمنع الشركات التي تجري معاملات مع إيران من التعامل التجاري مع الولايات المتحدة.

ورفضت إيران في اللحظة الأخيرة عرضا من إدارة ترامب بإجراء محادثات قائلة: إنها لا يمكن أن تتفاوض بعد أن تراجعت واشنطن عن الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 وينص على تخفيف العقوبات مقابل فرض قيود على البرنامج النووي الإيراني.

وقرر ترامب هذا العام الانسحاب من الاتفاق متجاهلا مناشدات قوى عالمية أخرى شاركت في رعاية الاتفاق ومن بينها حلفاء واشنطن الأوروبيون بريطانيا وفرنسا وألمانيا بالإضافة إلى روسيا والصين.

ووعدت الدول الأوروبية بمحاولة التخفيف من تأثير العقوبات الأمريكية الجديدة من أجل إقناع إيران بمواصلة الالتزام ببنود الاتفاق. لكن اتضحت صعوبة هذا الأمر إذ انسحبت الشركات الأوروبية من إيران قائلة :إنه لا يمكنها المغامرة بخسارة معاملاتها مع الولايات المتحدة.

وكتب ترامب على تويتر امس يقول: «هذه هي العقوبات الأشد على الإطلاق، ستصل في نوفمبر إلى مستوى أعلى. كل من يجري معاملات مع إيران لن يجري معاملات مع الولايات المتحدة. أطلب السلام العالمي، لا أقل من ذلك!».

وسارعت حليفتا إيران الأبرز موسكو ودمشق إلى إدانة التحرك الأمريكي حيث أعربت روسيا عن «خيبة أملها الشديدة»، مؤكدة أنها «ستقوم بكل ما يلزم» لحماية الاتفاق النووي وعلاقاتها الاقتصادية مع إيران، في حين وصفت الحكومة السورية العقوبات بأنها «غير مشروعة».

من جهته، قال جون بولتون مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض أمس الأول: إن فرصة إيران الوحيدة للنجاة من العقوبات هي قبول عرض ترامب بالتفاوض على اتفاق أكثر صرامة، وأضاف لقناة فوكس نيوز الإخبارية: «يستطيعون قبول عرض الرئيس للتفاوض معهم والتخلي عن برامجهم للصواريخ الباليستية والأسلحة النووية بشكل كامل يمكن التحقق منه فعليا».

وتقر واشنطن بأن إيران التزمت بشروط اتفاق عام 2015 الذي وقعت عليه إدارة الرئيس الأمريكي السابق بارك أوباما لكنها تقول: إن الاتفاق معيب لأنه غير صارم بما فيه الكفاية، وتقول إيران: إنها ستستمر في الالتزام بالاتفاق في الوقت الراهن إذا استطاعت الدول الأخرى حمايتها من التأثير الاقتصادي لقرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق.

وتستهدف العقوبات التي دخلت حيز التنفيذ امس مشتريات إيران من الدولار الأمريكي وتجارة المعادن والفحم والبرمجيات الصناعية وقطاع السيارات.

ورفض الرئيس الإيراني حسن روحاني، في كلمة ألقاها قبل ساعات من بدء فرض العقوبات، إجراء أي مفاوضات طالما لم تعد واشنطن ملتزمة بالاتفاق النووي.

وقال روحاني في كلمة بثها التلفزيون على الهواء: «إذا طعنت شخصا بسكين ثم قلت إنك تريد إجراء محادثات فعليك أولا أن تنزع السكين»، وأضاف: «نفضل دائما الدبلوماسية والمحادثات... لكن المحادثات تتطلب الصدق».

ورفض روحاني اقتراح إجراء محادثات باعتباره يهدف إلى إثارة الفوضى في إيران وإرباك الناخبين الأمريكيين في الداخل قبيل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس المقررة في نوفمبر. وقال: إن واشنطن أصبحت معزولة دوليا وستندم على فرض العقوبات ومخالفة آراء حلفائها والقوى العالمية.

والاتفاق النووي مرتبط على نحو وثيق بروحاني الرئيس المعتدل نسبيا الذي فاز باكتساح في الانتخابات مرتين على وعد بفتح اقتصاد إيران على العالم الخارجي.

وتخشى الدول الأوروبية أن قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق يجعلها تجازف بتقويض روحاني وتعزيز قبضة معارضيه المحافظين الذين يقولون منذ وقت طويل إن الغرب لن يسمح لإيران بالازدهار.

من جهتها، أكدت مفوضة الاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية فيدريكا موجيريني، أن الاتحاد يعتزم تشجيع الشركات التي ستوسع التجارة مع إيران بعد إعادة فرض الحظر الأمريكي عليها.

وشددت موجيريني على أن حق تحديد الأطراف التي تريد أوروبا التجارة معها يعود للأوروبيين أنفسهم، وأضافت: «سنبذل قصارى جهدنا لإبقاء إيران في الاتفاق النووي، كي يستفيد الشعب الإيراني اقتصاديا من هذا الاتفاق، لأننا نعتقد أن هذا يخدم المصالح الأمنية ليس لمنطقتنا فحسب، بل للعالم أجمع».

وقالت: «نشجع الشركات الصغيرة والمتوسطة على وجه الخصوص، على زيادة الأعمال التجارية مع إيران، باعتبار ذلك جزءا مما يمثل أولوية أمنية بالنسبة لنا»، موضحة أن التجارة جزء لا يتجزأ من الاتفاق النووي.

وقالت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي في بيان مشترك أمس الأول: «نأسف بشدة على استئناف العقوبات الأمريكية».

وارتفعت صادرات إيران النفطية منذ تخفيف العقوبات قبل عامين. لكن لم يشعر أغلب الإيرانيين بتحسن اقتصادي ملموس بعد تلويح الولايات المتحدة بإعادة فرض العقوبات مما أدى إلى تراجع في قيمة الريال الإيراني مما زاد من تكلفة الواردات.

وأعلنت إيران خطوات هذا الأسبوع لتسهيل الحصول على العملة الصعبة، في محاولة فيما يبدو لتجنب مزيد من الاضطرابات، وقالت إنها تحاكم مسؤولا سابقا بالبنك المركزي في جرائم اقتصادية.

وقال سعيد لايلاز وهو محلل اقتصادي وسياسي يقيم في طهران: «(العقوبات) ستصعب بالتأكيد الحياة اليومية على الإيرانيين»، وأضاف «لكن إذا كانت الحكومة لديها خطة جادة فإن بإمكانها السيطرة على الموقف».

ويجري عدد قليل من الشركات الأمريكية أعمالا في إيران، الدولة المعادية للولايات المتحدة منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979، لذلك فإن تأثير أي عقوبات يعتمد على قدرة واشنطن على منع الشركات الأوروبية والآسيوية من إقامة أعمال هناك.

ومن بين الشركات الأوروبية الكبيرة التي علقت خططا طموحة للاستثمار في إيران استجابة للعقوبات التي فرضها ترامب شركة توتال النفطية الفرنسية وشركتا رينو و(بي.إس.إيه) الفرنسيتان لصناعة السيارات.

وفي غضون ساعات من بدء تطبيق العقوبات، أعلنت مجموعة «دايملر» الألمانية لصناعة السيارات توقيف أنشطتها التجارية في إيران رغم إعلان الاتحاد الأوروبي عن «تصميمه على حماية الجهات الاقتصادية الأوروبية الناشطة في أعمال مشروعة مع إيران».

ويتوقع أن يكون تأثير الحزمة الثانية من العقوبات التي ستدخل حيز التنفيذ في 5 نوفمبر وتستهدف قطاع النفط الذي يعد حيويا بالنسبة لإيران، الأشد وطأة حتى ولو رفض أبرز مستوردي الخام الإيراني كالصين والهند وتركيا تقليص مشترياتهم إلى حد كبير.