mohammed
mohammed
أعمدة

شفافية : تعليقات

07 أغسطس 2018
07 أغسطس 2018

محمد بن أحمد الشيزاوي -

[email protected] -

(1)

يعلّق الكثيرون آمالا عديدة على الاندماج المتوقع بين البنك الوطني العماني وبنك ظفار؛ نظرا للمكاسب العديدة التي سوف يحققها هذا الاندماج الذي لا يعني فقط دمج الأصول ورأس المال وزيادة السيولة في البنك الجديد، ولكنه يعني أيضا دمج الخبرات المتوفرة والأنظمة التقنية المتطورة لتعزيز تجربة الزبائن وتقديم الأفضل لهم.

(2)

ومن خلال التعليقات التي وردت إليَّ بعد مقال الأسبوع الماضي الذي كان تحت عنوان “الاندماجات المصرفية وحقوق المساهمين” يبدو أن هناك رغبة أكيدة لدى أعضاء مجلسي الإدارة لتحقيق الاندماج، فقد أخبرني أحد الأعضاء أن فكرة الاندماج شهدت ترحيبا جيدا من قبل مجلسي الإدارة فسارعا إلى مناقشتها، وأن الخطوات التالية ستكون تحديد برنامج العمل بشكل واضح، مؤكدا أن الخطوات الإجرائية لن تستغرق أكثر من عام واحد.

(3)

عندما ننظر في مقومات الاندماج نجد أنها متوفرة لدى البنكين، فعلى سبيل المثال ارتفعت الأرباح الصافية المجمعة للبنكين في النصف الأول من العام الجاري إلى 50.3 مليون ريال عماني مقابل 48.7 مليون ريال عماني في الفترة المماثلة من العام الماضي، ويمتلك البنكان حجما مرتفعا من الأصول التي بلغت بنهاية يونيو الماضي 7.6 مليار ريال عماني ورأس المال البالغ 406.4 مليون ريال عماني، وبلغت الأرباح المحتجزة للبنكين بنهاية يونيو الماضي 162.9 مليون ريال عماني، فيما بلغ صافي قروض الزبائن حوالي 5.8 مليار ريال عماني والودائع 5.6 مليار ريال عماني، وجميع هذه الأرقام تقدم مؤشرا إيجابيا على ما يمكن أن يضيفه الكيان الجديد للاقتصاد الوطني بشكل عام والقطاع المصرفي بشكل خاص.

(4)

وعندما ننظر إلى أكبر المساهمين في البنكين الذين يمكنهم دعم توجه الاندماج نجد خبرات مصرفية وكيانات مؤسسية لابد أنها تسعى لتأسيس كيان مصرفي كبير وقادر على النمو والمساهمة في تمويل المشروعات في السلطنة وتحقيق قيمة أكبر للمساهمين الآخرين.

(5)

هناك العديد من المكاسب الاقتصادية لعمليات الاندماج المصرفي، إذ إن الكيانات المصرفية الكبيرة تكون لديها قدرة أكبر على مواجهة التحديات الاقتصادية المحلية والعالمية من خلال ما تمتلكه من قوة مالية ورؤوس أموال كبيرة وأصول ضخمة وسيولة أعلى وتنوع في الاستثمارات، ويمكنها من خلال الدمج تقليص المصروفات وتحقيق وفورات في هذا الإطار، بالإضافة إلى أن وجود كيانات مصرفية محلية كبيرة يساهم في تمويل المشروعات التنموية وتقليص الاعتماد على المصارف العالمية، بالإضافة إلى العديد من المكاسب الأخرى.

كما أن الاندماج سوف ينعكس أيضا على الخدمات المصرفية الإسلامية التي سيزداد حضورها بين الزبائن وفي مجال تمويل المشروعات.

(6)

المساهمون في البنك قد يكونون أكبر المستفيدين من هذا الاندماج، إذ لا بد أن يؤدي الاندماج إلى تشكيل كيان مصرفي قادر على تحقيق تطلعات المساهمين من حيث النمو وازدياد الإيرادات والأرباح وبالتالي القدرة على توزيع أرباح جيدة للمساهمين.

خلال هذا العام وبناء على النتائج المالية للسنة المنتهية في ديسمبر 2017 قام البنك الوطني العماني بتوزيع أرباح نقدية بنسبة 15% أي 15 بيسة لكل سهم وأسهم مجانية بنسبة 5%، فيما وزّع بنك ظفار أرباحا نقدية بنسبة 12% وأسهما مجانية بنسبة 8%. لكننا نتوقع أن يساهم الدمج في زيادة الأرباح وبالتالي رفع نسبة التوزيعات، كما أنه إذا استطاع الكيان المصرفي الجديد تحقيق أهداف الدمج فإن النمو الذي سوف يحققه سينعكس على سهم البنك وقيمته السوقية وهذا مكسب آخر للمساهمين.