1411262
1411262
الرئيسية

مسار «الناشئة» يدشن مراحل البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب

04 أغسطس 2018
04 أغسطس 2018

بناء جيل متمكن ومنتج للإبداع والمعرفة -

كتب - خليفة بن علي الرواحي -

بمُباركة سامية من لدن حَضْرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- دشن ديوان البلاط السلطاني أمس (مسار الناشئة) في النسخة الأولى من «البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب» وأقيم حفل التدشين بحضور سعادة الدكتور علي بن قاسم بن جواد، مستشار الدراسات والبحوث بديوان البلاط السلطاني ورئيس البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب والطلبة المشاركين وأولياء الأمور وعدد من المسؤولين عن البرنامج الوطني.

في بداية الحفل ألقى سعادة الدكتور علي بن قاسم بن جواد، مستشار الدراسات والبحوث بديوان البلاط السلطاني ورئيس البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب كلمة قال فيها: «يأتي البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب بمباركة سامية من لدن مولانا جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه-، والذي يسدي توجيهاته الكريمة دوما بتعزيز قدرات الشباب العماني وتسخير كافة الإمكانيات والسبل والتقنيات ليكونوا متسلحين بالعلم والمعرفة في أحدث التطبيقات العالمية، كما نفتخر بهذه الكوكبة من الشباب العماني الذين اجتازوا العديد من الاختبارات ليتم اختيارهم في تجربة متميزة عنوانها الثورة الصناعية الرابعة. وهنا أدعو المشاركين في البرنامج للاستفادة القصوى من تلك الفرصة الفريدة وأن يضعوا نصب أعينهم خدمة عمان وأبنائها بالمعرفة التي سيكتسبونها والمساهمة في نقل تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة للسلطنة كل في مجاله».

تقنيات حديثة

وأضاف سعادته: لقد استثمرنا كافة طاقتنا لإعداد محتوى تدريبي ومناخ مصاحب له بكافة تفاصيله الدقيقة، لأننا ننظر لما نقوم به في هذا الصدد على أننا أمام مهمة لبناء جيل متمكن من التقنيات والأدوات والأساليب الحديثة، جيل منتج للإبداع والمعرفة وليس مجرد مستهلك لها. وجيل لديه انفتاح على العالم ومتمسك بقيمه الذاتية الثرية... فينطلق للعالمية بهوية وطنية أصيلة، وإننا نتطلع بصدق إلى أن نعمل سويا بنفس روح الأسرة الواحدة، لاستثمار البرنامج والبناء على نتائجه، وتمكين أبنائنا من اختيار تخصصاتهم المستقبلية التي تراود أحلامهم وتقع في إطار قدراتهم، فدورنا كآباء ليس صناعة الحلم لأبنائنا وإنما دعمهم لصناعة حلمهم وتشجيعهم على تحقيقه، لذلك سيركز البرنامج على ما يدعم قدرات أبنائنا لبلورة حلمهم للمستقبل بشكل عملي وعلمي، وأثق أنكم...  يا من أوصلتم أبناءكم بكد وجهد وعناية الى هذا المكان اليوم و ستواصلون دعمهم لبلورة هذا الحلم بشكل فعال، بالبناء على الاستثمار المعرفي الذي هم بصدد النهل منه.

عدالة وشفافية الاختيار

وألقى قيس بن راشد التوبي مشرف البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب كلمة قال فيها: إن عملية الاختيار والتقييم اتسمت بالشفافية والعدالة والتنافسية حيث تم استخدام أحدث الأدوات العالمية لقياس مستويات المتقدمين وصولاً الى تحديد المشاركين النهائيين، حيث مرت تلك العملية بثلاث مراحل رئيسية في المرحلة الأولى تم ترشيح الطلبة المجيدين من الصفين العاشر والحادي عشر بنسب ممثلة من مختلف محافظات السلطنة والتي شملت كافة المدارس الحكومية والخاصة، حيث تم العمل مع وزارة التربية والتعليم لتحديد ١٠٠٠ طالب وطالبة وفي المرحلة الثانية تم التواصل مع الطلبة المرشحين لحضور اختبارات التقييم، والتي تم عقدها في مراكز التقييم الموزعة في ٧ محافظات وشملت هذه الاختبارات جوانب التفكير التحليلي واللغة الانجليزية وقد شارك في هذه المرحلة ٧٩١ متقدما، وفي المرحلة الثالثة تم تنفيذ المقابلات المصورة عبر الإنترنت، حيث تم إرسال دعوات عبر البريد الإلكتروني متضمنة التعليمات الخاصة بتأدية هذه المقابلات، حيث طُلب من المتقدمين الإجابة على ٣ أسئلة تعكس شخصية المتقدمة وشغفه للمشاركة في البرنامج، وقد شارك في هذه المرحلة ٣٠٠ متقدم، ليتم بعدها اختيار المائة والخمسين مشاركا، وإننا نحتفل اليوم بانضمامهم إلى مجتمع البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب، والذي نعده بداية الطريق نحو مستقبل مزدهر للسلطنة.

تجربة مثرية

واستعرضت هبة وليد الناصر من فريق عمل البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب التجربة التعليمية المثرية للبرنامج فقالت: لقد حرصنا في فريق البرنامج على أن نجمع بين أحدث أساليب التعلم العالمية وأمتعها، وأبارك للسلطنة هذه الكوكبة من الناشئة المجيدين والذين اجتازوا، كما رأينا، إحدى أكثر آليات الاختيار والتقييم تنافسية، ليكونوا معنا في برنامج يستمد أهدافه من رؤى و نهج حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - لبناء مجتمع من الشباب العماني القادر على المشاركة بفاعلية في ازدهار اقتصاد المستقبل.

تقنيات جديدة.

وأضافت: لقد عمل فريق البرنامج وبالتعاون مع نخبة من شركائنا العالميين على تصميم برنامج لمنح الناشئة وعيا مبكرا بالتحديات والفرص الناتجة عن التقنيات الجديدة لذلك جاء تصميم البرنامج ليدمج بطريقة سلسة بين عدة مهارات كالتالي:أولا: المهارات التقنية اللازمة لعصر الثورة الصناعية الرابعة مثل علوم البرمجيات والروبوتات والتفكير الحسابي والترميز من خلال قطع ليجو الإلكترونية، وثانيا: مهارات القرن الحادي والعشرين مثل التفكير التحليلي، التعامل مع التحديات، التفاوض والمرونة الإدراكية والتي تعد من أهم المهارات التي يحتاجها الشباب للنجاح والاستمرار في وظائف المستقبل بحسب تقرير مستقبل الوظائف الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، وحيث إننا نعيش حاليا في عوالم رقمية فقد قمنا بتصميم حلقات تدريبية عن المواطنة الرقمية الصالحة وكيفية التصرف والتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة بطريقة مسؤولة وآمنة، وسيكون البرنامج خلال الأسبوعين القادمين ممتعا ومليئا بالتحديات والابتكارات والمسابقات، ولن يكون هذا البرنامج اعتياديا حيث إننا اتبعنا منهجية التعلم من خلال التطبيق والتي تعد من أكثر الأساليب التعلمية نجاعة.

وأوضحت: إن البرنامج سيختتم بفعالية هي الأولى من نوعها في السلطنة لفئة الناشئة حيث ستركز على تطوير مشاريع وتطبيقات ذكية؛ ليكون قياس الإنجاز ليس بالدرجات أو التحصيل بل بالقدرة على ابتكار حلول ابداعية لتحديات يومية بسيطة تواجه أبناءنا الناشئين.

وفي ختام حديثها قالت هبة الناصر للمشاركين: إن عملية التعلم لا تقتصر فقط على وجود أسلوب تعليمي جيد أو معلم جيد والذي حرصنا أكبر الحرص على توفيره بمستويات عالمية، بل تكتمل بوجود الرغبة والحماس لديهم على اغتنام جميع اللحظات التعليمية فرجائي الحار منكم أن تتفاعلوا معنا ومع جميع الميسرين والمشرفين والذين جاؤوا من  بلدان حول العالم ليكوا بيننا اليوم ويشاركوا أجود وأحدث ما في العالم من تقنيات.

يذكر أن البرنامج يركز على مهارات ومعارف وقيم الثورة الصناعية الرابعة. وينطلق مسار (الناشئة) ب 150 مشاركاً ومشاركة من الفئة العمرية (15-17) سنة من كافة محافظات السلطنة، والذي يستمر من 4 أغسطس وحتى 17 أغسطس 2018 ، وسيتم من خلاله تدريب المشاركين على علوم البرمجيات والروبوتات والتفكير الحسابي والإعلام الرقمي والمواطنة الرقمية، بما يسهم في إطلاق مهارات الشباب الإبداعية وتوظيفها في حياتهم اليومية، كما يمنحهم وعياً مبكراً بالتحديات والفرص التي توفرها التقنيات الحديثة. وسيتم تنفيذ هذا المسار بالتعاون مع جهات عالمية متخصصة مثل: شركة ليجو التعليمية (Lego Education) وشركة فايرتك (FireTech) والجامعة الألمانية للتكنولوجيا في السلطنة.

أما المسار الثاني فهو مسار (الشباب) فسينطلق في منتصف أغسطس بمشاركة 1000 مشارك ومشاركة من الفئة العمرية (18-29) من خلال منصة يوداسيتي للتعليم الإلكتروني (Udacity). وسيتمكن كل مشارك من دراسة أحد ٣ تخصصات وهي علوم البيانات والبرمجيات والتسويق الرقمي مما سيؤهلهم للحصول على شهادة النانو NanoDegree.

وفتح باب التقدم لمسار الشباب لكافة الشباب العمانيين من الفئة العمرية 18-29 سنة سواءً كانوا من الطلبة أو الموظفين في القطاعين الحكومي والخاص أو الباحثين عن عمل، حيث إن أكثر من 11 ألف من الشباب العماني تقدموا بطلب الالتحاق للمسار، وقد خضع المتقدمون لعدة مراحل من الفرز شملت اختباراً إلكترونياً واختبارات بمراكز التقييم بكافة محافظات السلطنة.

وكانت عملية تقييم واختيار المشاركين في البرنامج قد اتسمت بمنهجية عادلة وشفافية وفقًا لمعايير تنافسية واضحة، وقد قامت بها مؤسسة مستقلة ذات خبرة في مجال تطوير الكفاءات وتنمية الموارد البشرية. كما أن المتقدمين لمسار (الناشئة) تم ترشيحهم من قبل وزارة التربية والتعليم بناءً على معايير محددة شملت الطلبة المقيدين في الصفين العاشر والحادي عشر في المدارس الحكومية والخاصة، ومن كافة محافظات السلطنة. ثم خضع المرشحون لاختبارين في مراكز التقييم في مختلف محافظات السلطنة تلتها مقابلات فيديو عبر شبكة الإنترنت من أجل اختيار 150 مشاركاً في مسار (الناشئة).

ويستهدف البرنامج الوطني لتنمية مهارات الشباب ( 3 آلاف) من الشباب العماني من مختلف محافظات السلطنة بين الفئة العمرية (15 - 29 سنة) على مدى سنتين، وذلك بهدف تمكين الشباب العماني وتزويدهم بالقيم والمهارات والمعارف اللازمة للنجاح في ميادين العمل المستقبلية كي يكونوا مستعدين لعصر الثورة الصناعية الرابعة.