1410324
1410324
العرب والعالم

تحرك أممي لتخفيف القيود على دخول المساعدات إلى كوريا الشمالية

03 أغسطس 2018
03 أغسطس 2018

بومبيو: عمل بيونج يانج على برامج الأسلحة يتناقض مع تعهد كيم -

الأمم المتحدة (الولايات المتحدة) - سنغافورة - (رويترز - أ ف ب) - يعتزم مجلس الأمن الدولي دعم اقتراح أمريكي يهدف إلى إزالة بعض العقبات التي تسببت بها العقوبات المشددة في وجه إيصال المساعدات الإنسانية إلى كوريا الشمالية، وفق وثائق حصلت عليها وكالة فرانس برس.

وتسببت الأزمة الإنسانية في كوريا الشمالية بمعاناة نحو عشرة ملايين شخص - أي ما يعادل نحو نصف عدد السكان - من نقص التغذية، وفق مسؤولي الأمم المتحدة الذين تحدثوا عن تراجع انتاج الغذاء العام الماضي. وتنص قرارات الأمم المتحدة أن على العقوبات ألا تؤثر على المساعدات الإنسانية لكن منظمات الإغاثة تشير إلى أن القيود على التجارة وقطاع المصارف تطرح عقبات بيروقراطية وتتسبب بإبطاء تدفق الإمدادات الحيوية.

وبناء على نص اطلعت فرانس برس على نسخة منه سيوفر اقتراح أمريكي طُرح الشهر الماضي تعليمات واضحة لمنظمات الإغاثة والحكومات من أجل تقديم طلبات للحصول على إعفاءات من العقوبات الأممية على كوريا الشمالية.

وبعد أسابيع من المفاوضات يتوقع أن تعطي لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة موافقتها الأخيرة على الإرشادات الجديدة بعد غد.

وفور الموافقة سترسل اللجنة إشعارا إلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددهم 193 من أجل «تقديم تفسير واضح لآليتها الشاملة للإعفاء المتعلق بالشؤون الإنسانية» الذي «سيحسن ظروف إيصال المساعدات الإنسانية إلى جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية».

ويأتي التحرك في وقت تدعو الولايات المتحدة إلى المحافظة على أعلى درجة من الضغط على كوريا الشمالية لإجبار زعيمها كيم جونغ أون على تنفيذ تعهده بنزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية. وبعدما حثت روسيا والصين مجلس الأمن على تخفيف العقوبات، قالت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي: إن على المنظمة الدولية عدم القيام «بأي شيء» قبل أن تقوم بيونغ يانغ بتحركات لتفكيك برامجها النووية والصاروخية.

وقال مسؤول أمريكي: إن الإرشادات ستضمن «استمرار الأنشطة الإنسانية المهمة للغاية والضرورية لإنقاذ الأرواح في كوريا الشمالية» موضحا أن طلبات الحصول على إعفاءات ستخضع لدراسة مفصلة.

وتابع المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن «الولايات المتحدة أبلغت بوضوح أننا سنواصل تطبيق العقوبات الحالية حتى نحقق نزع الأسلحة النووية لكوريا الشمالية بشكل نهائي يمكن التحقق منه». ولدى سؤاله عن الإرشادات الجديدة، أفاد مسؤول هولندي تحدث بصفته رئيس لجنة العقوبات «نريد أن نوضح أن الأمر يتعلق بتخفيف القيود على الإجراءات وليس تخفيف العقوبات».

تداعيات غير مقصودة

وتبنى مجلس الأمن الدولي العام الماضي ثلاث حزم من العقوبات استهدفت اقتصاد كوريا الشمالية كرد على سادس اختبار نووي وسلسلة عمليات إطلاق صواريخ بالستية أجرتها بيونج يانج.

وتمنع هذه العقوبات كوريا الشمالية من تصدير السلع الأساسية الخام بينما تضع قيودا كبيرة على استيرادها لمجموعة من البضائع وموارد النفط التي تحمل أهمية بالغة لجيش البلاد.

وكان للإجراءات أثر كبير، حيث عملت وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة جاهدة للعثور على شركاء راغبين بالتعامل مع العقوبات المشددة التي فرضت على كوريا الشمالية.

وقال مدير عمليات الإغاثة لدى الصليب الأحمر الدولي في آسيا سايمون سكورنو «لا يجب أن تؤثر العقوبات الاقتصادية على العمل الإنساني المحايد.

لكن ذلك يحصل. إنها تحمل تداعيات غير مقصودة». وأضاف «لم نر الإرشادات بعد لكننا تلقينا وعودا بأنها ستسرع الإجراءات والإعفاءات وتسهل العمليات بشكل عام. نأمل أن تسهل الإرشادات أداء عملنا».

وفي اجتماع أممي عقد الشهر الماضي اشتكى نائب السفير الكوري الشمالي لدى الأمم المتحدة كيم إن-ريونغ من أن تسليم المعدات الطبية على غرار آلات الأشعة ومبيدات الحشرات المضادة للملاريا والمعدات الصحية الخاصة بالإنجاب، مجمد منذ أشهر.

واعتبر أنه يتم «تسييس» ملف المساعدات الإنسانية لافتا إلى أن حرمان الكوريين الشماليين من المساعدات يعد انتهاكا لحقوق الإنسان.

وتواجه الأمم المتحدة كذلك نقصا كبيرا في تمويل عملياتها الإغاثية في كوريا الشمالية.

ولم تنجح دعوة للحصول على تمويل بقيمة 111 مليون دولار من أجل الغذاء والأدوية وغيرها من الأساسيات التي يحتاجها ستة ملايين كوري شمالي في جمع أكثر من 12 مليون دولار أي ما يعادل 10,9 بالمائة فقط من المبلغ.

وقدمت أربع دول فقط تبرعات وهي سويسرا والسويد وكندا وفرنسا.

تناقض مع التعهدات

بعد أقل من شهرين على القمة التاريخية التي انعقدت في سنغافورة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون عاد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إليها أمس، وقال: إن مواصلة بيونج يانج العمل على برامج الأسلحة يتناقض مع تعهد زعيمها بالتخلي عن السلاح النووي، وفي طريقه إلى سنغافورة سئل بومبيو عن تصريحه في مجلس الشيوخ الشهر الماضي بأن كوريا الشمالية تواصل صنع وقود للقنابل وعن تقارير تتحدث عن صنعها صواريخ جديدة. وقال بومبيو للصحفيين «الزعيم كيم تعهد بنزع السلاح النووي .... العالم طالبها (كوريا الشمالية) بذلك في قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وفيما يتعلق بتصرفها على نحو يتعارض مع هذا فإنها: أ) تنتهك أحد قراري مجلس الأن الدولي أو كليهما، ب) يمكننا أن نرى أنه لا يزال أمامنا طريقا يتعين خوضه لتحقيق النتيجة النهائية التي ننشدها»، وشكر بومبيو وزراء رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) خلال اجتماع في سنغافورة على جهودهم لتطبيق العقوبات بصرامة على كوريا الشمالية.

وكان بومبيو قد قال أمام لجنة تابعة لمجلس الشيوخ في 25 يوليو: إن كوريا الشمالية تواصل إنتاج وقود من أجل القنابل النووية برغم تعهدها.

وأفاد مسؤول أمريكي كبير الاثنين الماضي بأن أقمار مراقبة أمريكية رصدت نشاطا جديدا في مصنع بكوريا الشمالية أنتج أول صواريخها الباليستية القادرة على الوصول للولايات المتحدة.

كما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الاثنين أن بيونج يانج تصنع فيما يبدو صاروخا أو اثنين جديدين من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تعمل بالوقود السائل في منشأة أبحاث، وذلك نقلا عن مسؤولين مطلعين على تقارير مخابراتية.