1409766
1409766
العرب والعالم

تركيا تعد هجوما مضادا بعد العقوبات الأمريكية على خلفية اعتقال القس

02 أغسطس 2018
02 أغسطس 2018

مذكرات اعتقال بحق 27 من مشاة البحرية لصلتهم بجولن -

إسطنبول- (أ ف ب): أعربت تركيا أمس عن غضبها فيما تعد هجوما مضادا غداة فرض الولايات المتحدة عقوبات على وزيرين في حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان على خلفية اعتقال قس أمريكي.

وأكدت أنقرة منذ مساء الأول أنها ستتخذ تدابير «مماثلة بدون إبطاء»، بعدما أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية عن عقوبات اقتصادية بحق وزيرين تركيين هما وزير العدل عبد الحميد غول ووزير الداخلية سليمان سويلو.

وتأتي هذه الأزمة الخطيرة بعد تصعيد سريع في التوتر على ارتباط بالقس الأمريكي أندرو برانسون الذي وضع الأسبوع الماضي قيد الإقامة الجبرية في تركيا بعد اعتقاله عاما ونصف العام لإدانته بـ«الإرهاب» و«التجسس».

وفي بادرة نادرة تنم عن وحدة صف، نددت الكتل النيابية للأحزاب التركية الأربع أمس في بيان مشترك بهذه العقوبات الأمريكية معلنة «نقول لا لتهديدات الولايات المتحدة».

كما نددت الصحف التركية بالإجماع أمس بالتدابير الأمريكية فكتبت صحيفة «حرييت» المؤيدة للحكومة «قرار مشين اتخذته واشنطن» فيما عنونت صحيفة «جمهورييت» المعارضة «قطيعة تاريخية».

وتأتي هذه الأزمة وهي من الأخطر بين الحليفين الأطلسيين منذ عقود، فيما صعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النبرة في الأيام الأخيرة مطالبا بإطلاق سراح القس برانسون.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز «نعتقد أنه كان ضحية معاملة ظالمة وغير مبررة من جانب الحكومة التركية»، معلنة العقوبات بحق الوزيرين التركيَين.

وأوضحت وزارة الخزانة الأمريكية مصادرة ممتلكات وأصول الوزيرين المتهمين بلعب دور محوري في اعتقال القس. كما منعت إدارة ترامب أي مواطن أمريكي من مزاولة أعمال معهما. وسخر عبد الحميد غول من العقوبات التي تستهدفه وأعلن «لا أملك شجرة ولا قرشا واحدا في الولايات المتحدة».

وأثارت التدابير الأمريكية استياء العديد من الأتراك وقال بولنت باسوك وهو من سكان إسطنبول لوكالة فرانس برس «إننا غاضبون على الولايات المتحدة لست من أنصار رجب طيب أردوغان، لكنني أرى أن هذه العقوبات غير عادلة».

ولم يصدر أي رد عن أردوغان على العقوبات الأمريكية حتى منتصف أمس كما أن السلطات التركية لم تعط أي مؤشر حول التدابير المقابلة التي تعتزم اتخاذها ضد الولايات المتحدة.

ودعا صحفيان قريبان من النظام التركي إلى توجيه ضربة شديدة، وذكرا على سبيل المثال إغلاق قاعدة إنجرليك الجوية في جنوب تركيا، التي تستخدمها واشنطن لعملياتها في سوريا.

على صعيد آخرأصدر ممثلو الادعاء التركي مذكرات اعتقال بحق 27 ضابطا من رتب عالية بمشاة البحرية بناء على مزاعم بصلاتهم بحركة فتح الله جولن التي يلقى عليها باللائمة في الانقلاب الفاشل الذي وقع قبل عامين.

قامت الشرطة أمس بمداهمات في ثماني محافظات عبر البلاد، حسبما ذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية، مضيفة أن خمسة من الضباط الذين تمت ملاحقتهم يخدمون حاليا في البحرية التركية.

وقال مكتب الادعاء في أنقرة إن الضباط اتهموا بالتواصل مع أعضاء حركة فتح الله جولن، الداعية الإسلامي الذي يعيش في المنفى في الولايات المتحدة الأمريكية.