1405843
1405843
إشراقات

البوصافي: الإحرام يكون في الميقات المكاني وفي أشهر الحج

02 أغسطس 2018
02 أغسطس 2018

مناسك الحج والعمرة وأحكامهما «2» -

متابعة: سيف بن سالم الفضيلي -

أوضح فضيلة الشيخ الداعية راشد بن سالم البوصافي رئيس قسم البحوث والدراسات بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في الدرس الثاني «كيفية الإحرام وأحكامه ومحظوراته» وأن الإحرام يكون في الميقات المكاني ولا يصح أن يحرم الإنسان قبل الميقات ولا بعد الميقات، ويستثنى منه من يعيش بين الميقات ومكة المكرمة والمسافر بالطائرة، وكذلك لمن تجاوز الميقات ولم يكن قبل ذلك يريد الحج والعمرة (كان في خدمة الحجاج أو مرافقا) فرغبت نفسه واشتاقت لأداء النسك بعد أن سمع الناس يجأرون بالتلبية فإنه يحرم من المكان الذي أنشأ فيه الحج لدلالة حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما (من حيث أنشأ) أي من حيث أنشأ الحج والحديث صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأكد البوصافي أن المسلم أصبح مخاطبا بالأحكام الشرعية ممنوعا من بعض الأشياء بعدما نوى الدخول في النسك.. وإلى ما جاء في الجزء الثاني من (مناسك الحج والعمرة وأحكامهما).

يقول البوصافي: الإحرام أول أعمال الحج والعمرة، وهو بمثابة تكبيرة الإحرام بالنسبة للصلاة وسمي الإحرام إحراما؛ لأن به دخولا في النسك فإذا أراد الإنسان أن يدخل في نسك الحج والعمرة أحرم، والهمزة هنا للصيرورة أي صار في حرم الشيء.

فإذا أحرم الإنسان بالحج أو بالعمرة أصبح في حرم هذا النسك متلبسا به يلزمه وتلزمه أحكامه وإذا علمنا أن الإحرام أول مناسك الحج وأول أعماله كان حريا بهذا الإنسان أن يتقن العمل الأول؛ لأنه بإتقان العمل الأول سيتقن الأعمال التي تأتي بعد ذلك تباعا بمشيئة الله تبارك وتعالى، وأما إذا أخل الإنسان بأول ركن من أركان حجه فمعنى ذلك أن هذا الإنسان بنى حجه على أساس هش بل باطل، فلا يقوم له صرح بنيانه ولا يقوم له صرح عبادته فكان لا بد من أن يتقن الإنسان هذا الإحرام ويضبطه ضبطا صحيحا؛ لأنه به يلج إلى هذه العبادة وهذه الشعيرة التي اشتهر فيها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة».

ونبهنا الى أن ما يكسب الحج الآن اهتماما بالغا وحرصا كبيرا أن الإنسان لا يتسنى له أن يحج مرات متكررة، فحجتك هذه هي الحجة التي تلقاها تبارك وتعالى بها فكن حريصا وفقيها ومتعلما ورزينا وعاملا لوجه الله مقبلا على الله غير مدبر، فإذا ما حققت ذلك أقبل الله إليك وتقبل نسكك وطاعتك وأعمالك.

يسمح لثلاث حالات

ويتطرق البوصافي إلى شروط صحة الإحرام التي لا يصح إحرام المرء إلا بها، أولا: أن يكون الإحرام في الميقات المكاني ولا يصح أن يحرم الإنسان قبل الميقات ولا يصح أن يحرم بعد الميقات وإنما وضعت هذه المواقيت ليحرم الإنسان منها لينشئ الحج منها لينشئ العمرة منها وليس له أن يتعداها وليس له أن يتقدمها بإحرام إنما من أراد الحج أو العمرة فعليه أن يقصد هذه المواطن والأماكن المخصصة للإحرام التي خصصها الشارع الحنيف الشارع الكريم في أن يحرم بالحج أو العمرة.

فللآفاقي (غير القاطنين بمكة) فلا بد أن يحرم من الميقات المكاني الذي حدده لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقوافل الحجاج تقصدها الآن.

وأما من أراد الحج من أهل مكة ومن مكث فيها فإنه يحرم من المكان الذي نزل فيه من بيته الذي هو فيه يحرم بالحج ولا داعي إلى أن يخرج إلى الحل ولا داعي إلى أن يذهب إلى المواقيت.

يستثنى من هذه القاعدة وهي الإحرام من الميقات من يعيش بين الميقات وبين مكة المكرمة (الميقات وراءهم ومكة أمامهم)، فهؤلاء يحرمون من منازلهم ولا داعي لأن يذهبوا إلى الميقات؛ لأن الميقات وراءهم:

ومن يكن محله بالقرب

من مكة لأهله يلبي

يلبي من المكان أو المنزل أو البلد الذي يسكنه.

كذلك يستثنى من ذلك من سافر عن طريق الطائرة؛ نظرا لأن الطائرة تمر على الميقات بسرعة؛ ورخص الفقهاء أن يتقدم الإنسان بالإحرام ويبدأ في الدخول في التلبية قبل أن تجاوز الطائرة الميقات.

وهذا وإن لم يكن يخالف الأصل لأن الإنسان إن لبى كان ذلك بمقصد أنه يمر على الميقات ملبيا، فهكذا من يسافر عن طريق الطائرة فإنه يحرم قبل الميقات خشية أن يتعدى الميقات وهو لم يحرم. ولا يجوز للإنسان شرعا أن يتعدى الميقات وهو يريد الحج أو العمرة بغير إحرام.

والحالة الثالثة التي تستثنى من هذه القاعدة من لم يرد الحج أو العمرة، فهذا الإنسان مر على الميقات وهو لا يريد الحج ولا العمرة، ذهب لخدمة الحجاج أو مرافقا لا يريد الحج أو العمرة فأحرم الحجاج من الميقات وهو لم يحرم لأنه لا يريد حجا ولا عمرة ثم بعد ذلك عندما تجاوز الميقات وسمع التلبية والتذكير والفضل في الحج تاقت نفسه واشتاقت ورغبت أن يلبي الناس ويجأرون بين يدي الله تبارك وتعالى بالتلبية (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك) تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرفعوا أصواتهم بها وينالوا الأجر العظيم بذلك، فأوقف الراحلة وأراد الحج فإنه يحرم من المكان الذي انشأ فيه الحج لدلالة حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما (من حيث انشأ) أي من حيث انشأ الحج والحديث صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أما الميقات المكاني للعمرة بالنسبة للآفاقي كالحج وأما بالنسبة لأهل مكة ومن مكث فيها فلا بد من الخروج إلى الحل، في أي موطن من مواطن الحل ولا يلزم تحديد حل بعينه (التنعيم، الجعرانة، عرفات، منطقة الشرائع، منطقة مستورة):

ومن يشأ العمرة يخرجن

للحل ثم فيه يحرمن

وبعد ذا يطوف ثم يسعى

ويجمعن الموضعين جمعا

والموضعان الحل ثم الحرم

جمعهما في النسكين يلزم

اختلف الفقهاء أي الحل أفضل للعمرة فذهب بعض الفقهاء إلى القول: إن منطقة التنعيم هي أفضل الحل؛ وذلك لما دل عليه أمر النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضوان الله عليها بأن تحرم من هناك بعد أداء الحج.

وذهب بعض العلماء إلى القول إن أفضل الحل هي منطقة الحديبية، وذهب بعض الفقهاء إلى غير ذلك.

وعلى كل من أراد أن يحرم بالعمرة أن يخرج إلى منطقة من مناطق الحل ويلبي هناك ثم يرجع إلى الحرم.

أما الشرط الثاني فهو أن يكون الإحرام في أشهر الحج، فإذا أحرم الإنسان في أشهر الحج بقي إلى أن يؤدي هذا النسك أما بالنسبة للعمرة فميقاتها الزماني مفتوح في أي وقت من الأوقات إلا لمن أدى عمرة التمتع، فالأفضل ألا يؤدي عمرة بين تمتعه وحجه. أما من لم يكن بهذه الصفة فيؤدي العمرة متى شاء.

سنن الإحرام

للإحرام سنن ينبغي للإنسان أن يعتني بها، وهي الاغتسال، أن يغسل الإنسان بدنه كله كما يغتسل من الجنابة، وهذا الغسل ليس غسلا رافعا للحدث؛ لأنه يخاطب به الجميع حتى غير الطاهر، حتى الحائض والنفساء تؤمر بالاغتسال؛ لأن هذا الغسل ليس لرفع الحدث إنما هو مستحب على قول كثير من أهل العلم، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك، فقد اغتسل النبي صلى الله عليه وسلم. اغتسل في الإحرام عند الميقات واغتسل عندما نزل بذي طوى قبل الطواف بالبيت واغتسل صلى الله عليه وسلم عندما ضربت القبة من الشعر نمرة، وقد اختلف العلماء في هذا الاغتسال الثالث ولكن سنشير إليه أن شاء الله تبارك وتعالى.

من السنن كذلك لبس ملابس الإحرام، فالرجل يلبس الإزار، ويرتدي الرداء، بعد الاغتسال يرتدي هذين الثوبين فقط اللذين لم يمسهما الطيب، أو كانا مغسولين لا طيب فيهما.

أما بالنسبة للمرأة فتحرم في ملابسها العادية ولا داعي لأن تخصص أو تخيط ملابس للإحرام بألوان ومواصفات معينة.

كذلك من سنن الإحرام أن يحرم بعد صلاة مكتوبة، فإذا صادف صلاة مكتوبة أو قربت فالأفضل له أن ينتظر هذه الصلاة المكتوبة، ويحرم بعدها وذلك لفعل النبي صلى الله عليه وسلم. فإن لم تكن هنالك صلاة مكتوبة اختلف الفقهاء هل ينشئ الإنسان صلاة يحرم بعدها فذهب بعضهم إلى القول إنه ينشئ صلاة يحرم بعدها، كتحية المسجد إذا دخل المسجد أو صلاة سنة الضحى، ويحرم بعدها.

وذهب بعضهم إلى تخصيص ركعتين يحرم بعدها إذا لم تكن هنالك صلاة ضحى كأن يكون في وقت الليل ولم يكن هنالك دخول مسجد، فيحرم بعد ركعتين وعلى كل حال فهاتان الركعتان لم تثبتا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما الثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم أحرم بعد صلاة مكتوبة، ولكن إن صلى الإنسان شيئا من الصلوات وأحرم بعد ذلك لا شيء عليه بمشيئة الله تبارك وتعالى، ولكن هل يخصص ركعتين من أجل أن يحرم بعدهما، لا يلزم. ولكن إن صلى أي صلاة وأحرم بعدها فذلك أفضل بمشيئة الله تبارك وتعالى.

والإحرام من سننه أيضا أن يحرم الإنسان عندما تستوي به راحلته ويتوجه بها يحرم ما دام في بقعة الميقات كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ إن النبي صلى الله عليه وسلم لبى عندما استوى على راحلته.

وهب بعض الصحابة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم بعدما استوت ناقته على البيداء وهي تل قيل في الميقات تل مرتفع لبى صلى الله عليه وسلم كما في حديث أنس بن مالك، إلا أن ابن عمر رضي الله عنه وعن أبيه رد هذه الرواية. قال: بيداؤكم التي تكذبون بها على رسول الله صلى الله عليه إنما أحرم عندما استوت به راحلته. وعلى كل حال فإذا ركب الإنسان في الحافلة واستقبل بها القبلة يلبي بالدخول في النسك. متى يكون الإنسان محرما؟ اغتسل هذا الإنسان ولبس ملابس الإحرام هل أصبح محرما؟ لا ليس بمحرم وإن لبس ملابس الإحرام. فله أن يغطي رأسه، وله أن يفعل ما يمنع منه المحرم ما عدا الطيب؛ لأن عندنا أن الطيب لا يستعمل قبل الإحرام حتى لا يبقى أثره بعد الإحرام فيمتنع عن الطيب إذا أراد أن يحرم، ولكن له أن يغطي رأسه من شدة الحرارة لأنه لم يحرم بعد ولم يدخل في النسك.

متى يدخل الإنسان في الإحرام؟ يدخل بالنية والتلبية. أن ينوي الدخول في النسك أما إذا كان الإنسان لم يستحضر نية الدخول في النسك ولكنه لبى، كأن يكون معلما لغيره وهو بملابس الإحرام بكيفية التلبية، لا يكون قد دخل في الإحرام.

ماذا يقول في هذه التلبية؟ يحدد النسك الذي يريد أن يدخل فيه ثم يقول (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك).

بماذا يحرم؟ إما أن يحرم بعمرة التمتع فيقول (لبيك عمرة) وإما أن يحرم بحج مفرد فيقول (لبيك حجا) أو (لبيك حجة) أو (لبيك بحجة) وإما أن يحرم قارنا فيقول (لبيك عمرة وحجة)، وإما أن يحرم بما أحرم به أحد الناس لا يعرف فلان بماذا أحرم لكن يعلم أن العالم الفلاني موجود في الحج وهو سيلتحق به ولكن نسي أن يسأله متمتعا أو قارنا، ويريد أن يعمل كعمله فإلى هذه اللحظة لا يعرف ما يحدد، فيحرم بما أحرم به فلان، يقول (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، لبيك بما أحرم به فلان) وهذا صحيح ثابت، خرج أبو موسى الأشعري وعلي بن أبي طالب من اليمن فأدركا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد مجاوزة الميقات لا يدريان ولا يعلمان بماذا أحرم النبي صلى الله عليه وسلم فأحرما بما أحرم به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذان فقيهان من فقهاء الأمة وعالمان من علمائها وصحابيان جليلان. فلما وصلا بعد ذلك ولقيا النبي صلى الله عليه وسلم أخبراه بما فعلا فأخبرهما النبي صلى الله عليه وسلم بأنه (قارن) أما علي فقد ساق الهدي، فبقي على إحرامه (قارنا) مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما أبو موسى فلم يكن سائقا للهدي فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤدي العمرة وأن يتحلل بعدها.

والأمر الخامس، أن يحرم الإنسان دون أن يحدد شيئا، يلبي (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك) لا يحدد حج ولا عمرة ولا بما فعل فلان، هذا الرجل إذا فعل ذلك يقال له لا بد أن تحدد النسك قبل الطواف وهذا الفعل أجازه بعض الفقهاء وبعض العلماء ضعفه تضعيفا قويا، ولكن على كل حال لو فعل ذلك فلا بد من تحديد النسك قبل الطواف.

لا بد أن تكون التلبية مسترسلة لا أن تكون مقطعة؛ لأن ذلك ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على سبيل التعليم. والأفضل أن يكونوا على ما كان عليه رسول الله.

وثبت في الأحاديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول (لبيك إله الحق) وكان يفصل بين هذه التلبية وتلك التي سبق ذكرها.

الصحابة والتلبية

الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يأتون ببعض التلبيات على مسمع ومرأى من النبي صلى الله عليه وسلم. ابن عمر كان يلبي (لبيك وسعديك والخير بيديك، لبيك والرغباء إليك والعمل) وإنس بن مالك (لبيك حقاً حقا تعبداً ورقا) يسمعهم النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينكر.

ولكنه صلى الله عليه وسلم ما غير تلبيته (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك) بقي ملبيا صلوات الله وسلامه عليه، وجزاه الله خير ما جزى نبيا عن قومه ورسولا عن أمته ولم يقطع التلبية إلى اليوم العاشر.

محظورات الإحرام وممنوعاته

بعدما نوى المسلم الدخول في النسك أصبح مخاطبا بالأحكام الشرعية وممنوعا من بعض الأشياء، فمن محظورات تغطية الوجه بالنسبة للرجل وتغطية الرأس مباشرة بلاصق ككمة أو عمامة أو ما شابه ذلك يكون لاصقا على الرأس يعد ممنوعا بالنسبة الرجال.

فيكشفن الرأس والوجه معا

فإنهن من ستر ذاك مُنعا

وتكشف المرأة وجهها فقط

ولا تغطيه فإنه غلط

فالرجل في طوال إحرامه لا يغطي وجهه ولا رأسه ولا يلبس القفازين ولا يلبس الجوارب ولا يلبس الخف ولا الحذاء المغطي للقدمين، لكن لو وقع الإنسان في شيء من ذلك (فلو غطى الإنسان رأسه ناسيا) فإنه ينبه بألطف عبارة وأرق تعبير ولا يهوّل الأمر وكأنه قد ارتكب شيئا عظيما، ما فعل هو ما فعل إلا عن سهو فيؤخذ باللطف، حتى لو كان في الطواف، كذلك وإن نام وغطى راسه دون أن يشعر.

فالنبي صلى الله عليه وسلم في مناسك الحج كان معلما فمن كان يدعي تطبيق السنة فالسنة في تعليم الناس (خذوا عني مناسككم) كان يعلم الناس خطب أربع خطبات يعلم الناس ويفتيهم في كل مكان فعلموا الناس.

أما المرأة فلا تغطي وجهها فإن المرأة إحرامها في وجهها، كذلك لا تغطي كفّيها، بينما تلبس الجوارب.

إذا حصل مانع من لبس الإحرام كوجود بخور في الرداء والإزار، يخرج إزارين (عمانيين) ولو كانا غير أبيضين، ويلبس أحدهما كرداء ويتزر بآخر.

ويمنع الإنسان من أن يخطب امرأة وهو محرم، أو يزوِّج أو يزوَّج، حتى وإن كان هذا الأمر أتى من بلده على سبيل أنه يأمر بالزواج.

ومن الموانع الجدال والمراء، فالمجادلة الكثيرة بينه وبين أشخاص في قضية ما فتتعالى الأصوات فهذا من الموانع، والجدال لا يمنع عند البيع والشراء ولكن لا يكون ساخنا.

كذلك المعاصي فالمحرم عليه أن يتقي الله تعالى من المعاصي (من متّع عينيه بالحرام في الدنيا سمّرهما الله بمسامير من مسامير جهنم) فليحذر فهذه الأماكن قد يكون فيها اختلاط بين المسلمين والمسلمات فيما لا بد منه.

وألا يسعى إلى الغضب فمن كان يعرف نفسه بأنه غضوب، فعليه ألا يواصل في النقاش، وألا يحاول إغضاب غيره ويثقل على غيره.

ومن محظورات الإحرام لبس ما فصّل بما يحيط بالجسم وعُبّر عنه بالمخيط كالقميص والسروال، فالرجل يمتنع عنه ولا يلبسه، ولكن لا يعني ذلك أن كل مخيط ممنوع، فالإنسان يحرم بالنعال العادية وقد تكون مخيطة فلا تؤثر، وقد يحرم في إزار لا يعرف كيف يتزر فشك وخاط جانبيه فلبسه، فلا شيء عليه، قد يسقط الإنسان ويتمزق إزاره فيشكه بالخيط، فلا شيء عليه.

ويمنع المحرم من الطيب لا قبل الإحرام ولا أثناء الإحرام، ولكن لو لحقه عطر فليغسله مباشرة.

كذلك ينهى عن إزالة التفث وكذلك قبل الإحرام هذه الأشياء ليست لها علاقة بالإحرام، لا يجب على الإنسان أن يقلم أظفاره أو يحلق عانته أو ينتف إبطه، ولكن يشرع لمن خاف أن تطول هذه وقت الإحرام ويصل إلى الحد الذي وردت به السنة أنه لا يبقيه بعده ولكنه يكون محرما في ذلك الوقت فقدم هذا الفعل قبل الإحرام، فلا شيء عليه، أما من أجل الإحرام فهذا لا يلزم.

كذلك نزع الجلد أو تقطيع الأظافر بالفم، وما سقط من الشعر بغير إرادة قلع أو قطع لا يؤثر على إحرام هذا الإنسان أبدا.

ينهى المحرم عن صيد البر ولا يقتله وينهى من الجماع ومقدماته والاستمناء:

وما عدا الصوم فليس

فيه كفارة إلا الذي أفتيه

إن جامع الإنسان وهو معتكف

أو محرم أو أخرج المني بكف

أسئلة متكررة

مما يكثر السؤال عنه عند النساء، لبس الذهب، المرأة لا تلبس الذهب في إحرامها فمن كانت تستطيع أن تزيل الذهب فلتزله لا سيما في الأماكن التي يجب إظهارها. أما من كانت لا تستطيع ذلك فلا شيء عليها، وإنما عليها أن تستر كفيها عن الناس الأجانب.

ومن الأسئلة نقش الحناء، فقد تكون المرأة حديثة زواج وبقي هذا النقش إلى الإحرام إلى الحج وهو ظاهر، ففي هذه الحالة تؤمر أن تغطي كفيها بلحافها أثناء الطواف حتى لا يرى الناس الأجانب هذه الزينة.

كذلك لبس السواعد، هذا مما لا بأس به، ولبس النظارة الطبية مما لا بأس به، وكذلك الشمسية بعض العلماء يشددون فيها لأن الإنسان مقبل إلى الله وليس في نزهة، لكن كثيرا من العلماء يرخصون فيها سيما أن الإنسان يتأذى من حساسية، وكذلك العدسات اللاصقة.

أيضا الدهانات الخارجية بأنواعها ما كان منها للعلاج لتوقي حرارة الشمس أو ما تفعله بعض النساء من وضع الدهانات خشية التأثر من الشمس يصح للمسلم أن يدهن ببعض الدهانات وزيت الزيتون شرط أن يكون بلا طيب.

أيضا تغيير الملابس بتغيير ملابس أخرى فقد يسقط أو يتعثر أو تصيبه نجاسة أو ما شابه فله أن يغير رجالا كانوا أو نساء.

ويصح للمحرم استعمال الصابون الذي ليس فيه مادة عطرية وإن كانت به رائحة زكية فليس كل صابون به رائحة زكية مثل صابون الديتول، وأيضا استخدام شامبو الشعر الذي لا يوجد به طيب، والسواك والمعاجين وإن ثعب الدم من لثته ولكن لا يتعمد ذلك ويتسوك بلطف.

والنوم كذلك مباح للإنسان المحرم وأيضا أن وقع الإنسان في جنابة وهو محرم فلا تؤثر عليه، يقوم ويغتسل ويغسل ثوبه ويعود إلى إحرامه. كذلك الحك إذا جاءه حك ولكن لا يهرش حتى لا يتساقط شيء من الشعر.

وخروج الدم من الإنسان لا يوجب عليه شيء على القول الصحيح فيمكن أن يسقط الإنسان أو يدفعه أحد أو عربة تخدش جسمه، ولكنه يتفادى قدر المستطاع.

كذلك يحافظ على نفسه وصحته فلا يلزم أن الإنسان حتى يقال: إنه حج حجا جيدا، حيث يهلك نفسه، فرغم توفر وسائل النقل فهو يتعمد أن يترك وسيلة النقل.

أيضا الحزام والنعال المخيطة ولبس الكمامات مما لا بأس به وكذلك حقيبة النوم يدخل فيها الإنسان ولكن لا يغلقها على وجهه وإنما يوصلها على هذه المنطقة وكفى، وكذلك اللفافة واللاصق.

كذلك الإنسان المحرم في أثناء الصلاة فننبه أن الإنسان عليه أن يضبط رداءه قبل أن يصلي حتى لا يشغلك في الصلاة، فلو سقط الرداء وهو واقف بين يدي الله سبحانه وتعالى فعليه أن يرفع رداءه ويرفعه ولا تؤثر على الصلاة ولا يبقى مكشوف الصدر والظهر والبطن.